الجمعة 11 اكتوبر 2024

دراسة تاريخية توضح الجانب الاجتماعي في شبه الجزيرة الأيبيرية قبل 4200 عام

شبه الجزيرة الأيبيرية

ثقافة12-9-2024 | 01:27

إسلام علي

تشير دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي برشلونة المستقلة ومورسيا إلى تحدي الفكرة الشائعة بأن مجموعات المحاربين من أصول "السهوب" من شرق أوروبا قد استبدلت بشكل عنيف السكان الذكور في شبه الجزيرة الأيبيرية منذ حوالي 4200 عام. 

تقترح الدراسة سيناريو أكثر تعقيدًا يشير إلى أن هذه المجموعات اندمجت مع المجتمعات المحلية التي كانت تشهد بالفعل تراجعًا في عدد السكان.

تركز هذه الدراسة الحديثة على التحولات الاجتماعية والديموغرافية في جنوب شرق شبه الجزيرة الأيبيرية خلال الانتقال من العصر النحاسي إلى العصر البرونزي.

وركز فريق البحث بشكل خاص على التغيير الملحوظ من المدافن الجماعية التي ميزت نهاية العصر النحاسي إلى القبور الفردية التي سادت في مجتمع إل أرغار الناشئ في بداية العصر البرونزي حوالي 2200 قبل الميلاد.

اعتمد الباحثون على تحليل مجموعة كبيرة من تواريخ الكربون المشع "C14" المستخلصة من بقايا بشرية في نحو خمسة عشر موقعًا بجنوب شرق شبه الجزيرة.

وكشفت النتائج عن نمطين بارزين: أولاً، كان التحول من المدافن الجماعية إلى الفردية سريعًا للغاية؛ وثانيًا، شهدت الفترة بين 2550 و2400 قبل الميلاد زيادة في عدد المدافن، تلتها فترة تراجع كبير بين 2300 و2250 قبل الميلاد.

تؤكد الدراسة وفقًا لرافائيل ميكو، أستاذ في جامعة باراغواي والمدير المشارك لمجموعة الأبحاث في علم الآثار الاجتماعي والمتوسطي، أن السكان المحليين في جنوب شرق شبه الجزيرة الأيبيرية كانوا يعانون من تناقص كبير في عددهم قبل وصول مجموعات السهوب بحوالي 4300 عام.

وعندما وصلت هذه المجموعات بين 2200 و2000 قبل الميلاد، تفاعلت مع مجتمعات محلية صغيرة بالفعل أو تعيش في مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة.

وتبتعد هذه النتائج عن فكرة الغزو العنيف، حيث توضح الأبحاث الأثرية عدم وجود "تحيز ذكوري" بين مجموعات السهوب في شبه الجزيرة، مما يدحض النظرية التقليدية التي تفترض هيمنة محاربين ذكور واستبدال السكان المحليين.

 وأوضحت كريستينا ريهوييت هيرادا، الأستاذة في جامعة ألاباما برمنغهام والمشاركة في الدراسة، أن هذه النظرية قد تكون مبسطة للغاية.

تشير الدراسة إلى أن التحولات الاجتماعية في أوروبا الغربية والوسطى خلال تلك الفترة ربما كانت نتيجة عوامل متعددة، مثل تغير المناخ أو انتشار الأوبئة، وليس بالضرورة نتيجة غزو عنيف.