الخميس 3 اكتوبر 2024

اكتشاف قبو يرجع إلى 5 آلاف عام بالدنمارك

صورة توضح جانب تخيلي من القبو

ثقافة3-10-2024 | 01:06

إسلام علي

اكتشف بقايا قبو مرصوف بالحجارة يعود إلى حوالي 5000عام في جزيرة فالستر بالدنمارك، وذلك من خلال علماء الآثار التابعين لمتحف لولاند فاستر. 

ويسمى ذلك الموقع الأثري Nygårdsvej، وهو يكشف بدوره عن وجود هياكل تحت الأرض تعود إلى حقبة كانت تُعتبر بدائية، ويثير تساؤلات حول التطور التكنولوجي والاجتماعي الذي بلغته ثقافات العصر الحجري الحديث في شمال أوروبا.

وخلال أعمال التنقيبات، والتي كانت تجري أثناء توسيع خط السكة الحديدية، تم العثور على بقايا لمرحلتين من المساكن تعودان لثقافة الأكواب القمعية، وهي واحدة من أقدم الثقافات الزراعية في شمال أوروبا خلال العصر الحجري الحديث، وقد استمرت تقريبًا بين 4000 و2800 قبل الميلاد.

سميت هذه الثقافة بهذا الاسم بسبب الأواني الفخارية التي صنعتها، والتي كانت تتميز بفوهات واسعة تأخذ شكل قمع، كانت هذه الثقافة منتشرة في مناطق تمتد من شمال ألمانيا والدنمارك إلى السويد والنرويج وهولندا وبولندا.

وكان أبرز ما اكتُشف هو منطقة غارقة عبارة عن قبو بني بعناية باستخدام حصى متنوعة الأحجام، مما يدل على أصل بشري في إحدى مراحل السكن.

يُقدر حجم هذا القبو بـ 2 × 1.5 متر، ويقع على عمق حوالي 40 سنتيمترًا تحت الأرض، ويتميز برصفه الحجري الذي يشير إلى مستوى متقدم من التخطيط والتنفيذ المعماري، وهذا الاكتشاف يعيد النظر في قدرات البناء لمجتمعات العصر الحجري الحديث ويطرح تساؤلات حول تعقيد هياكلهم الاجتماعية.

كشف الموقع الذي يقع على بعد حوالي 600 متر من قرية  Eskilstrup، عن العديد من السمات الأثرية، بما في ذلك حفر أعمدة وحفر أخرى، بالإضافة إلى بقايا هيكل سياج يتكون من سبعة صفوف متوازية، يشير هذا الترتيب إلى مستوطنة منظمة وربما محصنة.

استخدم الفريق نماذج بايزية متقدمة لتحليل عينات الفحم المستخرجة من الموقع، مما أتاح إنشاء تسلسل زمني دقيق لبناء واستخدام القبو وهياكل السياج المحيطة.
وتعد الطريقة البايزية هي نوع من النماذج الإحصائية التي تعتمد على نظرية بايز لتحديث الاحتمالات بشكل تدريجي بناءً على البيانات الجديدة، ويتم استخدامها في مجموعة متنوعة من المجالات للتنبؤ واتخاذ القرارات بناءً على الاحتمالات.

وأظهرت تقنية تأريخ الكربون المشع أن الاستيطان الرئيسي للموقع يعود إلى العصر الحجري الحديث الأوسط، ما بين 3500 و3000 قبل الميلاد، وهي فترة شهدت تحولات اجتماعية واقتصادية كبيرة في شمال أوروبا.


يضيف هذا الاكتشاف إلى الأدلة المتزايدة التي تشير إلى تطور كبير في ممارسات البناء خلال العصر الحجري الحديث، وإن وجود قبو مرصوف بالحجارة يعكس مهارات بناء متقدمة وتخطيطًا طويل الأمد، بالإضافة إلى فهم متطور للتخزين وحفظ الطعام.

كما تم العثور في الموقع على مجموعة متنوعة من القطع الأثرية، بما في ذلك أدوات الصوان والفخار وعظام محترقة، ما يشير إلى أن القبو كان له دور محوري في حياة سكان الموقع، وتؤكد زخارف الفخار المميزة لثقافة الأكواب القمعية تاريخ الموقع.

ورغم الحجم المحدود للحفريات، لم يتم التأكد مما إذا كانت الأسوار جزءًا من تحصينات أكبر، ومع ذلك، يشير موقعه المركزي إلى احتمالية استخدامه كنقطة تجمع للتجارة وتكوين التحالفات، وذلك طبقا لما ذكره موقع labrujulaverde.