السبت 19 اكتوبر 2024

عرض "حريم النار" في ختام مهرجان مسرح الهواة

جانب من الفعاليات

ثقافة21-9-2024 | 14:04

فاطمة الزهراء حمدي

شهد مسرح السامر بالعجوزة، أمس الجمعة، العرض المسرحي "حريم النار" آخر العروض المسرحية المشاركة في مهرجان مسرح الهواة في دورته العشرين، دورة "الفنان الراحل زكريا الحجاوي"، والمقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

يُعد العرض لفرقة جمعية بورسعيد للتنمية والبيئة، تأليف شاذلي فرح، وإخراج مجدي الشناوي، وتدور أحداثه حول مجموعة من النساء يتحدثن بلسان حال نساء قرى الصعيد والريف، اللاتي يعانين من العادات والتقاليد العقيمة التي تسجن الأنثى منذ ولادتها في بيت أبيها، ثم بيت زوجها، وبمجرد وفاة الزوج تصبح هي السجينة والسجانة لبناتها، لتستمر المأساة عبر الأجيال.

وشارك في العرض "حريم النار": سارة هاني، عزة وجدي، سلمى هاني، سارة حجازي، ليلى عبد القادر، حنين محمد، هبة مجدي، تنفيذ ديكور مجدي نجم، إضاءة محمد عبد الرؤوف، إكسسوارات ضحى السيد، مؤثرات محمد هريسة، ماكياج جايدا الجباس، مساعد مخرج شادي حامد، ومي محمد، ومخرج منفذ سليمان رضوان.

وقال المخرج: "أن العرض يطرح قضايا المرأة في صعيد مصر تلك البيئة الصعبة المغلقة، من خلال عدة موضوعات كالقهر الاجتماعي، وغيرها نتيجة الأعراف المفروضة على النساء، ويقدم ذلك من خلال 6 سيدات يجتمعن في بيت واحد، وتواجه كل واحدة منهن مشكلة خاصة، ويقعن في حب شخص واحد، مما يضفي على العرض بعدا عاطفيا ورمزيا".

وتابع: "أنه تم الاستعانة بمقطوعات غنائية شهيرة مثل أغنية "بيبة" التي غنتها الفنانة شريهان في فيلم "عرق البلح"، بالإضافة إلى مربعات ابن عروس، لإضفاء طابع  شعبي، متمنيا بأن يحظى العرض بإعجاب الجمهور ولجنة التحكيم".

أوضحت الممثلة سارة هاني: "أجسد دور "فتحية شلقم" شخصية معقدة ومليئة بالتحديات، فهي الأم المتسلطة وتعاني من مشكلة نفسية نتيجة تجربتين زواج، مما يؤثر بالسلب في تعاملاتها مع بناتها".

شهد العرض حضور الشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ولجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن، د. وليد الشهاوي، سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه.

ندوة نقدية

أعقب العرضين ندوة نقدية شارك بها النقاد د. محمد زعيمة، د. حسام أبو العلا، د.طارق عبد العزيز.

أكد "زعيمة" من العروض المميزة، فهو يعالج قضايا عميقة تتعلق بالعادات والتقاليد في الجنوب المصري، وكيف يمكن لهذه التقاليد أن تتحول إلى مأساة

أوضح: "أن ما يميز النص هو القدرة على نقل هذه القضايا مما يجعلها أكثر قربا وواقعية للجمهور، كما أن استخدام المخرج نفس الجمل في البداية والنهاية، كما في مشهد وفاة "الأب"، و"الأبنة"، أضفى لمسة فنية جعلت النص مترابطا ومكثفا".

وعن الموسيقى والإضاءة، قال: "أن استخدامهم جاء بشكل مفرط مما أحدث تشويش أثناء متابعة الأحداث، فالصمت في بعض الأحيان يمكن أن يكون أبلغ وأكثر تأثيرا".

وأشاد طارق عبدالعزيز بالعرض قائلا: "يعتبر من أفضل العروض المقدمة بالمهرجان، وتساءل عن العلاقة بين المسرح الصعيدي والبورسعيدي، موضحا أنه تساؤلا مثيرا للاهتمام، ربما في محاولة لفهم الاختلافات الثقافية والإقليمية التي ينعكس من خلالها المسرح في كل منطقة".

وقدم تحليلًا للنص الذي قدمه المؤلف، واصفه بأنه يعكس سطوة المرأة، خصوصا في مواجهة العادات المجتمعية المتعلقة بالإرث، الطلاق، والترمل، وظهر ذلك خلال مشاهد الأم التي بدت وكأنها "السجان" داخل المنزل، ما يعكس قوتها وسلطتها الكامنة داخلها.

وعن أداء الممثلين أوضح: "أن لديهم قدرات هائلة ولكنهم بحاجة إلى المزيد من التدريب مقدما التحية لفريق العمل الذي جعل الجمهور يتفاعل مع أحداث العرض".

وأشار حسام أبو العلا: "أن النص الذي اختاره المخرج، رغم أهميته التاريخية، إلا أنه لن يُحدِث تأثيرا بنفس القوة، إذا عرض في حقبة الستينيات والسبعينيات".

وتابع: "أنه العرض بمثابة صرخة للمرأة، ويتطلب معالجة درامية أكثر اختلافا لكى تتلاءم مع احتياجات العصر الحديث، من خلال التركيز على احتياجات المرأة وتغيير الأفكار التقليدية المتعلقة بالزواج، وطرح تطلعات المجتمع الحالي بدلا من التمسك بالتقاليد التي قد لا تعكس الواقع اليومي لأبناء الصعيد".

يُعد مهرجان مسرح الهواة في دورته الحالية، يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، برئاسة عبير الرشيدي، ويشارك به هذا الموسم 11 عرضا مسرحيا يستمر تقديمها مجانا للجمهور حتى مساء اليوم الجمعة، ويصدر عنه نشرة يومية، ويقام حفل ختام المهرجان في السابعة مساء اليوم السبت على مسرح السامر.