عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الكاتب محمد ناصف، أمس الاثنين، مؤتمر اليوم الواحد للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة بعنوان "تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة في عصر الثورة المعلوماتية".
نظم المؤتمر برئاسة جمال فايد رئيس قسم العلوم النفسية كلية التربية للطفولة المبكرة جامعة المنصورة، واستضافته الغرفة التجارية بالمنصورة، في إطار برامج وزارة الثقافة لدعم وتمكين ذوي الهمم.
شهدت الجلسة الافتتاحية التي أدارتها مايسة المتولي من ذوي الهمم بطريقة برايل، كلمة أوضح خلالها رئيس المؤتمر ما يقدمه العصر الحديث لرعاية وتعليم وتثقيف وتمكين كل فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أكد أنهم في كل مجتمع هم الثروة القومية له والطاقة الدافعة للتقدم والبقاء، وهم جزء لا يتجزأ من المجتمع لهم واجبات وحقوق ولهم الحق في العمل والتعليم والعلاج.
وعبر عمرو فرج رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي عن اعتزازه بتقديم فعاليات متنوعة لمناقشة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة لما لديهم من إرادة وعزيمة صادقة.
ووجه عاطف خاطر مدير عام فرع ثقافة الدقهلية بالشكر للقائمين على فعاليات المؤتمر، مؤكدا أن المؤتمر يأتي في إطار الفعاليات التي تستهدف بناء الإنسان، متمنيا تقديم توصيات تعزز الجهود المقدمة لدعم ذوي الهمم.
كما رحب المهندس أحمد رعب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمنصورة بالحضور، وأثنى على الجهود المبذولة لتقديم المؤتمر بتلك الصورة المشرفة، موجها الشكر للقائمين على التنفيذ.
الجلسات البحثية
أدار الجلسة الأولى جمال عطية فايد، وجاء المحور الأول بعنوان "دور التكنولوجيا المساندة في تحقيق الإتاحة الثقافية والتمكين لذوي الاعاقة البصرية" تناول خلاله د. إبراهيم شعير أستاذ المناهج وطرق التدريس كلية التربية جامعة المنصورة، توضيح المبادئ التي يجب أن تراعى عند اختيار واستخدام تطبيقاتها مع الأشخاص ذوي الإعاقة، والمعوقات التي يقابلها المعاقون في سبيل الاستفادة من إمكانيات تلك التطبيقات.
وجاء المحور الثاني من الجلسة بعنوان "دور تطبيقات الذكاء الصناعي فى تعليم وتعلم اللغات لذوي الاحتياجات الخاصة" أكدت خلاله د. سماح محمد عبد الصمد مدرس اللغة الإنجليزية بجامعة سمنود التكنولوجية، أن هذه التطبيقات قادرة علي تكييف المواد التعليمية حسب مستوي وقدرات كل متعلم، وتوفر التطبيقات بيئة تعلم تفاعلية تشجع علي المشاركة الفعالة وتتيح للمتعلمين استخدام الوسائل المختلفة مثل الصورة والصوت والنصوص التفاعلية لتعزيز فهمهم للغة.
بينما جاء المحور الثالث من الجلسة بعنوان "رقمنه لغة الإشارة لتمكين الصم فى عصر الثورة المعلوماتية"، أشارت خلاله د. ميرنا مدحت عبد الحميد أن التكنولوجيا أحدث ثورة في تعزيز التواصل والتفاهم بين الأشخاص الصم وبين العاديين، ونفاد الصم إلى المعلومات حيث تساعد في تقديم واستقبال المعلومات بشكل أكثر فاعلية، وأن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في صناعة التكنولوجيا المساندة وخاصة في مجال رقمنه لغة الإشارة من خلال خلق شخصيات افتراضية ثلاثية الأبعاد على بعض المواقع الإلكترونية.
تحدثت د. حكمت علي محمد، في بحثها المقدم بعنوان "التشخيص المبكر لصعوبات التعلم في ضوء تطبيقات الذكاء الاصطناعي": "حول أهمية البحث لتناول أهم قضايا ذوى الاحتياجات الخاصة وهو التشخيص المبكر كضرورة إنسانية واجتماعية".
أما المحور الأخير للجلسة الأولى فجاء بعنوان "دور مصر الرقمية ومؤسساتها في دمج وبناء الإنسان المصري وسبل تعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات"، أكدت د. داليا الجنزوري خلال بحثها أن تغيير العالم بشكل كبير مع ظهور التكنولوجيا الرقمية وحدوث تغييرات كبيرة في الحياة المهنية والشخصية للأفراد مما أثر علي جوانب الحياة المختلفة للأفراد.
أدار إسماعيل محمد إسماعيل أستاذ تكنولوجيا التعليم كلية التربية جامعة المنصورة، الجلسة البحثية الثانية، وبدأت الجلسة بمناقشة بحث "متطلبات الأسرة المصرية فى النهوض بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع المعلوماتي"، تناول معرفة دور الأسرة في التأثير علي ذوى الاحتياجات الخاصة وكيفية التعامل معهم ومحاولة دمجهم في المجتمع.
أوضحت الباحثة سارة الألفي عبد المنعم، في بحثها المقدم بعنوان "استخدام الخرائط الذهنية الإلكترونية فى تنميه المهارات الحياتية لدى الأطفال الموهوبين"، أنها اعتمدت علي توظيف البرامج الإلكترونية في رسم الخرائط التفاعلية لربط المفاهيم الرئيسية بالدرعية وتوضيح العلاقات العلمية.
وتواصلت فعاليات المؤتمر مع عرض فني لفريق جمعية شمس الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قدمت خلاله الفرقة مجموعة من الأغاني منها "أم النبي، كلمة العرب، عظيمة يا مصر"، أعقب ذلك تكريم المهندس أحمد رعب، د. جمال فايد بإهدائم درع الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما تم تكريم الباحثين والقائمين على التنفيذ وعدد من المواهب المشاركة بالعروض الفنية بشهادات تكريم.
واختتمت فعاليات المؤتمر المقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر مسعود شومان، والإدارة العامة للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات، برئاسة د. هبة كمال، بالتعاون مع إقليم شرق الدلتا وفرع ثقافة الدقهلية، بإعلان التوصيات التي جاءت كالتالي:
أن يكون للمكتبة العامة دور في توفير متطلبات الإعاقة البصرية، توفير المراكز لتدريب ذوي الإعاقة البصرية، توفير تطبيقات التكنولوجيا المساندة في أماكن العمل، تحليل احتياجات المتعلمين بشكل فردي، تخصيص التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي، تطوير خطط تعليمية شخصية ضرورة إتاحة العديد من المواقع الإلكترونية للصم بطعمها بلغة الإشارة، دعم التكنولوجيا الافتراضية ثلاثية الأبعاد، كما أوصى المؤتمر بإضافة التعليقات التوضيحية لحل المشكلات التي تواجه معالجة لغة الإشارة، توفير الإمكانيات المادية للتدخل المبكر لصعوبات التعلم داخل المدارس، توفير التدريبات المهنية، التشخيص المبكر لذوي صعوبات التعلم، إنشاء وصيانة البنية التحتية للاتصالات الرقمية لتفعيل آليات التحول الرقمي، توفير فرص عمل، فتح المدارس القائمة علي التكنولوجيا الحديثة، ومعاملة ذوي الاحتياجات الخاصة بنفس الدرجة التي يعامل بها الآخرون، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، والتأكيد على تحقيق الدمج الكامل للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.