الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

هل تنجح إسرائيل في القضاء على حزب الله؟

التطورات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية

تحقيقات1-10-2024 | 16:04

محمود غانم

في مغامرة أخرى، قررت إسرائيل شن عملية عسكرية برية في جنوبي لبنان على غرار الحاصل في قطاع غزة، منذ نحو عام، بأهداف مشابها تندرج تحت إطار تفكيك البنية التحتية لحزب الله، لضمان عدم تشكيل أي تهديد على بلدات الشمال في الأراضي المحتلة.

ويعيد ذلك للأذهان العملية البرية التي شنتها إسرائيل ضد لبنان، أواخر أكتوبر الماضي، عازمة تحقيق أهدافها في غضون أسابيع قلائل، إلا أنها لاتزال غارقة في مستنقعها رغم أن حربها شارفت عامها الثاني.

التوغل في الأراضي اللبنانية

وفجرًا، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن قواته بدأت عملية عسكرية برية مركزة في جنوبي لبنان، زاعمًا أنها تشمل عددًا من القرى القريبة من الحدود.

لكن حزب الله نفى من جهته، دخول أي قوات للجيش الإسرائيلي إلى لبنان أو وقوع أي اشتباكات مباشرة بين الجانبين، مشددًا على أنه لم يحدث بعد أي اشتباك بري مباشر بين المقاومة وقوات الاحتلال.

وجدد حزب الله تأكيده، في تصريحات تلفيزيونية أدلى بها محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية بالحزب، على أن مقاتليه مستعدون للمواجهة مع قوات العدو التي تتجرأ أو تحاول دخول أراضي لبنان.

وفي الأثناء، أكدت شبكة  "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤول أمني إسرائيلي، أنه لم تحدث حتى الآن أي اشتباكات على الأرض بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، موضحًا أن حجم القوات ونوعيتها أكثر ملاءمة لشن عملية محدودة وليست مثل غزة بقوات كبيرة.

وزعم المسؤول، أن التوغل في بيروت ليس مطروحًا على الطاولة، متابعًا: "نشن غارات محدودة ودقيقة على مناطق حدودية".

هل يمكن القضاء على حزب الله؟

ويرى اللواء محمد زكي الألفي، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن المواجها بين حزب الله وإسرائيل، غير متكافئة بأي شكل من الأشكال، حيث لايمتلك الأخير العديد من القدرات العسكرية الضرورية، بما في ذلك الدفاع الجوي والمقاتلات الحربية، حيث أنه يعتمد على إطلاق الصواريخ، أو ما يمتلكه من قدرات تحت الأرض كالأنفاق.

وأردف في حديثه لـ"دار الهلال"، أن ما يمتلكه من قدرات لاتمكنه من خوض مثل هذه المواجها، لذا هو يسخر إمكانياته في ضوء ما يمكنه من خوض "حرب العصابات".

في المقابل، يمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي قدرات تدمرية ونيرانية يدعمها قوة برية مدرعة، إضافة إلى ذلك يستخدم حرب المعلومات، حيث كان ذلك جليًا خلال الأيام الماضية من خلال العمل ضد مراكز القيادة والسيطرة، حسبما يذكر الألفي.

وأشار إلى أن التطورات الأخيرة وما سبقها تأتي في سياق تحقيق أهداف إسرائيل، الرامية إلى إعادة سكان الشمال إلى مستوطناتهم، وذلك من خلال إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني جنوبي لبنان.

ويتساءل الخبير العسكري والإستراتيجي هل سيتعامل حزب الله مع قوات الاحتلال بنفس الأسلوب الذي تعامل به من قبل؟..، معقبًا:"أول دبابة إسرائيلية تسقط على ظهرها كانت بصورايخ حزب الله".

وبناء عليه، يؤكد على أن المقارنة بين الطرفين غير متكافئة من أكثر من ناحية، لكن حزب الله في الأخير يقاتل متبعًا "حرب العصابات".

وعموم الأمر لايتعلق بإسرائيل، لأنها لاتقاتل بمفردها، بل تحظى بدعم أمريكي، فضلًا عن دول أخرى، وذلك من الناحية المادية والمعنوية والتكنولوجية، إذ لاتمتلك دولة القدرة على القتال لأكثر من عام، لكن حربها على غزة لاتزال متواصلة حتى الآن، وفقًا للألفي.

وفي حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، استبعد مسؤولون أمريكيون أن تنجح إسرائيل في تدمير قدرات حزب الله، حتى إذا بدأت غزوًا بريًا لمعقلة في جنوبي لبنان.

وفي الوقت نفسه، أوردت عن مسؤول إسرائيلي، قوله، إن حزب الله قادر على إطلاق مئات الصواريخ في وقت واحد على مدن مثل تل أبيب وحيفا، التي قد تحدث ضررًا هائلًا في حال تجاوز عدد قليل منها الدفاعات الجوية.

الاكثر قراءة