السبت 28 سبتمبر 2024

الجلسة الرابعة لمؤتمر الأهرام للدواء.. خبراء يضعون روشتة توطين الصناعة في مصر

جانب من المؤتمر

أخبار28-9-2024 | 18:34

دار الهلال

تصدر ملف توطين صناعة الأدوية وتعزيز الإنتاج المحلي في مصر، محاور نقاشات الجلسة الرابعة من مؤتمر الأهرام للدواء، في نسخته الرابعة، والتي انطلقت فعاليته اليوم السبت برعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،التعاون بين القطاعين العام والخاص في تعزيز الرعاية الصحية العادلة ودور الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي لضمان تطويرها.

في بداية الجلسة، أعلن الدكتور محمد جلال نائب رئيس شركة باير الألمانية والمدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وباكستان، أن الشركة تهدف إلى التوسع داخل السوق المصري والمساهمة الفعالة في توطين صناعة الدواء، ليصل التصنيع إلى 80% من أدويتها لصحة المستهلك محليًا بنهاية 2029، معتمدة على شراكة مع كبرى شركات تصنيع الدواء في مصر.

وأوضح أنه تماشيا مع رؤية الدولة المصرية لدعم الصناعة الدوائية الوطنية، بدأت شركة باير للأدوية منذ أكثر من 4 أعوام بخطوات جادة لتحويل بعض مستحضراتها العالمية ليتم تصنيعها بالكامل لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا داخل مصر، موضحا أن مصر هي واحدة من البلدان القليلة التي حصلت على موافقة من الشركة الأم للتصنيع فيها، بفضل معدلات النمو الكبيرة، والكوادر البشرية الهائلة، والمصانع المتوافقة مع المعايير الدولية، والخدمات اللوجستية المميزة، وموقعها المتميز، وقد تم بالفعل تصنيع وتسويق ثلاثة مستحضرات، كما يُتوقع البدء بتصنيع وتسويق كلاريناز أقراص محليًا بحلول الربع الأخير من 2024، وتجري إجراءات تسجيل وتصنيع مستحضرات أخرى ليتم تسويقها بحلول 2025.

ولفت إلى أنه نتج عن هذه الجهود توفير ما يعادل 12 مليون دولار أمريكي سنويا من تكلفة الفاتورة الاستيرادية لشركة باير لصحة المستهلك في مصر، بما يتماشى مع اتجاه الدولة لتقليل الفاتورة الاستيرادية بالعملة الصعبة.

وعن أبرز المبادرات الرئاسية التي أثرت على قطاع الصحة وصناعة الدواء في مصر، لفت إلى أن هناك عدة مبادرات صحية تحت رعاية رئيس الجمهورية، لرفع كفاءة ومستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، وكان لها الدور في تغيير واقعهم إلى حياة صحية أفضل، ومن أهمها مبادرة إنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية، وكما هو معلن شهدت إجراء مليوني عملية جراحية، ومبادرة القضاء على فيروس سي والأمراض غير السارية تحت شعار"100 مليون صحة" وقدمت خدمات الكشف والفحص لما يقرب من 60 مليون مواطن، وتقديم العلاج لحوالي 2.2 مليون مواطن بالمجان.

وأوضح أن القطاع الخاص يلعب دورا محوريا في تطوير صناعة الدواء في مصر وخاصة الشركات العالمية، من خلال إتاحة أحدث المستحضرات، وتقنيات تصنيع الدواء الحديثة داخل مصر، بالإضافة إلى الارتقاء بالكوادر البشرية المصرية عن طريق الاطلاع والتدريب على أحدث تقنيات الإنتاج ومراقبة الجودة المتوفرة حول العالم، مبينا أن قطاع الدواء في مصر يشكل فرصة جذابة للمستثمرين، حيث تشهد مصر نموا للطلب المحلي على الأدوية نتيجة لزيادة عدد السكان وتحسن الوعي الصحي، مما يوفر فرصا كبيرة للشركات لتلبية هذا الطلب، بالإضافة إلى تطوير الأدوية المحلية، ويمكن للشركات الخاصة الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي كمنصة لتصدير الأدوية إلى الأسواق الإفريقية والعربية، خاصة بعد توقيع اتفاقيات تجارية، كما أن هناك تزايد في التركيز على الصحة العامة والعلاج الوقائي مما يفتح مجالات جديدة للاستثمار في الأدوية.

