السبت 14 سبتمبر 2024

صحيفة صينية: الإمارات العربية المتحدة تبرز كمنافس رئيسي للصين في إفريقيا

الإمارات

عرب وعالم14-9-2024 | 16:11

دار الهلال

رأت صحيفة سوث تشينا مورننج بوست الصينية أن الإمارات تتصدر، بفضل استغلالها لمواردها المالية ودبلوماسيتها التي تركز على الاقتصاد وشبكاتها اللوجستية العالمية، كأبرز منافس للصين في إفريقيا.

وذكرت الصحيفة الصينية في تقرير لها اليوم السبت أن الإمارات تسعى لاستغلال الفرص التي أوجدتها الاستثمارات الصينية التي استمرت لعقود في القارة.

وبتجاوز الإمارات لكل من الصين والدول الغربية كأكبر مستثمر أجنبي مباشر في إفريقيا، حيث استثمرت أكثر من 97 مليار دولار أمريكي في عامي 2022 و2023، تبدو الإمارات في موقع استراتيجي للتنافس مع بكين والتعاون معها، ومع خصوم بكين أيضا الغربيين والآسيويين -على حد قول الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير المحتمل أن تشعر الإمارات ودول الخليج الآخرى، مثل السعودية، "بالتهديد" من تعهد الصين الأخير بزيادة استثماراتها في إفريقيا بمقدار 51 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، حسبما أفاد ألبرت فيدال ريب، المحلل البحثي في معهد الدراسات الاستراتيجية الدولي ومقره البحرين.

وتقترح تصريحات ريب أن الاستثمارات الصينية في البنية التحتية والطاقة قد "توسع الكعكة" عبر تعزيز التنمية الاقتصادية، مما يخلق فرصًا جديدة يمكن لدول الخليج الاستفادة منها.

وتستفيد كل من الصين والإمارات من خطط الصين للاستثمار في سكة حديد تربط زامبيا بميناء دار السلام في تنزانيا، مما يسهل نقل الموارد.

وتشحن الكثير من هذه الموارد من محطة حاويات في دار السلام طورتها شركة "دي بي ورلد" الإماراتية بتكلفة 250 مليون دولار، والتي بدأت عملياتها في أبريل. وتتنافس "دي بي ورلد" عالميًا مع شركات مثل "تشاينا ميرشانتس" و"تشاينا كوسكو شحن" و"هتشيسون بورتس".

ويتم تطوير محطة ثانية في دار السلام بواسطة "موانئ أبوظبي"، وهي شركة إماراتية كبرى، بالشراكة مع "أداني بورتس" الهندية، مما قد يفيد الهند ويؤثر سلبًا على الصين. ويشير أليكس فاينز، مدير برنامج إفريقيا في مركز "تشاثام هاوس" بلندن، إلى أن "الصين تركز بشكل خاص على الغرب، ولكن الهند لديها تنافس طويل الأمد مع الصين، خاصة في شرق إفريقيا والمحيط الهندي الغربي".

وتستثمر "دي بي ورلد" و"موانئ أبوظبي" معًا أكثر من 500 مليون دولار في تطوير وتشغيل محطات في ميناء لواندا في المحيط الأطلسي في أنجولا، مما يسهل نقل المعادن من زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الأسواق الغربية. وتؤدي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضًا دورًا في تمويل تطوير سكة حديد "الوبتو كوريدور"، التي تربط زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بساحل أنجولا. وأعلنت واشنطن في يوليو عن خطط لتمديد هذا المشروع إلى تنزانيا.

وتعتبر المنافسة على المعادن الاستراتيجية والحرجة ليست مجرد تنافس بين الصين والإمارات، بل "تنافسًا عالميًا على امتيازات التعدين"، حسبما أفاد فاينز. وتسعى الشركات الإماراتية أيضًا للتعاون مع نظرائها الغربيين لتعزيز مصالحها بشكل استراتيجي. ويعزز هذا التعاون من فرص التنمية الاقتصادية في إفريقيا، حيث ستظل الشركات الإماراتية مستعدة للاستفادة من فتحات التعاون مع الصين في المجالات غير المثيرة للجدل مثل الطاقة المتجددة.

وتؤكد الإمارات، من خلال التزامها بمشاريع الطاقة المتجددة في إفريقيا، مثل تعهدها بقيمة 4.5 مليار دولار العام الماضي، استعدادها للتعاون مع الشركات الصينية في هذا المجال. وتسعى الشركات الإماراتية مثل "مصدر" إلى استكشاف الفرص في الصين، التي تتشارك في طموحات مماثلة.

وتشير التقارير إلى أن هناك إمكانيات للتعاون في إنتاج النفط والغاز، حيث تتشارك الصين والإمارات في الرأي بأن الهيدروكربونات والطاقة المتجددة أساسية لتلبية احتياجات إفريقيا المستقبلية من الطاقة. وتقوم شركة "الصين الوطنية للنفط البحري" و"توتال إنرجي" الفرنسية ببناء خط أنابيب لنقل النفط الخام من أوغندا عبر ميناء تنزاني، بينما تقترب الشركة الإماراتية "ألفا إم بي إم" من إتمام صفقة بقيمة 4 مليارات دولار لبناء أول مصفاة في أوغندا.

ويتوقع المحللون أن تصبح إفريقيا ساحة للتعاون والتنافس بين الشركات الصينية ونظرائها من الخليج في السنوات القادمة، وتسعى الصين والإمارات إلى "فصل أي نزاعات تجارية" لمنعها من التأثير بشكل كبير على شراكتهما القيمة.

وتشير الدراسات إلى أن النزاع القانوني بين "دي بي ورلد" و"تشاينا ميرشانتس هولدينج" بشأن حقوق التشغيل في جيبوتي لم يؤثر بشكل ملموس على العلاقات التجارية بين الصين والإمارات.

ويعتقد المحللون أن الفرص الاستثمارية الوفيرة في إفريقيا ستشجع على التعاون والتنافس بين الصين والإمارات والحكومات الإفريقية. ويجب على الحكومات الإفريقية تحديد ما تريده وإدارة هذه الفرص لتحفيز النمو الاقتصادي وتطوير دولها.