أطلقت وزارة الخارجية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي و4 من وكالات الأمم المتحدة العاملة في مصر ، البرنامج المشترك لتعزيز حماية وصمود اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في مصر.
وأكد السفير عمرو الجويلي مساعد وزير الخارجية والهجرة للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي - في كلمة له خلال احتفالية إطلاق البرنامج اليوم الاثنين - أن مصر تستضيف حاليا حوالي 9 ملايين منّ اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء من العديد من الجنسيات .. موضحا أن هذا البرنامج سوف يدعم الفئات المستهدفة من اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء.
واستعرض السفير الجويلى الجهود المصرية فيما يتعلق باللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء.. مذكرا بتاريخ مصر الطويل في استضافة الأشخاص المحتاجين للحماية.
وسلط مساعد وزير الخارجية الضوء على النهج الشامل الذي تتبناه مصر في استضافة اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء يتأسس على احترام حقوق الإنسان مع دمج هؤلاء فى المجتمع وتوفير الخدمات الأساسية لهم دون إقامة مخيمات.
كما استعرض السفير الجويلي الجهود التي تقوم بها مصر للتنسيق على المستوى الدولي فيما يتعلق بقضية الهجرة..مشددا على ضرورة أن تكون هناك مشاركة لتحمل أعباء استضافة اللاجئين والمهاجرين وتعزيز قدرة المجتمعات المضيفة.
وقال مساعد وزير الخارجية: إن المنصة المشتركة للمهاجرين واللاجئين في مصر هي مبادرة بين الحكومة وأربع هيئات من الأمم المتحدة ، كما أنها تعد ثمرة للعديد من الاجتماعات بين وزارة الخارجية وعدد من المنظمات والهيئات الأممية.
وأشار إلى أن وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي التقى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مع المفوض السامي لشئون اللاجئين ومديرة منظمة الهجرة الدولية..موضحا أن هذه المنصة تعد الأولى من نوعها التي يتم تدشينها بين الحكومة وأربع منظمات أممية والغرض منها تحسين التنسيق وحشد المزيد من التمويل لتوفير الخدمات الأساسية لاسيما فيما يتعلق بالتعليم والصحة.
ومن جانبها.. قالت إيلينا بانوفا الممثل المقيم للأمم المتحدة في مصر : إن البرنامج يعد ثمرة تعاون أيضا مع وزارة الخارجية المصرية والتعليم والصحة في إطار آلية مشتركة لمساعدة اللاجئين والمهاجرين وأيضاً المجتمعات المستضيفة لهم في مصر.
وقالت بانوفا : إن مصر رائدة في استضافة اللاجئين والمهاجرين وترحب بالأجانب في كل وقت وتقدم لهم فرصا أفضل للحياة ، لكن مصر أصبحت تشهد تدفقا كبيرا غير مسبوق من المهاجرين واللاجئين حيث زاد عدد اللاجئين المسجلين فقط من 240 ألفا قبل 10 سنوات إلى 780 ألفا حيث تضاعف العدد ثلاث مرات.
وأشارت الممثل المقيم للأمم المتحدة في مصر إلى ما أعلنه وزير الخارجية من أن مصر أصبحت ثالث أكبر مستقبل للاجئين والمهاجرين في العالمي..قائلة : "إن هذا الأمر يتطلب إتاحة نطاق واسع من الخدمات الاجتماعية لهم".
وقالت بانوفا : إن المنصة المشتركة تدعم الحكومة المصرية للاستمرار في تقديم هذه الخدمات التي زاد الطلب عليها بشكل مخيف وانظمة الخدمات الوطنية أصبحت تعاني من ضغط كبير ومصر أصبحت تواجه تحديات غير مسبوقة ؛ نتيجة تدفق النازحين مما يتطلب استجابة جماعية ودعم المجتمع المدني والشركاء الآخرين.
ومن جانبه .. أشاد السفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر بالجهود الحثيثة التى تقوم بها مصر فى مجال الهجرة..مشيرا إلى التعاون طويل الأمد بين الاتحاد الأوروبي ومصر فيما يتعلق بالمهاجرين حيث تم اعتماد نهج شامل فيما يتعلق بالتعامل مع مسألة الهجرة ومكافحة تهريب البشر.
وقال برجر : إن مصر والاتحاد الأوروبي أطلقا قبل أشهر شراكة استراتيجية جديدة تتضمن من بين النقاط مسألة الهجرة..مؤكدا على أهمية البرنامج المشترك ، الذي تم إطلاقه اليوم من أجل الأكثر احتياجا والذين فروا من حروب أو صراعات أو كارثة طبيعية وبعضهم يكون قد تعرض للخطر أثناء عبور البحر أو الصحراء.
ومن جانبها .. قالت الدكتورة حنان حمدان مديرة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصر : إنه لابد من توفير جهد مشترك لتلبية احتياجات اللاجئين والمهاجرين في مصر خاصة في ظل الصراع الدائر في السودان.
وأضافت حمدان : "إننا نثمن تحمل مصر المسؤولية في هذا الصدد ، لكنها لا تستطيع وحدها تحمل العبء المادي في ظل تزايد احتياجات اللاجئين الذين جاءوا طلبا للملاذ الآمن".. لافتة إلى أن مصر استقبلت خلال عام ونصف 2ر1 مليون من الوافدين السودانيين بالإضافة إلى أعداد كبيرة من النازحين من سوريا.
ومن ناحيته..قال إيفانو برينو ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصر:"إن هذا البرنامج يمثل خطوة أولى لدعم الحكومة المصرية للاستجابة لزيادة احتياجات اللاجئين"..موضحا أن البرنامج يجمع وكالة الامم المتحدّة للهجرة ومفوضية اللاجئين واليونيسيف ومنظمة الصحة ويستهدف المناطق الأكثر كثافة في استقبال اللاجئين والمهاجرين في مصر والفئات الأكثر احتياجا خاصة المرأة والطفل.
وأفاد برينو بأن البرنامج يعمل في قطاع التعليم لزيادة قدرته على استيعاب الأطفال بالتعليم وتجهيز الفصول بأجهزه الكمبيوتر، حيث تم إنشاء 160 مدرسة استفاد منها 12 ألف طالب ، وفي قطاع الصحة استفاد 640 ألفا من الخدمات الصحية (التطيعمات والأمصال) ، وفي قطاع الحماية الاجتماعية استفاد 24 ألف طفل من الخدمات.