اشتهر في كتاباته بماهجمة استبداد الدولة في عهد القيصر فيلهلم الثاني والتابوهات والتصورات الأخلاقية البورجوازية، تحتل أعماله مكانة هامة ضمن ما يعرف بكتاب الحداثة في ميونخ، ورغم ذلك يتأرجح تصنيف أعماله بين حركتي الطبيعية والتعبيرية، إنه الأديب الساخر والناشر الألماني أوسكار بانيتسا الذي نشهد اليوم ذكرى رحليه، حيث توفي في 28 سبتمبر 1921 مفي بايرويت بولاية بافاريا
ولد «بانيتسا» في 12 نوفمبر 1853م، في كيسنجن بولاية بافاريا في ألمانيا ،نشأ «بانيتسا» نشأة متدنية، ودرس الطب وتخصص في طب الأعصاب وعمل في ذلك المجال فترة، ثم اتجه إلى الكتابة الأدبية.
وتميز أسلوبه الأدبي بالتلقائية والوصف الخارجي والخروج على التعابير التقليدية، ويتشابه مع الأسلوب السائد في أواخر عصر التعبيرية، وقد أضاف إليه منذ عام 1893م نوعًا من الكتابة المعتمدة على التأثير الصوتي.
واستخدم «بانيتسا» بشكل كثيف اللغة الشكلية من الطبيعية، وتتجه معظم قصصه وقصائده نحو وصف الحياة الباطنية أو الداخلية للقاص والتي تختلف بشكل حاد عن الحياة الظاهرية أو الخارجية له. يستقي موضوعاته من تجاربه الذاتية.
أشهر المؤلفات
وأشهر مؤلفات «بانيتسا»مسرحية ساخرة نشرت عام 1894م بعنوان Das Liebeskonzil «المجلس الكنسي للحب»، ويسخر فيها بشكل غير مسبوق في تاريخ الأدب الألماني من الكنيسة الكاثوليكية. وبجانب ذلك العمل تقف قصص هامة له ذات أسلوب خارج عن المألوف، يربط فيها بين الواقعية والخيال.
واشتغل بـ «بانيتسا» النشر، فأصدر بين عامي 1897 و1900 م صحيفة «نقاشات زيورخ»، وإنتاجه الشعري فيعتبر في المقام الأول تعبيرًا عن التمزق الروحي.
الشكل والمضمون
وتعد قصائد «بانيتسا» الأولى تقليدا للنماذج الرومانتيكية، أما قصائده التعبيرية المنشورة عام 1899م بعنوان«Parisjana» فتشتمل على خروج على التقاليد في الشكل والمضمون، اعتبرها معاصروه مادة جيدة لطبيب الأمراض العقلية.
وحوكم عام 1895م بتهمة الزندقة والتجديف وزج به إلى السجن، ثم تخلى عن الجنسية الألمانية وخرج إلى المنفى في زيورخ، وطرد منها، فرحل إلى باريس، وبعد نشر آخر كتبه الشعرية Parisjana أصدرت الشرطة الألمانية إعلانا للقبض عليه بتهمة «سب القيصر» وتمت مصادره أمواله داخل ألمانيا فعاد إلى ألمانيا وانتهى به الحال إلى مستشفى للأمراض العقلية، ومات فهي بعد 16 عاما، قائلا: «لقد عشت عبثا».
أكثر الكتاب في عهد القيصر
يعتبر«بانيتسا» أكثر الكتاب في عهد القيصر فيلهلم الثاني، وباستثناء فرانك فيديكند، استهدافا من قبل الرقابة، وفكان«بانيتسا» أكثرهم تعرضًا للمحاكمة والقضاء، فقد منعت معظم كتبه وصودرت بعد نشرها بوقت قصير، وكان يرفض السماح بعرض مسرحياته، ولم يعاد اكتشاف أعماله وتقديرها إلا في ستينات القرن العشرين ثم في الثمانينات من نفس القرن.