السبت 28 سبتمبر 2024

بعد اغتيال حسن نصر الله| خبراء يتوقعون مستقبل حزب الله.. هل يتحول إلى كيان سياسي؟

حسن نصر الله

تحقيقات28-9-2024 | 17:57

محمود غانم

أثارت عملية اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، حالة من الجدل، فيما يتعلق باحتمالات تعرض الحزب لاختراق استخباراتي إسرائيلي، لا سيما بعدما استطاعت إسرائيل تصفية عدد كبير من قادة الحزب، وليس نصر الله بمفرده.

حزب الله لن يتغير برحيل نصر الله

وقال اللواء محمود زاهر، الخبير الأمني والاستراتيجي، إنه بعد تأكيد حزب الله اللبناني اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر، فإن من المنتظر أن يعلن الحزب خلال المرحلة المقبلة من سيحمل اللواء من بعده.

وأوضح لـ"دارالهلال"، أن الوضع القائم لن يتغير، فنهج الحزب مستمر فيما هو عليه، كما أن الدعم الإيراني مستمر أيضًا، متسائلًا: "هل من سيخلف نصر الله من الكوادر القديمة، أم من الشباب الذين تتملكهم الحماسة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة".

يجب أن يكون رد الحزب على اغتيال نصر الله بداية من خلال ضربة تؤكد أن القواعد الأساسية للحزب مازالت موجودة، ولم تتأثر بالتطورات الأخيرة، هذا ما أكده اللواء محمود زاهر، الخبير الأمني والإستراتيجي، مشيرا إلى أن عملية اغتيال الأمين العام للحزب، وكذلك العمليات الأخرى التي سبقتها جاءت نتيجة لثغرة أمنية داخل الحزب اللبناني.

واستبعد الخبير الاستراتيجي، أن تكون تلك الثغرة سيبرانية، لأن عملية تتبع الأفراد فيها صعوبة، مرجحا أن تكون إلكترونية، قائلا: "لكن في الأخير لا بد أن يكون هناك بلاغ أرضي من أشخاص، وهذا الأمر يتوقف على عمق الثغرة، مؤكدًا أن ثغرة الخيانة موجودة ليس بالحزب فقط، بل على المستوى الإقليمي أيضًا".

وأضاف زاهر: "إقدام إسرائيل على اجتياح لبنان أمر مستبعد، لأنه لن يحمل لها إلا للخسارة بنسبة 70 بالمائة، وذلك لأن المنطقة مأهولة بالسكان، وهي تجهل من المقاوم، ومن المدن، لذلك هي تعول على إخلاء المنطقة قبل بدء توغلها البري، فهي تريد أرض مفتوحة، ودون تحقيق ذلك أعتقد أنها لن تجازف بالتوغل".

التأثير على الحزب من الناحية التنطيمية 

من جهته، أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، وما سبقها من اغتيالات سواء في المستويات العليا أو الوسطى، أثرت على الحزب من الناحية التنظيمية.

وبطبيعة الحال سيؤثر ذلك على قدرات الحزب القتالية، حسبما يذكر "بدر الدين" في حديثه لـ"دار الهلال"، موضحًا أن إسرائيل لن تتوقف عند هذا الحد، بل لديها مخطط آخر مستمرة في تنفيذه، وهو تجريد الحزب من قدراته العسكرية، والدفع به من على الحدود إلى مناطق أخرى في الداخل اللبناني.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أنها ربما تسعى إلى فرض واقع جديد للحزب من خلال تحويله إلى تنظيم سياسي دون قدرات عسكرية.

وفي نظرته للمرحلة المقبلة، يقول إن الحزب اللبناني من المؤكد أنه سيقوم بالرد على اغتيال نصر الله، لكن التساؤل المطروح الآن.. ما هو تأثير ذلك.. وهل بات يمتلك القدرة على الرد بعد عمليات الاستهداف الأخيرة التي نفذتها إسرائيل؟ بزعم أنها مخازن للأسلحة تتبع الحزب.

ويتساءل بدر الدين حول الموقف الإيراني من تلك التطورات، هل تلجأ إلى إحداث تغيرات في حزب الله من خلال الدفع بمسؤولين إيرانيين؟ كل ذلك مطروح لكن بنسبة ضعيفة.

وفي رأيه أنه من الممكن أن تقدم إسرائيل على عملية توغل في لبنان لاجتياح ترمي إلى السيطرة به المناطق الجنوبية، بهدف إبعاد حزب الله عن حدودها، بحيث لا يكون هناك "تماس" مع جنودها والحزب، وبالفعل هي قادرة على تحقيق ذلك، لأن تستهدف إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم، الذين نزحوا بسبب الهجمات على الحدود.