الجمعة 27 سبتمبر 2024

ديوان العرب| يا راكباً يقطع عرض الفلا .. قصيدة الواساني

الواساني

ثقافة17-9-2024 | 11:24

فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «يا راكباً يقطع عرض الفلا» للشاعر الواساني، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف «الواساني» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة « يا راكباً يقطع عرض الفلا».

وتعتبر قصيدة «يا راكباً يقطع عرض الفلا»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 34 بيتًا، تميز شعره بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.

وإليكم القصيدة:

يا راكباً يقطع عرض الفلا

على أمون جسسرة حرف

أبلغ أبا سهل إذا جئته

رسالة عن عبده المنفي

وقل له عرنين ذاك الفتى

في حالة جلت عن الوصف

قد ذاب مذ ليلة ساررته

وصار للسقم على النصف

يبكي فما ترقا له عبرة

ويسهر الليل فما يغفي

حزناً على أرنبة غودرت

تقطر قطراً من دم صرف

فهو بسرم الكلب يا سيدي

من داء أنفاسك يستشفي

من عاذري من رجل زرته

للحين والإدبار والحرف

فقال عندي لك أحدوثة

مليحة تكتب في الصحف

فادن لكي تسمعها واحتفظ

بالسر في مكنون ما تخفي

فقمت للغفلة مستعجلاً

أمشي برجلي إلى حتفي

ففاه عن أنتن من جعسه

يعد بين البخر بالألف

وشارب فيه دم فارث

ولثه تشخب كالخلف

تحوم ذبان الخلا حوله

مثل حمام طار من كف

كشعر زق الدبس أو شعرة ال

حائض أو مكنسة الكنف

وشك خيشومي بنشابة

من يد حر طامش وجف

تصمى العرانين ولو أنها

في الدلص الموضونة الزغف

وتدرك الهارب منها ولا

ينجو ولو كان على طرف

فانغمرت روحي وناديته

يا أيها الثعبان بالكهف

بحق من كلم موسى على الط

ور فدك الطور بالرجف

هب لي ما أبقيت مني فقد

أشفى على مثل شفا الجرف

ولم أزل أدفعه جاهداً

وقد تقاعست إلى خلف

فانقد بعض الثوب في كفه

وقال أفلت فيا لهفي

وكان للحين على موضع

مستشرف مرتفع السقف

فانكسرت ساقي وهيضت يدي

واندف صدري ووهى كتفي

وقمت أجري بعدها هارباً

أسعى على رجلي كالخشف

يا معشر الناس اسمعوا ما أنا

قائله واسمعوا وصفي

إذا أردتم سرم أستاذنا

فلتكن الآناف في غلف

ثم اغتسلوا شعر اللحى بعدها

غسل الدرابيك أو القطف

وبخروها بعد تطيبها

بكل شيء طيب العرف

وما أرى سائر ما قلته

يغني ولا أحسبه يكفي

أو فانتفوها واستريحوا فما

ينجيكم شيء سوى النتف

وسوكوه بخروا أمه

في رأس كرناف من العف

فإن جالينوس ما عالج ال

بخرة إلا بخرا القلف