الجمعة 13 سبتمبر 2024

تأثيرات مُدمرة لتغير المناخ والفيضانات على الثروة الزراعية

تأثيرات تغير المناخ على الثروة الزراعية

عرب وعالم11-9-2024 | 14:10

دار الهلال

 تُشكل ظاهرة تغير المناخ تهديدا واضحا على جودة النباتات وإنتاجية المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ويُعرف تغير المناخ بالتحول على المدى الطويل في متوسط درجات حرارة الأرض، حيث ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 1.2 درجة مئوية فوق متوسط درجة الحرارة ما قبل عصر الصناعة، فكلما بات المناخ العالمي أكثر سخونة، كلما زادت احتمالية حدوث الظواهر الطبيعية البيئية كالفيضانات.

وكشف الباحثون بجامعة إلينوي في أوربانا-شامبين بالولايات المتحدة عن تأثير الفيضان على المحاصيل الزراعية والحشرات التي تتغذى عليها.

وقالت أستاذة علم الحشرات والدراسات الأمريكية بجامعة إلينوي إستر نجومبي، إن هناك العديد من العوامل المسببة لإجهاد النباتات أثناء الفيضانات، فبمجرد أن تغمر الفيضانات الطماطم على سبيل المثال، تصبح ضعيفة وتجتذب الحشرات، التي تحب أكل النباتات الأضعف.

ولقياس دفاعات النباتات، قام فريق نجومبي بجمع عينات من الغازات المنبعثة من النباتات وفحصها بحثًا عن المركبات العضوية المتطايرة، وهي المواد الكيميائية التي تستخدمها النباتات لطرد الحشرات التي قد تأكلها.

وبعد عامين، نشرت نجومبي نتائج هذه التجارب المعملية وغيرها، ووجدت أن صنفي الطماطم يختلفان في التعبير الجيني وفي المركبات المتطايرة التي ينبعثان منها، قبل أي تدخل. فعندما غمرت المياه الطماطم كان لديها أنماط انبعاث كيميائية مختلفة للغاية عن تلك التي كانت عند زراعتهما في ظروف طبيعية.

وقد أثرت الحيوانات العاشبة على إنتاج هذه المركبات المتطايرة، ولكن ليس بقدر تأثير الفيضانات.

وأضافت نجومبي أن الفيضانات تختلف عن غيرها من العوامل المسببة للإجهاد المرتبطة بالمناخ لأنها تحرم النباتات من الأكسجين، وهو عنصر أساسي لا غنى عنه وركيزة لنمو النباتات وتطورها.

وقالت نجومبي أيضا إن الفيضانات تعطل عملية التمثيل الغذائي للنباتات وتوليد الطاقة، كما أنها تتداخل مع عملية التمثيل الضوئي وتقتل البكتيريا المفيدة وتعزز نمو الميكروبات المسببة للأمراض في التربة.

كما يمكن أن تعرض قدرة النباتات على الدفاع عن نفسها ضد الأمراض والحشرات الضارة مثل دودة التبغ للخطر. وحذرت نجومبي أيضًا من أن زيادة الفيضانات يمكن أن تهدم عقودًا من الأبحاث التي تهدف إلى جعل النباتات أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.

وأضافت أن الفيضانات قد تحبط الجهود المبذولة لبناء جودة التربة والصحة الميكروبية لجعل المحاصيل أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الضغوط مثل الحرارة والجفاف. وقد تؤدي الفيضانات أيضًا إلى القضاء على المكاسب المستمدة من الهندسة الوراثية أو تربية النباتات.

وأشارت نجومبي إلى أنه من المتوقع زيادة شدة الفيضانات وتواترها بنحو 7% لكل زيادة قدرها درجة مئوية واحدة في متوسط درجات الحرارة العالمية، حيث يتعين على العلماء أن يأخذوا في الاعتبار تأثيرات الفيضانات من أجل "حماية المكاسب الضخمة التي تحققت في بناء المحاصيل المقاومة للمناخ".

ومؤخرا، ضربت فيضانات شديدة بلاد في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي مما أدى إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة، وتأثرت بشكل مباشر النباتات والمحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى فيضانات الهند التي تسببت في سقوط ضحايا وانهيارات للمنازل وانزلقات تربة في منطقة نائية في شمال شرق الهند.