الثلاثاء 10 سبتمبر 2024

كاملا هاريس.. امرأة تسعى إلى فرض معادلة جديدة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية

كاملا هاريس

تحقيقات10-9-2024 | 18:01

محمود غانم

في عام 2016، أشارت معظم استطلاعات الرأي إلى أن السباق الانتخابي سيحسم لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون على حساب منافسها الجمهوري دونالد ترامب، إلا أنه في الأخير حقق فوزًا تاريخيًا وصف بأنه انحرافاً عن الخط السائد في أمريكا.

وفي مشهد لافت، وقفت هيلاري كلينتون منذ أيام خلال فعاليات المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في شيكاغو، داعية الأمريكيين إلى انتخاب امرأة للمرة الأولى رئيسة للولايات المتحدة، وذلك بتحطيم أعلى وأكثر الأسقف الزجاجية صعوبة من خلال التصويت لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.

ولأكثر من قرنين عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية في ربوع الديمقراطية، لم تتنخب امرأة من قبل رئيسة للبلاد، ما يثير التساؤلات عما إذا كانت هاريس قادرة على تجاوز أصعب سقف في السياسة الأميركية حتى بعض الناخبين السود يتساءلون عن ذلك أيضًا.

 

 كاملا هاريس

ولدت كاملا دافي هاريس في 20 أكتوبر 1964، في مستشفى كايزر بأوكلاند في ولاية كاليفورنيا، لوالدين مهاجرين إلى أميركا، كانا قد التقيا بصفتهما ناشطين شابين في حركة الحقوق المدنية وجمعتهما الدراسة الجامعية.

وقد تخرجت هاريس من المدرسة الثانوية في عام 1981، لتلتحق بجامعة "هوارد" في واشنطن، باختصاص الاقتصاد والعلوم السياسية، وفي عام 1989، حصلت على درجة الدكتوراه في القانون من كلية "هاستينجز" للقانون في جامعة كاليفورنيا.

وفي عام 1990، عُينت هاريس نائبة للمحامي العام في مقاطعة "ألاميدا"، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث تخصصت في محاكمات الاعتداء الجنسي على الأطفال، بعد أن لاحظت صعوبة العمل على هذا النوع من القضايا، بسبب ميل هيئة المحلفين إلى قبول كلام البالغين أكثر من قبولهم لكلام الأطفال.

وفي تطور لافت في مسيرة هاريس المهنية انتخبت مدعيًا عامًا لولاية سان فرانسيسكو، في عام 2003، وذلك بعدما ترشحت ضد مديرتها السابقة، ثم أعيد انتخابها لولاية ثانية عام 2007، كما نجحت في عام 2010، في الفوز في انتخابات المدعي العام لكاليفورنيا، وجرى انتخابها لنفس المنصب مرة أخرى عام 2014 بفارق أصوات كبير عن باقي المرشحين.

 

 الحياة السياسية

دخلت هاريس في خضم المشهد السياسي، عام 2016، حين ترشحت لانتخابات مجلس الشيوخ، وأصبحت ثاني امرأة أميركية من أصل أفريقي، وأول سيناتور من أصل هندي في تاريخ أميركا تتولى هذا المنصب.

لمع نجمها خلال ترشحها للإنتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2019، وتصدرت العناوين في أول مناظرة وانتقدت بها بايدن لتأييده الفصل العنصري في السبعينيات من القرن العشرين، وذلك قبل أن تنسحب من السباق وتؤيد بايدن المرشح الديمقراطي للرئاسة، الذي اختارها بدوره لتكون نائبته.

وبعد فوز جو بايدن بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية، في عام 2020، أصبحت كاملا أول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة، بعد فشل 3 مرشحات سابقات، ومنذ ذلك الحين نظر إليها على أنها ستكون الوريثة الديمقراطية الأقرب لخلافة الأول.

 

 السباق إلى البيض الأبيض

في 21 يوليو الماضي، تنحى الرئيس الأمريكي، جو بايدن عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة المقرر لها في الخامس نوفمبر المقبل، مقدمًا نائبته كاملا هاريس بديلًا له، التي نجحت بالفعل في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.

ونجحت هاريس البالغة من العمر 59 عامًا في تعزيز حظوظها أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي يكبرها بنحو 20 عامًا، حيث يشير متوسط ​​استطلاعات الرأي التي أجريت في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى أن المرشحة الديمقراطية تتقدم بنقطتين على المرشح الجمهوري من حيث الأصوات بـ49 بالمائة.

 

مواقفها السياسية

وقد تعهدت هاريس ببناء "اقتصاد الفرص وخفض التكاليف للأسر" وتنفيذ مقترحات اقتصادية مثل التخفيضات الضريبية للطبقة المتوسطة، فضلًا عن جعل سعر الإيجار معقولة أكثر وامتلاك المساكن أكثر قابلية للتحقيق من خلال توفير ما يصل إلى 25 ألف دولار للمن يشترون لأول مرة للمساعدة في دفع الدفعات الأولية.

كما تعهدت بالعمل على جعل رعاية الأطفال بأسعار معقولة بشكل أكبر، وتعزيز الضمان الاجتماعي ودعم الشركات الصغيرة من خلال توسيع خصم ضريبة نفقات بدء التشغيل للشركات الجديدة من 5 آلاف دولار إلى 50 ألف دولار، إضافة إلى خفض تكاليف الرعاية الصحية وزيادة الحد الأدنى للأجور، فضلًا عن معالجة الممارسات التنافسية من جانب الشركات الكبرى.

وأكدت أنها ستمنع أي حظر وطني للإجهاض، وفي حال أقر الكونجرس مشروع قانون لاستعادة الحرية الإنجابية على مستوى البلاد، فستوقعه ليصبح قانونًا، كما تخطط لترسيخ الحماية من التمييز للأمريكيين في الرعاية الصحية والإسكان والتعليم والمزيد.

أما عن الحدود، فقد ذكرت الحملة أنها ستعيد مشروع قانون أمن الحدود الحزبي وتوقعه ليصبح قانونًا بعد أن حجبه الجمهوريون في وقت سابق من هذا العام لحرمان بايدن من الفوز التشريعي عندما كان لا يزال يخطط للترشح لإعادة انتخابه، مؤكدة على أنها تتفهم الحاجة إلى "أمن حدودي قوي ومسار مستحق للمواطنة".

وفيما يتعلق بالعنف المسلح والجريمة، تقول هاريس إنها - في حال انتخابها رئيسة - ستحظر الأسلحة الهجومية والأسلحة القاتلة وستطلب فحوصات شاملة، وتدعم قوانين العلم الأحمر (الخاصة بالأسلحة). 

وبالنسبة للسياسة الخارجية والأمن القومي، تعهدت بالوقوف مع حلفاء الولايات المتحدة و"القيادة على المسرح العالمي" والتأكد من أن "أمريكا -وليس الصين- تفوز بالمنافسة في القرن الحادي والعشرين وأننا نعزز -وليس نتنازل- عن قيادتنا العالمية". 

أما عن حرب إسرائيل في غزة، فقد ذكرت أنها "ستدافع دائما عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وستضمن دائما أن تتمتع إسرائيل بالقدرة على الدفاع عن نفسها"، وذلك كله وفق ما أورده موقع الحملة الإلكتروني.