وأكد أن الشراكات بين القطاع الخاص والحكومة تعزز صناعة الدواء عبر تطوير البنية التحتية، المختبرات، والتعاون بين الجامعات والمراكز البحثية. تشمل هذه الشراكات تسريع إجراءات الموافقة على الأدوية، برامج تدريب للكوادر البشرية، التعاون في مكافحة الأمرا

وقال الدكتور أحمد سراج مدير التخطيط الاستراتيجي لمشروع تحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما، إن مشروع توطين البلازما ضمن عدد من المشروعات المبادرات التي دشنتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية من أجل الارتقاء بالرعاية الصحية للمواطنين.

وأضاف أن الدول التي تمتلك صناعة البلازما يعد لديها أمر كبير للغاية وهو ما اتجهت إليه الدوله المصرية بتوجيهات رئاسية بعد التواصل مع شركة إسبانية والتي تعد أحد الشركات الرائدة في مجال مشتقات البلازما في العالم وتم توقيع الاتفاقية 2020 وكان هدف تلك الاتفاقية نقل التكنولوجيا إلى مصر بما يوفر الأدوية الخاصة بمشتقات البلازما لسد حاجة السوق والاتجاه للتصدير للخارج.. مشددا على أن المشروع القومي المشتقات البلازما ليس عملا منفردا ولكن تناغم وتشارك بين مؤسسات وهيئات الدولة.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور جمال الليثي رئيس غرفة صناعة الدواء، إن قطاع الدواء متماسك وقوي وأزمة النواقص غريبة علينا ولعل ما يبرهن علي ذلك نجاح الدولة المصرية في العبور من أزمة كورونا دون نواقص، بالإضافة إلي نجاح الدولة المصرية في إنتاج أدوية فيروس سي.

وتابع الليثي أن صناعة المواد الخام يعد أمنا قوميا لما يمثله من أهمية قصوي للدولة بالإضافة إلي التعقيد الخاص بدراسة الجدوي للمشروع، مشيرا إلي أن بعض الشركات المصرية انتهت بالفعل من الخطوات الفعلية نحو تصنيع المواد الخام، مؤكدا أن هناك أولويات لتصنيع الأدوية الخاصة بعلاج الاورام والأمراض المزمنة

من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالجواد مدير شركة أوركيديا للصناعات الدوائية، إن الشركة بدأت تنفيذ مصنعها في العام 2003 وركزت على التخصص بأدوية العيون، وهذا سر النجاح، موضحا أن توطين صناعة الأدوية يتطلب وفرة المواد الخام.

و قال الدكتور أحمد خلف رئيس قطاع الصيدلة بشركة بارك فيل: "لدينا حرص على توطين صناعة الدواء في مصر وكذلك نحرص على تصدير المنتجات، خاصة أن السوق المصرية واعدة في هذا القطاع" مشيرا إلى أن توطين الصناعة يجب أن يتزامن معه أيضا الجودة والكمية.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور أحمد زغلول رئيس شركة ارت فارما ،إن صناعة بنج الأسنان في مصر أمر هام للغاية ليس على المستوى المحلي فقط، بل على مستوى التصدير للمنطقة العربية والقارة السمراء بل امتد الأمر إلى بدء مفاوضات جدية مع روسيا، مشيرا إلى أن الشركات الوطنية المصرية اتجهت الفترة الماضية إلى توطين صناعة الدواء بكافة أشكاله.

جاءت فعاليات مؤتمر الأهرام للدواء، في نسخته الرابعة، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء، وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحة، والدكتور محمد فايز، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، والكاتب الصحفي ماجد منير، رئيس تحرير الأهرام، والدكتور محمد معيط، وزير المالية السابق، ورئيس هيئة التأمين الصحي الشامل، والدكتور بهاء زيدان، رئيس هيئة الشراء الموحد، والدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية والدكتور على الغمراوى رئيس هيئة الدواء المصرية.