مبادرة " بداية جديدة لبناء الإنسان" هي أحد محاور المشروع المستدام للتنمية البشرية، والذي يهدف لبناء الإنسان المصري، والاستثمار في رأس المال البشري من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية من خلال تعزيز الجهود والتنسيق والتكامل بين جميع جهات الدولة في مختلف أقاليم الجمهورية.
وفي هذا الإطار، تستعرض لكم بوابة "دار الهلال" توضيحات خبراء الاقتصاد حول دور مبادرة "بداية" في تعزيز الاقتصاد المصري، على المدى القريب والبعيد من خلال الاستثمار في رأس المال البشري.
مبادرة "بداية" والاستثمار في رأس لمال البشري
قال الدكتور رمزي الجرم، الخبير الاقتصادي والمصرفي، إن مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" تأتي في إطار رؤية مصر 2030، في وقت حساس يتطلب السيطرة على الأفكار المناهضة لتطور الدولة المصرية، والتي يجب أن تبدأ بالعلم والمعرفة، مع التركيز على العنصر البشري من منطلق انه صاحب أي تطور اقتصادي وتنموي على كافة المستويات.
وأضاف الجرم، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن هذه المبادرة تُعد جزءاً من مشروع مستدام للتنمية البشرية، يهدف إلى زيادة الاستثمار في العنصر البشري وبناء الوعي لدى الأجيال الجديدة لترسيخ قيم الانتماء والولاء للوطن، بعيداً عن أي تعصب. وهذا يسهم في الحفاظ على مقدرات الوطن والمشاركة في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة، مما يُحسن الكفاءة الاقتصادية للمؤسسات ويرفع مؤشرات الاقتصاد الوطني، ويعود بالنفع على جميع طبقات المجتمع.
وأوضح الجرم أن مبادرة "بداية" تعتمد على عدة محاور، منها تحسين جودة حياة المواطن من الناحية التعليمية والصحية والثقافية، وتحقيق العدالة في توزيع الناتج المحلي الإجمالي، مع التركيز على الطبقات الأكثر احتياجاً، كما تسعى للاستفادة المثلى من الموارد الاقتصادية والطبيعية، مدعومة بتعليم ينعكس إيجاباً على كفاءة استخدام تلك الموارد وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، بالتزامن مع خلق بيئة تشريعية تدعم وتعزز هذا الاتجاه بشكل فعّال.
مبادرة "بداية" وتعزيز الاقتصاد المصري
قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، إن مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" تأتي ضمن توجيهات رئيس الجمهورية لتعزيز التعاون والتكامل بين الجهات الحكومية المختلفة، بهدف تقديم خدمات ومزايا أفضل للمواطنين، للارتقاء بالدولة المصرية والاقتصاد المحلي، موضحا أن المبادرة تشمل 29 وزارة وجهة حكومية، حيث يسهم كل منها في تحقيق أهداف المبادرة، وهو ما يضمن التأثير الإيجابي على الاقتصاد.
وأضاف جاب الله، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن المبادرة تستهدف تحسين مجالات متعددة مثل الصحة والتعليم والرياضة والثقافة، بالإضافة إلى توفير فرص العمل، مما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد المصري، مشيرا إلى أن مبادرة "بداية" تستهدف جميع الشرائح العمرية المختلفة لتحسين جودة حياة المواطنين والاستثمار في رأس المال البشري، والذي يضمن التأثير الإيجابي علي حياة الإنسان المصري، وثم على الاقتصادي المصري على المدى القصير والبعيد.
وأكد عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، أن مصر قامت منذ بدء برنامج الإصلاح الاقتصادي، بجهود كبيرة في مجال تنمية المواطن المصري، وأن مبادرة "بداية" تهدف لاستكمال هذه الجهود مشيرا إلى أن المبادرة تتضمن مرحلتين؛ الأولى تركز على تسليط الضوء على الخدمات المقدمة من الدولة، مثل فرص التدريب والتعلم والتثقيف وبناء الإنسان، لضمان وصولها إلى المواطنين والشباب. أما المرحلة الثانية، فتهدف إلى استهداف ثلاث فئات عمرية: الأطفال، والشباب، والأفراد فوق 18 عاماً.
الجدير بالذكر، أن مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" تستهدف تحسين جودة الحياة لجميع المواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية، وذلك من خلال تقديم الخدمات الحكومية في مجالات: التعليم، والصحة، والثقافة، والرياضة، والتوظيف، بطريقة تكاملية بين مختلف الجهات المشاركة، وهو ما يأتي اتساقًا مع ما التزمت به الحكومة في برنامج عملها للفترة 2024– 2027؛ وللمرة الأولى يأتي تفعيل التكامل التام بين الجهات، من حيث نوع الخدمة وتوقيت تقديمها، ومكان تقديمها الجغرافي، وذلك بما يضمن جودة الخدمة المقدمة للمواطن، وكذا تحقيق عدالة التوزيع، مما ينعكس على مؤشرات التنمية البشرية المتعارف عليها عالميًّا.