منذ مليارات السنين، ربما مر نجم على مقربة شديدة من نظامنا الشمسي، مما أدى إلى سلسلة من الأحداث الكونية التي أسفرت عن تشكل الأقمار حول الكواكب الخارجية وظهور مدارات غير عادية للأجرام السماوية البعيدة.
اقترح تلك النظرية الجديدة، فريق من العلماء بقيادة البروفيسور سيمون بورتيجيز زوارت، المتخصص في محاكاة ديناميكيات النجوم، بالتعاون مع باحثين من ألمانيا وهولندا، والمدعومة بأكثر من 3000 عملية محاكاة حاسوبية.
كان علماء الفلك في حيرة من العدد الكبير من الأجرام السماوية الصغيرة الواقعة خارج مدار نبتون، المعروفة باسم "الأجرام وراء نبتون"، هذه الأجرام، التي يتجاوز قطر العديد منها 100 كيلومتر، تدور حول الشمس في مدارات شديدة الغرابة.
غالبًا ما تكون مسارات هذه الأجرام مائلة وممتدة بزوايا غريبة مقارنة بالمدارات الشبه دائرية للكواكب، البعض منها يسير حتى في الاتجاه المعاكس للكواكب، مما يزيد من غموض كيفية وصولها إلى هناك ولماذا تختلف مداراتها.
في محاولة لفهم هذا اللغز، أجرى بورتيجيز زوارت وفريقه محاكاة حاسوبية مكثفة للتحقيق في الأسباب المحتملة لهذه المدارات الغريبة، وتوصلت النتائج إلى أن نجمًا بكتلة تعادل 80% من كتلة الشمس ربما اقترب من النظام الشمسي منذ مليارات السنين.
ووفقًا للنموذج، اقترب النجم من زاوية تبلغ نحو 70 درجة، ووصل إلى مسافة تعادل 110 أضعاف المسافة بين الأرض والشمس، وهي مسافة قريبة للغاية بالمعايير الكونية، وبالمقارنة، فإن نبتون يدور على مسافة تعادل 30 ضعف المسافة بين الأرض والشمس.
من المرجح أن يكون لهذا النجم العابر تأثير جاذبي قوي، مما أدى إلى اضطراب مدارات الأجسام الصغيرة في المناطق الخارجية للنظام الشمسي، ودفعها إلى المسارات الغريبة التي تسلكها الآن.
وتقدم هذه النظرية تفسيرًا لمدارات بعض الأجرام، مثل الكوكب القزم "سيدنا"، ومدارات أجسام مثل 2008 KV42 و2011 KT19، التي تتحرك في الاتجاه المعاكس للكواكب، متحدية الأنماط المدارية المعتادة للنظام الشمسي.
والأكثر إثارة في هذه الدراسة، هو تفسيرها لوجود نوعين من الأقمار حول الكواكب الخارجية العملاقة - المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، وهذه الكواكب لديها أقمار منتظمة ذات مدارات دائرية نسبياً قريبة، وأخرى غير منتظمة في مدارات مائلة بعيدة.
يُرجح أن النجم العابر تسبب في دفع بعض الأجسام الصغيرة من المناطق الخارجية للنظام الشمسي إلى الداخل، حيث تم التقاطها بواسطة جاذبية الكواكب العملاقة لتصبح الأقمار غير المنتظمة التي نلاحظها اليوم.
وفقًا لبورتيجيز زوارت، فإن المحاكاة ساعدت في توضيح سبب وجود نوعين من الأقمار في هذه الكواكب، حيث دفع النجم بعض الأجرام السماوية الصغيرة من الخارج إلى الداخل، لتصبح أقمارًا غير منتظمة تدور الآن في مدارات بعيدة ومائلة، وذلك نقلا عن موقع labrujulaverde.