يعد منطقة خليج بايا خلال العصر الروماني من أهم الوجهات الصيفية للنخبة الرومانية، واحتوت على العديد من الفيلات الفاخرة، وأحد هذه الفيلات البحرية يقع اليوم ضمن قلعة أراغونيز دي بايا التي بُنيت عام 1495 م.
الاكتشاف الأثري
خلال أعمال الترميم في قلعة أراغونيز دي بايا، اكتشف علماء الآثار بقايا فيلا تُنسب إلى يوليوس قيصر، استنادًا إلى القطع الفنية المكتشفة فيها، مثل الفسيفساء والجدران المزخرفة التي تتميز بوجود زخارف من الطراز الثاني، وهو أسلوب روماني يشمل أساليب الخداع البصري.
اللوحة الجدارية الرئيسية
تصور اللوحة جدارًا معمارياً يبدو كأنه ثلاثي الأبعاد بفضل تقنية الخداع البصري، وتتميز بعرض قوس دائري محاط بستائر حمراء، يكشف عن معبد دائري محاط باثني عشر عمودًا، في المقدمة، يظهر رواق أعمدة أيونية يضفي عمقًا على اللوحة، استخدم الفنانون طيفًا من الألوان النادرة والثمينة، مما يعكس ثراء المالك.
استخدام الأصباغ في اللوحة
تم استخدام هذه الصبغة على نطاق واسع، والتي كانت أغلى من الذهب في تلك الفترة، وهي دلالة على مكانة المالك وثروته، بالإضافة إلى الزنجفر، استخدمت أصباغ مثل الأصفر والأزرق المصري، ومركبات النحاس الخضراء، ما أضاف تنوعًا وتفردًا للوحات الجدارية.
التقنية والأسلوب
اتبع الفنانون تقنية الفريسكو حيث تُطبق الأصباغ على طبقة جير طازجة، ما يضمن دوام الألوان لفترة طويلة، وأظهر الفنانون مهارة في دمج الألوان لخلق تأثيرات الظل والحجم، مما منح اللوحة تفاصيل ثلاثية الأبعاد مثيرة للإعجاب.
الأهمية التاريخية
تُعتبر هذه الزخارف الجدارية واحدة من القلائل التي تقدم لمحة عن الفنون المعمارية والزخرفية للجمهورية الرومانية المتأخرة، حيث توضح الذوق الفاخر والطموحات الثقافية للنخبة الرومانية قبل التحولات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها روما، هذا الاكتشاف لا يعزز فقط فهمنا لتقنيات الرسم الروماني ولكنه أيضًا يقدم نافذة على الحياة الفاخرة للنخبة في الفترة الرومانية المتأخرة، وذلك نقلا عن موقع labrujulaverde.