كشف تقرير صادر عن منصة ((All africa) المتخصصة في الشأن الأفريقي عن معاناة الملايين من سكان دول الجنوب بقارة إفريقيا من الجفاف الحاد والفيضانات وانعدام الأمن الغذائي؛ نتيجة تغير المناخ أو ما يعرف بظاهرة "النينو" التي تنطوي على تقلب درجات حرارة المحيطات في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي.

وذكرت المنصة نقلا عن خبراء قولهم: أن تلك الظاهرة الطبيعية تسببت في ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط وهطول أمطار غزيرة وجفاف وانخفاض معدل هطول الأمطار؛ مما أثّر بشكل كبير على الزراعة وندرة المياه والجفاف الشديد الذي أتلف المحاصيل في أنحاء المنطقة وكان له تأثير سلبي على الثروة الحيوانية، كما أثرت الظاهرة سلبًا على تراجع توليد الطاقة الكهرومائية في المنطقة مما أثر بدوره على الإنتاج في جميع القطاعات الاقتصادية.

ولفت التقرير إلى أن التداعيات الخطيرة لهذه الظاهرة كانت على رأس جدول أعمال قمة مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية الرابعة والأربعين في زيمبابوي التي عقدت مؤخرا لمناقشة التطورات الاجتماعية والاقتصادية.

وتضم مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية أو اختصارا (SADC) 15 دولة وتهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية في إفريقيا الجنوبية وتأسست في 17 أغسطس 1992.

ووفقا لأمانة مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، تلقت القمة تحديثًا عن وضع الأمن الغذائي في المنطقة وخاصة تأثير الجفاف الناجم عن ظاهرة النينو والفيضانات التي حدثت في بعض الدول الأعضاء خلال الموسم الزراعي 2023/ 2024.

وأشار التقرير إلى ما أعلنه رئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما من أن الجفاف الشديد أثر على ما يقرب من 10 ملايين شخص في 84 مقاطعة من أصل 116 مقاطعة في البلاد.

وناشد رئيس مالاوي لازاروس تشاكويرا تقديم مساعدات إنسانية قدرها 200 مليون دولار أمريكي لعدد 23 مقاطعة من أصل 28 مقاطعة في البلاد المتضررة من الجفاف.

وكان رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا قد أعلن في أبريل الماضي أن ما يقرب من 3 ملايين شخص في البلاد يعانون من انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف، مطالبا بتقديم 2 مليار دولار أمريكي للاستجابة الفورية لمعالجة الوضع.

وبناءً على نداء المساعدات الإنسانية الإقليمي لجنوب أفريقيا لعام 2024 الصادر في شهر مايو الماضي ..انخفض إنتاج المحاصيل خلال الموسم الزراعي 2023 / 2024 قياسا بالسنوات الخمس السابقة.

وفي مالاوي بلغ إنتاج محصول الذرة خلال العام(2023 / 2024) 93ر2 مليون طن متر أي أقل بنسبة 23 % من المتوسط على مدى خمس سنوات.

وتشير التقديرات الأولية الصادرة عن وزارة الزراعة والمياه وإصلاح الأراضي في ناميبيا إلى أن إنتاج الحبوب هذا الموسم قد يكون أقل بنسبة 47% عن متوسط إنتاج الحبوب على مدى خمس سنوات.

أما بالنسبة لجنوب أفريقيا، فقد تأثرت تأثرا واضحا بظروف الجفاف ، وتتضمن تقديرات إنتاج المحاصيل المحدثة التي أصدرتها في أبريل تقديرًا لإنتاج الذرة يبلغ 13.97 مليون طن متري بانخفاض 10.2% عن متوسط الخمس سنوات، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ظروف الجفاف في فبراير ومارس.

وفي زامبيا، دمر الجفاف 982.765 هكتار من الذرة (هي وحدة مساحة تستخدم لقياس المساحات وتساوي 10,000 مترمربع) أي 43% من المساحة المزروعة فيما انخفض حجم إنتاج المحاصيل في زيمبابوي بنحو 744.271 طن متري (وحدة قياس مترية لا تتبع نظام الوحدات الدولي وتُعرف بأنها تعادل 1000 كجم) أي بنسبة 71% قياسا بالموسم السابق.