اكتشف فريق من الباحثين عن طريق الصدفة آثار الكوكايين في أنسجة المخ المحنطة لأشخاص عاشوا في القرن السابع عشر.
 
دفن هؤلاء الأشخاص في سرداب بمدينة ميلانو، وهذا الاكتشاف يعد دليلًا على أن الأوروبيين كانوا يمضغون أوراق الكوكا، وربما لأغراض طبية أو ترفيهية، وذلك قبل قرنين من أقدم استخدام موثق لهذه المادة في العالم القديم.

تفاصيل الدراسة: اكتشاف الكوكايين في ميلانو
كشف الباحثون عن بقايا الكوكايين في أنسجة شخصين دُفنا في سرداب كان يستخدم كمقبرة في مستشفى ماجوري، وهو مستشفى تاريخي في ميلانو يخدم الفقراء. 
وأُجريت الدراسة التي نُشرت في مجلة "العلوم الأثرية" وأكدت نتائجها أن الكوكايين كان موجودًا في أنسجة المخ لأفراد من القرن السابع عشر.تحليل أنسجة المخ باستخدام مطياف الكتلة

فحص الباحثون أنسجة المخ لتسعة أفراد دفنوا في المستشفى في القرن السابع عشر وتم تحنيطهم بشكل طبيعي، واستخدموا تقنية مطياف الكتلة التي تمكنت من تحديد التركيب الكيميائي للعينة.
وجدت التحليلات ثلاثة جزيئات رئيسية: الكوكايين، والهيجرين، والبنزويلكجونين، يؤكد وجود الهيجرين أن مصدر الكوكايين كان من مضغ أوراق الكوكا، وليس من استهلاك الكوكايين المعالج كيميائيًا.

 

أصول نبات الكوكا واستخدامه في أمريكا الجنوبية لأغراض دينية 

ينتمي الكوكايين إلى نبات الكوكا، وهو نبات موطنه الأصلي في أمريكا الجنوبية، وكان المستكشف الإيطالي أمريجو فسبوتشي قد لاحظ مضغ السكان الأصليين لأوراق الكوكا خلال رحلته إلى فنزويلا في عام 1499، ولاحقًا، اكتشف الغزاة الإسبان أن إمبراطورية الإنكا استخدمت نبات الكوكا لأغراض دينية، ترفيهية، وطبية.

 

فوائد الكوكا واستخدامها في الطب التقليدي

اشتهر نبات الكوكا بفوائده الطبية لدى شعوب الإنكا، فقد استخدموه لعلاج الجوع والعطش، وتخفيف الآلام، وتحسين الهضم، بالإضافة إلى علاج أمراض مثل الربو، آلام المعدة، ونزيف الأنف.

 

دور الغزاة الإسبان في نقل الكوكا إلى أوروبا

عرف الغزاة الإسبان بفوائد أوراق الكوكا، إلا أنهم احتفظوا بسرية هذا النبات أثناء تصديرهم لموارد أخرى مثل الذهب، الفضة، السكر، والتبغ، ومن ثم، وصلت أوراق الكوكا إلى أوروبا بعد محاولات قليلة فاشلة بسبب تعرضها للتلف خلال الرحلات عبر المحيط الأطلسي.

 

الدليل الجديد لوصول الكوكا إلى أوروبا في القرن السابع عشر

أثبتت الدراسة أن نبات الكوكا وصل إلى أوروبا في وقت مبكر، إذ أظهر تحليل الكربون المشع أن أحد الأفراد الذين تم فحصهم عاش قبل حوالي 350 عامًا.
وقد أكدت جايا جيوردانو، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن التحليلات أظهرت وصول نبات الكوكا إلى أوروبا قبل قرنين من التاريخ المعروف، مما يوضح أن سكان ميلانو كانوا بالفعل على اتصال بهذا النبات الجديد.

 

كيف تم استخدام هذا النبات؟

 
يعتقد الباحثون أن الأشخاص الذين وجد لديهم الكوكايين ربما استخدموه لأغراض ترفيهية أو علاجية، وربما حصلوا على أوراق الكوكا عبر معالجين غير معتمدين في المستشفى، ونظرًا لأن دوقية ميلانو كانت تحت الحكم الإسباني في القرن السابع عشر، فمن المحتمل أن بعض نباتات الكوكا وصلت إلى ميلانو دون علم السلطات.

 

انتشار الكوكايين وتأثيره في العالم الحديث

وفقًا لما أشار إليه الباحثون، انتشر استخدام الكوكايين في القرون اللاحقة ليصبح من المواد الشائعة عالميًا، وقد ارتبط بارتفاع معدلات الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة في القرن العشرين، وذلك نقلا عن موقع Live science.