محمد النجار ناقد ومخرج مسرحي معتمد في الإدارة العامة للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة.. تم اعتماده كمخرج مسرحي بإدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة في 2013م، وأول مشاركة له في لجان الثقافة الجماهيرية في 2016.. خريج قسم المسرح بكلية التربية النوعية جامعة الزقازيق 1999م، ودبلوم الدراسات المسرحية بكلية الآداب جامعة عين شمس في 2001 ثم حصل على دبلوم النقد الفني بمعهد النقد بأكاديمية الفنون 2012، وله مشاركات كثيرة في مختلف المجلات الثقافية والأدبية وخاصة نشرات المهرجانات المسرحية المتخصصة منذ أكثر من عشر سنوات، ينبض قلمه برؤية وتحلل خاصة وغايرة للعروض المسرحية، وحاز مؤخرًا على جائزة المقال النقدي بالمهرجان القومي للمسرح المصري النسخة الـ 17 والتقينا معه لنتعرف على قيمة الجائزة وملامح وسمات النقد المسرحي في الحركة الثقافية في السنوات الأخيرة.
ماذا يمثل لك حصدك لجائزة المقال النقدي في المهرجان القومي للمسرح المصري لدورته الأخيرة؟
الحصول علي جائزة المقال النقدي في المهرجان القومي للمسرح المصري شهادة ميلاد جديدة لاسمي، في عالم النقد المسرحي بعد كثير من الترنح وعدم الاتزان وفقدان الرغبة في الاستمرار وفقدان الشغف كذلك والحصول علي هذه الجائزة من قامات علمية وأكاديمية ومسرحية حقيقية في وقت فارق أعاد الثقة في أقلام الشباب النقدية بشكل عام وفي قلمي النقدي بشكل خاص ليصدر للجموع دليل دامغ على استمرار الوجود وجدته وتجدده وأظهرت هذه الجائزة مكانتي الشخصية عند بعض الزملاء والأصدقاء نظرًا لحالة البهجة والاحتفال والاحتفال من المسرحيين في مشهد دراماتيكي مهيب.
كييف ترى أهمية النقد خاصة بالنسبة للمسرح؟
النقد المسرحي ملازم للإبداع المسرحي من كافة الوجوه فهو أبداع أيضًا كإبداع إنتاج المصنف الفني سواء كان عرضًا أدائيُا أو فنُا أدبيًا والنقد هو المرأة التي تعكس العمل من كافة أوجهه فضلًا عن أن النقد يوثق العروض ويتفاعل تفاعلًا طرديًا مع الإنتاج الفني فإن كانت هناك نهضة مسرحية إنتاجية إبداعية كانت هناك نهضة نقدية والعكس بالعكس، إن وجود النقد المسرحي وجودا إلزامًا حيويًا للمبدع ويضرب النقد المسرحي بجذوره عبر التاريخ منذ زمن اكتشاف فن المسرح وتنظيره في 535 قبل الميلاد، على يد «تسيبس» ومع اشتباك المسرح بالحياة وتطوره ظهر في سماء الإبداع «أرسطو» كأول منظر وناقد مسرحي من وجهة نظري وليس أدل على ذلك من كتابه الأثير فن الشعر الذي تعرفنا من خلاله على التراجيديا والكوميديا وكان دليلا مهما للمبدعين وأصبح أهم مرجع علمي لطلاب المسرح في عصرنا الآني، إذا فالنقد ليس أقل أهمية من إنتاج الإبداع فكلاهما يطور الآخر وينميه.
