واصل مسرح السامر بالعجوزة، استقبال عروض مهرجان مسرح الهواة في دورته 20، حيث شهد أمس الثلاثاء، العرض المسرحي "الرحلة صفر"، ضمن فعاليات المهرجان الذي تحمل دورته اسم الفنان الراحل زكريا الحجاوي، والمقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، حتى 21 سبتمبر الحالي.

والعرض لفرقة الجمعية المصرية لهواة المسرح، تأليف وإخراج أكرم الدهشوري، وتدور أحداثه حول مجموعة من الأشخاص يتجهون إلى الصحراء في رحلة بحثا عن الذات وهناك يتم فقدهم، لتصبح الرحلة بمثابة اختبار ونقطة رجوع إلى الصفر.

"الرحلة صفر" أداء: كرم عبد الرازق، سجدة أشرف، ياسمين سعيد، بدر الدين أحمد، ريهام أسامة، عبد الرحمن عبد العليم، بوسي حسين، عبد الرحمن مصطفى، حازم مانجا، ساندرا رمسيس، بسنت الإسلامبولي، محمد خيري، سلمى سراج، بشرة محمد، نورة موسى، وسهى حاتم، ماكياج رهف الصيام، دراما حركية أحمد برعي، إضاءة أسامة حربي، إعداد موسيقي محمد الوريث، تنفيذ موسيقي رضوى أحمد، مساعد مخرج كمال الدين كمال، ومخرج منفذ أسامة ناجي.

وأوضح المخرج أن العرض يقدم رحلة داخل الذات في مواجهة صراع الرغبات، وتتوالى الأحداث داخل الصحراء لنرى هل تنتصر رغبة الجوع أو العطش على رغبة الحب؟

وقال كرم عبد الرازق بطل العرض: أؤدي دور طبيب يُجري عدة تجارب على مجموعات من الأفراد بأشكال مختلفة، حتى يحقق رغبته في النجاح.

وتقول الفنانة سجدة أشرف أؤدي دور "جودي" التي تقع في حب "جمال"، وتكتشف خداعها باسم الحب.

وأضافت الفنانة بوسي حسين أنها تقوم بدور فتاة تعاني من عقدة نفسية نتيجة مشكلات عائلية، وترفض فكرة الزواج ولكنها تريد أن تعيش حالة الحب.

وقُدم العرض بحضور عبير الرشيدي مدير المهرجان، ولجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن، د. وليد الشهاوي، سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه.

الندوة النقدية

وأعقب العرض ندوة نقدية أدارها د. محمد زعيمة، وشارك بها الناقد د. حسام أبو العلا.

وأوضح "أبو العلا" أن العرض به عدة إيجابيات وسلبيات، فالعنصر الأساسي داخل العرض يرفع من قيمته الفنية، وهو توظيف طاقات الممثلين في العمل المسرحي.

وأشاد بمخرج العرض الذى استطاع قيادة فرقة تضم 35 شابا لديهم طاقات تمثيلية كبيرة وجيدة، وهذا أفضل ما قدمه المهرجان، وهو وجود عناصر تمثيلية كبيرة داخل كل عرض وهذا هدف الثقافة الجماهيرية.

أما عن الموسيقى قال جاءت "ممتازة"، والإضاءة كانت أكثر انضباطا وفي صالح العمل الدرامي، لذا فهو لا يقع في إطار اجتماعي كوميدي كما كُتب عن العرض.

وأشار "أبو العلا" أن العرض تدور فكرته حول الصراع مع الذات، وبين القوانين البشرية والإلهية، مطالبا بضرورة وجود المعرفة الكافية عند تناول الصراع مع الذات والأخذ بتقسيم فرويد في الاعتبار.

وعن التمثيل أوضح أن العناصر النسائية بحاجة إلى التدريب على الصوت ومخارج الحروف، كما أن عناصر التشكيل والتعبير الحركي والرقص الحديث لم يخدموا الحوار، وعلى المخرج أن يدرك ذلك.

أما الديكور فجاءت التلال والصخور في مستوى واحد، وهذا عكس الطبيعة.

من ناحيته رأى "زعيمة" أن فكرة المخرج المؤلف، والمخرج الذى يتصدر أكتر من دور في العرض، فكرة غير مستحبة، كونه يحمل أحادية الفكرة، موضحا أن العمل المسرحي عملا جماعيا وليس فرديا، وعلى المخرج أن يقدم عملا من تأليف كاتب آخر.

وأضاف أن طريقة تناول العرض جاءت غير واضحة وتسببت في حدوث التباس، نتيجة التشابه بين النص وبين نصوص أخرى منها "سكة السلامة".

وتابع قائلا: بدت عدة مشكلات بالعرض منذ بدايته، فالتعبير الحركي تكرر بنفس الأسلوب مما يجعل المُشاهد ينصرف عن المتابعة، وجاءت الصورة المرئية إيقاعية تصيب بالملل.

وأكد في ختام حديثه أهمية توظيف عناصر الإضاءة لخدمة العرض المسرحي، مع تدريب الممثلين على إتقان التعبير عن المشاعر، ومخارج الألفاظ والفهم الجيد لمعنى الحوار.

مهرجان "مسرح الهواة" في دورته الحالية يترأسه الفنان د. هاني كمال، يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويشارك به هذا الموسم 11 عرضا مسرحيا تقدم مجانا للجمهور، ويصدر عنه نشرة يومية.