قالت صحيفة "الوطن" العمانية، إنَّ ما يحدُث من عدوانٍ مستمرٍّ ومتواصل من حكومة الاحتلال، يجِبُ أنْ يُقابلَ بموقفٍ دوليٍّ حاسم، يضعُ الكيان الإسرائيلي أمام مسؤوليَّاته في التَّصعيد وأعمال القتل وارتكاب المجازر، الَّتي تتمُّ لإشباعِ غريزته العدوانيَّة الَّتي تُهدِّد الاستقرار والأمْنَ والسِّلم الأهلي في المنطقة والشَّرق الأوسط، بل والعالَم أجمع .
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الخميس تحت عنوان "الإفلات من العقاب بوابة الحرب الإقليمية الشاملة"، أن ما يحدث من جرائم حرب بحق فلسطين و لبنان هو ما يستدعي قيام المُجتمع الدّولي بالتَّدخُّل الفَوْري لوضعِ حدٍّ للاحتلال وفرضِ وقفِ إطلاق نار واحترام سيادة لبنان واستقلالها، بدلًا من أنْ يمتدَّ العدوان الصهيوني لِينالَ المزيد من دوَل المنطقة، فمَن أمِنَ العقاب أساء الأدب.
وأوضحت أن العدوان الإسرائيلي على لبنان و الشعب اللبناني يعد امتدادًا لحربِ التَّطهير العِرقي والإبادة الجماعيَّة الجارية فصولُها ضدَّ الشَّعب الفلسطيني الأعزل منذُ نَحْوِ عام، فالجرائم الَّتي يرتكبها الكيان الإسرائيلي وجرائم الحرب المُروِّعة ضدَّ الشَّعب اللبناني، أدَّت إلى استشهاد وإصابة المئات من الأبرياء، وتهجير الآلاف من اللبنانيِّين وتدمير منازلهم فوق رؤوسهم، في مشهدٍ لا يختلف عن الَّذي يحدُث في الأراضي الفلسطينيَّة، خصوصًا في قِطاع غزَّة، مما يؤكِّد أنَّ دَولة الاحتلال تُخطِّط لإدخالِ الشَّرق الأوسط والمنطقة في حربٍ إقليميَّة لتحقيقِ الأهداف والأطماع الاستعماريَّة العدوانيَّة لحكومةِ اليمينِ المتطرِّف، بقيادة نتنياهو، الَّذي تؤكِّد الأحداث أنَّه لن يتورَّعَ عن فشلِ أيِّ شيء يضْمَن له البقاء في سدَّة حُكم دَولة الاحتلال .
وأشارت الصحيفة أنه على الصَّعيد العربي والإسلامي، فجميع الدوَل في الأُمَّتَيْنِ العربيَّة والإسلاميَّة مدعوَّة إلى الوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة أطماع حكومة الاحتلال، ومواجهة المخاطر الَّتي تُهدِّد استقرار دوَلها والضَّغط على الإدارة الأميركيَّة، الَّتي باتَتْ شريكًا بما تُقدِّمه من دعمٍ كبير لإسرائيل، وذلك لإجبار حكومة الاحتلال على وقفِ حرب الإبادة والتَّطهير العِرقي في فلسطين، واحترام سيادة الجمهوريَّة اللبنانيَّة الشَّقيقة، فما يحدُث ما هو إلَّا محاولة مفضوحة من قِبل دَولة الاحتلال لتوسيعِ دائرة الصِّراع بالمنطقة؛ لحرفِ الأنظار عمَّا ترتكب من جرائم بحقِّ الشَّعب الفلسطيني، ونقل ثقل الانشغال العالَمي إلى مناطق أخرى.
وأكدت أنَّ العالَم اليوم مطالَب بالتَّحرُّك العاجل ضدَّ دولة الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي ، فالجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة مُطالَبة بمقاطعة دَولة الاحتلال "الإسرائيلي" وعزْلِها، واتِّخاذ تدابير قانونيَّة فعَّالة لملاحقة مُجرِمي الحرب ، فقَدْ حانَ الوقتُ لتحقيقِ العدالة للشَّعب الفلسطيني، والتَّحرًّك بصورةٍ فاعلة للضَّغط على المحكمة الجنائيَّة الدّوليَّة لإصدار مذكّرات الملاحقة القضائيَّة ضدَّ مُجرِمي الحرب الإسرائيليِّين.