حدثنا عن تأثير زملائك من النقاد والأكاديمين في رحلتك ؟ ومن أبرز النقاد في المسرح المصري؟
على المستوى الشخصي هناك من النقاد المسرحيين الذين أدين لهم بالفضل كونهم كانوا فارقين في مسيرتي التي بدأت في 2014 في جريدة «مسرحنا» والتي أرى أنها البيت الكبير الذي إليه ننتمي وبدايتي كانت بدعم الناقد خالد رسلان الذي تولي قسم المتابعات النقدية في «مسرحنا» آنذاك، ودعم قلمي ومقالاتي زمن ليس بالقليل فضلًا عن وجود الشاعر المناضل يسري حسان الذي ترأس تحرير «مسرحنا» زمن ليس بالقليل، وامتلك شجاعة يحسد عليها وعلي المستوى الشخصي يكفيني أنه وافق على نشر مقالات لناقد شاب مجهول الاسم ولكنه يمتلك الحد الأدنى للإجادة ومن وقتها ودعمه مستمر لشخصي الفني وظهور دكتور محمد مسعد، الناقد المميز في حياتي المسرحية، وكان ذو تأثير عظيم، حيث نجح في تجديد دوافعي وحثي على الاستمرار كناقد يمتلك رؤية ودكتورة هبة بركات هي أول من عملت معه في نشرة المهرجان القومي للمسرح المصري، في تطور مهم في مسيرتي أما الصديق باسم عادل شعبان فقد ساعد قلمي على الوصول لمجلة فنون وأضاف إلى حياتي المسرحية الدكتورة داليا همام التي تمتلك قدرة فائقة على الدعم المعنوي والفني فكانت فترة عملي معها فترة مميزة والناقد إبراهيم الحسيني له أبلغ الأثر في كتابة المقال الفائز بجائزة النقد ذلك أن تدخله كرئيس تحرير للنشرة مكني من دخول قاعة العرض فضلا عن دعمه المستمر و غير المنقطع.
وفي أكاديمية الفنون تعلمت على يد سيدة النقد العربي دكتورة نهاد صليحة وزهرة اللوتس دكتورة سمية رمضان، رحمهما الله، كيف يصبح الناقد مبدعًا وإنسانًا وساعيًا لبناء الوعي وكيف يتحلى بالموضوعية ويدرأ ذاتيه، التلقي فليس النقد مرادفًا للهدم والتثبيط وإنما النقد الحقيقي والناقد الحقيقي هو من يبعث في العقول والقلوب نورًا مشعًا يحقق تكامل الفن.
وماهو رأيك في الحركة النقدية في الحركة المسرحية في الآونة الأخيرة؟
الحركة النقدية في مصر تعاني، كما يعاني الإبداع ذاته وأهم ما يعانيه النقد والنقاد هي قلة الإصدارات النقدية وغلق الجرائد والمجلات واحدة تلو الأخرى أو تحويلها لإصدارت إلكترونية وارتباك مواعيد الإصدار، ورغما من ذلك مازال هناك العديد من النقاد أصحاب الأقلام المميزة التي تربط العرض المسرحي، وخلقه وصناعته، بالجمهور مما يزد من التفاعل بين الجميع وكثير من النقاد سواء الشباب أو الراسخين يملكون مفرداتهم الخاصة وأساليبهم المميزة فقد ترى بعين هؤلاء النقاد المميزين العروض المسرحي بشكل مغاير فتزداد الثقافة وتتطور آليات التلقي.
حدثنا عن أحلامك مع رحلتك مع المسرح وخاصة النقد في السنوات المقبلة؟
أحلم بزيادة الإصدارات الصحفية التي تفتح الباب لقراءة العروض المسرحية نقديا وتضخ في عالم الإبداع نقادًا جدد برؤى متطورة وأن تهتم الجهات المنتجة للعروض المسرحية بإقامة ندوات نقدية تفاعلية بعد العروض حتى يرى المبدع إبداعه بعين الناقد كمبدع مثال فتتطور الرؤى وتتميز.
ودائمًا ما أسعى إلى إخراج عرض مسرحي أو عرضين كل عام لصقل الأدوات الفنية الشخصية وتطوير الرؤى النقدية لأني أرى أن إذا احتك الناقد بمراحل إنتاج العرض المسرحي بشكل مباشر وعايش الضغوط التي يراها المبدع منذ اختيار النص وتوزيع الأدوار والتعامل مع مهندس الديكور والاستعراض ..إلخ سيشحذ أدواته كناقد ويطور من قراءاته بشكل حقيقي والعكس بالعكس ممارسة النقد المسرحي باحترافية تثقل المخرج والمؤلف المسرحي بشكل حقيقي لاكتشاف آفاق جديد ة في الإبداع.