الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

إضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة يكلف اقتصادها خسائر قياسية

الموانئ الأمريكية

عرب وعالم1-10-2024 | 13:08

دار الهلال

بدأ عمال الموانئ الأمريكية، على طول الساحل الشرقي وخليج المكسيك، إضرابًا يشمل موانئ من ولاية ماين إلى تكساس؛ ما يثير مخاوف بشأن تأثيره على سلاسل الإمداد؛ ويهدد ذلك الإضراب زعزعة الاقتصاد الأمريكي قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية المقررة 5 نوفمبر المقبل.

وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم أن أعضاء رابطة عمال الموانئ الدولية التي تضم نحو 45 ألف عامل في الموانئ على الساحل الشرقي وساحل الخليج بدأوا بالتظاهر في وقت مبكر اليوم في محطات الشحن التي تتعامل مع أكثر من نصف حجم الواردات والصادرات الأمريكية، وذلك بعد انتهاء العقد مع أصحاب العمل في الموانئ، ما يعني أن الإضراب يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حركة التجارة في البلاد، حيث توقف العمال عن العمل في المواقع الحيوية التي تتعامل مع كميات ضخمة من البضائع.

وجاء الإضراب نتيجة لفشل مفاوضات اتحاد عمال الموانئ الدولية الذي يمثل 45 ألف عامل، والتحالف البحري الأمريكي مع الشركات العاملة بالقطاع حول شروط تعاقد جديد للموظفين يغطي السنوات الست القادمة.

وكان قد ضغط مسؤولو إدارة بايدن على أصحاب الموانئ لحل النزاع، حيث رفعوا عرضهم بشأن الأجور إلى زيادة بنسبة 50% على مدى ست سنوات من عرض سابق كان قد بلغ 40% إلى جانب تحسينات أخرى في المزايا، وذلك في الساعات الأربع والعشرين التي سبقت موعد الإضراب.

وتسعى رابطة العمال إلى زيادة قدرها 77% في الأجور على مدى ست سنوات كشرط للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أصحاب العمل، وفق ما أوردته الصحيفة الأمريكية.

وأدى الإضراب إلى إغلاق بعض من أبرز ممرات البلاد لاستيراد الأغذية والمركبات والآلات الثقيلة ومواد البناء والكيماويات والأثاث والملابس والألعاب؛ كما انسحب العمال من وظائفهم بعد أن رفضت النقابة الاجتماع مع مجموعة تمثل أصحاب العمل ما لم يوافقوا أولًا على مطالب العمال بشأن الأجور.

وتدخل البيت الأبيض؛ حيث زادت منظمات الأعمال وبعض المشرعين الجمهوريين من دعواتهم للإدارة لاستدعاء قانون اتحادي للحفاظ على فتح الموانئ.

من جانبها، قالت شركات التجزئة الأمريكية الكبرى - التي بدأت موسم التسوق في الخريف - إنه يمكنها حتى الآن تحمل التباطؤ لأنهم أحضروا المنتجات في وقت أبكر من المعتاد هذا العام ووجهوا شحنات أخرى إلى موانئ الساحل الغربي تحسبًا للإضراب ولكن التنفيذيين يحذرون من أن الإضراب الذي يستمر أسبوعًا أو أكثر سيرفع تكاليف الشحن وقد يؤدي إلى نقص في المنتجات.

وقال رئيس رابطة قادة صناعة التجزئة الأمريكية براين دودج، "كلما طالت مدة هذا الإضراب، أصبح من الصعب علينا حماية العملاء من آثاره".

كما قالت مديرة سلسلة الإمداد العالمية في شركة إيكيا سوزان وايدزونس، "نحن نقوم بسحب حاوياتنا التي وصلت إلى ميناء نيويورك ونيوجيرسي في الأسابيع الأخيرة بأقصى سرعة ممكنة قبل الإغلاق، واعتمادًا على مدة استمرار الإضراب، قد يؤثر ذلك على نطاق أوسع بالطبع على العالم"، محذرة من أن إضرابًا يستمر حتى أسبوع واحد قد يؤدي إلى تكدس السفن لفترات أطول، ما قد يزيد من تأخيرات الشحن ويقلل من القدرة ويرفع أسعار الشحن.

ويشمل الإضراب 36 ميناءً أمريكياً مسؤولاً عن حركة الحاويات في البلاد، سواء الصادرة والواردة، التي تنقل مختلف أنواع البضائع من أغذية وملابس وحتى السيارات، ويهدد تعطل العمل بهم بتكبد الاقتصاد الأمريكي خسائر يومية بمليارات الدولارات.

ووفق تحليل أجرته مؤسسة The Conference Board، فإن إضرابًا لمدة أسبوع قد يكلف الاقتصاد الأمريكي 3.78 مليار دولار، ويتسبب في تباطؤ سلسلة التوريد حتى منتصف نوفمبر، في المجموع، تتعامل الموانئ المهددة بالإضرابات مع 3 تريليونات دولار.