هي مؤلفة موسيقية ألمانية من أبرز عازفي البيانو في الفترة الرومانسية، بسبب موهبتها وقدراتها المميزة عرفت شومان باسم  «الكاهنة العليا للموسيقى»،  لما قدمته خلال 61 عاما من مسيرتها الفنية، إنها «كلارا شومان»، وهي زوجة المؤلف الموسيقي روبرت شومان، واسمها قبل الزواج كلارا جوزفين فيك»، التي نشهد اليوم ذكرى ميلادها حيث ولدت13 سبتمبر1819م في لايبزج في ولاية ساكسونيا،بألمانيا.

 

 نشأة فنية 

 

 

نشأت«كلارا شومان»  في بيت فني، فقد كان والدها فريدريش فيك عالما للاهوت ولكنه ومنذ صغره كان مولعا بحب الموسيقى، فدرس العزف على البيانو - أداته الموسيقية المفضلة - وبعد ذلك افتتح مصنع للبيانو ومكتبة لإعارة المؤلفات الموسيقية، انفصل فيك عن زوجته – والدة كلارا - ماريان ترومليتز وابنتهما لا تزال طفلة صغيرة، وكانت والدتها بدورها مغنية كونشرتو وأيضا عازفة بيانو من الطراز الرفيع.

 

وبدأت «كلارا»  وبتشجيع كبير من والدها بتعلم العزف على البيانو وهي في الخامسة من عمرها، حيث كرس الأب كل وقته لتربيتها وتنمية موهبتها الموسيقية لأبعد حد، فقام في سبيل ذلك بإخراجها من المدرسة ليتولى مهمة تعليمها بنفسه، وعندما بلغت العاشرة قدمت حفلتها الأولى مشتركة بالعزف مع تلميذة أخرى، لاحظتها حينها إحدى المجلات الموسيقية فكتبت عنها متوقعة لها مستقبلا مميزا كعازفة بيانو.

 

عزفت«كلارا» الصغيرة أمام جوته والتقت بنيوكولا باتيني وفرانز ليست، وقامت برحلات عديدة داخل وخارج ألمانيا للقيام بحفلات موسيقية تحت رعاية والدها. أيضا اهتمت «كلارا»  منذ صغرها بالتأليف الموسيقي، حيث أتمت أول مؤلفاتها « البولنديين الأربعة» عندما كانت في العاشرة، أتبع هذا العمل مؤلفات كثيرة مثل « فالسات رومانسية» و« سهرات موسيقية» وغيرها.

 

الطفلة المعجزة

 

و اشتهرت «كلارا» في عام 1835م في أوروبا كعازفة ولقبت بـ «الطفلة المعجزة»، في عام 1838م كرمت من قبل العرش الإمبراطوري النمساوي واختيرت لتكون عضو في جمعية أصدقاء الموسيقى Gesellschaft der Musikfreunde  في فيينا.

 

 الزواج والحياة  المهنية

 

تعرفت «كلارا» بروبرت شومان عندما كان هذا  تلميذا لوالدها فريدريش فيك يتعلم على يديه العزف على البيانو، وابتدأت بينهما قصة حب طويلة الفصول مذ كانت في السادسة عشرة من عمرها

 

زواج  رغم  معارضة  الأب

وبتاريخ 12 سبتمبر عام 1840 م تم عقد قران «كلارا»  على الموسيقي العالمي روبرت شومان، وذلك رغم المعارضة الكبيرة التي أبداها والدها لذلك الزواج، وكانت «كلارا»  حينها أكثر شهرة من زوجها روبرت، 

قامت  كلارا شومان بعد الزواج بالتوجه للقراءة فاهتمت بأدب غوته وشكسبير وانكبّت على دراسة مؤلفات بيتهوفن وشوبان وباخ. أنجبت كلارا ثمانية أولاد بين عامي 1841م و 1854م، واضطرتها الأعباء العائلية إلى الحد من نشاطها الموسيقي إلا أن ذلك لم يمنعها من التعليم في كونسيرفاتوار لايبزج ومن التأليف الموسيقي ومن القيام بسفرات للعمل من وقت لأخر.

 

شراكة فنية وعائلية 

 

وقدم الزوجان شومان عام 1841م عملهما المشترك الأول، وقامت كلارا بعزف أعمال روبرت في مختلف حفلاتها التي قدمتها في كل مكان حول أوروبا، مما ساهم بشكل كبير في شهرته في الوسط الفني والموسيقي.

 

 في عام 1853م وطدت كلارا وزوجها علاقة عمل حميمة بينهما وبين المؤلف الموسيقي الألماني يوهانس برامز، حافظت كلارا على تلك العلاقة حتى بعد وفاة زوجها روبرت عام 1856م، وكان الوضع النفسي لهذا الأخير شديد الاضطراب في سنين حياته الأخيرة مما تسبب بتوتر في علاقته بزوجته كما أنه حاول الانتحار أكثر من مرة ليقضي بعدها بقية حياته في مصحة نفسية إلى أن فارق الحياة.

 

رحيل الطفلة المعجزة

 

في عام 1878 أصبحت كلارا شومان أول معلمة بيانو في كونسرفاتوار فرانكفورت، وفي عام 1891م قدمت  كلارا شومان وهي في الحادية والسبعين من عمرها حفلتها الموسيقية الأخيرة.

 

وفي تاريخ 26 مارس من عام 1896 ابتليت  الطفلة المعجزة في عالم الموسيقى،  بالشلل وتوفيت وبتاريخ 20 مايو 1896 في فرانكفورت  في ولاية هسن الألمانية،  بعد ذلك بفترة قصيرة ودُفنت بجانب زوجها روبرت شومان في بون بحسب وصيتها.

كلارا شومان لوحة لأندرياس ستوب استعملت لاحقا لطبع صورة كلارا على ورقة المئة مارك المالية الألمانية والتي أصدرت لأول مرة بتاريخ 2 يناير عام 1996م