سلط مقال تحليلي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي يقول فيها إن سماح الدول الغربية لأوكرانيا باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل العمق الروسي يضع دول حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في حالة حرب مع موسكو.
وقال كاتب المقال "ليوك هاردنج" إن تلك التهديدات من جانب الرئيس الروسي "تأتي في أعقاب تلميح وزير خارجية أمريكا، أنتوني بلينكن، إلى احتمال قيام الولايات المتحدة برفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية بعيدة المدى لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي".
وأضاف أن تصريحات بوتين " تأتي في وقت يناقش فيه، بلينكن، مع وزير خارجية بريطانيا، دافيد لامي، إمكانية تخفيف القيود المفروضة على الجانب الأوكراني فيما يخص استخدام الأسلحة التي تقدمها الدول الغربية لكييف لتعزير قدرات القوات الأوكرانية خلال الحرب مع الجانب الروسي"، مشيرا إلى أن أوكرانيا " طالما ألحت على الدول الغربية للموافقة على ذلك المطلب منذ ما يربو على عامين".
وقال "هاردنج" إن تلك التصريحات تأتي أيضا بعد يوم واحد من قيام كل من بلينكن ولامي بزيارة أوكرانيا، وذلك قبل اللقاء المرتقب اليوم الجمعة بين رئيس وزراء بريطانيا، كير ستارمر، مع الرئيس الأمريكي ،جو بايدن، في واشنطن والتي من المتوقع أن تتناول مسار الحرب في أوكرانيا وكيفية وضع نهاية لها.
وكانت مصادر بريطانية أشارت إلى أن الحكومة البريطانية " اتخذت قرارا بالفعل بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ستورم شادو البريطانية بعيدة المدى لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي، على الرغم أنه من غير المتوقع الإعلان عن ذلك القرار خلال المباحثات المرتقبة اليوم بين ستارمر وبايدن في واشنطن".
ويلفت المقال إلى تهديد بوتين، في كلمة له عبر التلفزيون الروسي، أن تلك الخطوة من جانب الدول الغربية "سوف تشكل تطورا كبيرا في طبيعة الصراع بين القوات الروسية والأوكرانية، حيث تعني أن دول /الناتو/، وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، أصبحت في (حالة حرب) مع روسيا، وهو ما سوف يدفع موسكو لاتخاذ القرارات المناسبة على ضوء تلك التهديدات التي تواجه الجانب الروسي".