أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان (وكالة الأمم المتحدة للصحة الجنسية والإنجابية) عن قلقه البالغ إزاء سلامة ورفاهية 520 ألف امرأة وفتاة تأثرن بتصاعد حدة الصراع في لبنان منذ 27 سبتمبر، مشيرًا إلى أن العديد من النازحين تركوا كل شيء وراءهم أثناء فرارهم بحثًا عن الأمان.
وأفاد بيان صادر عن الصندوق اليوم الخميس بأن حوالي 155 ألف شخص - أجبروا على الفرار من منازلهم - يبحثون حتى يوم أمس /الأربعاء/ عن ملجأ في مراكز إيواء مكتظة في حوالي 875 موقعًا داخل لبنان.
وذكر الصندوق أنه من بين أكثر من مليون شخص تأثروا بتصاعد العنف، وفقًا للسلطات اللبنانية، هناك ما يقدر بنحو 11،600 إمرأة حامل بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية قبل الولادة والحماية والتغذية والمياه النظيفة وخدمات النظافة..كاشفا عن تصعيد الأعمال العدائية يعرض صحة النساء الحوامل للخطر حيث يتم عزلهن عن مجتمعاتهن وعن الوصول إلى مقدمي الرعاية.
ووفقا للبيان ، أدت الهجمات على الرعاية الصحية إلى مقتل العاملين في مجال الصحة وإغلاق ما لا يقل عن 37 منشأة صحية في لبنان منذ 27 من سبتمبر مما أدى إلى الضغط على المرافق الصحية القريبة من تجمعات النازحين ، ويشمل ذلك 9 مرافق صحية يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان كانت تقدم الرعاية الطبية والاستشارات للنساء الحوامل وضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي في مناطق بيروت وجبل لبنان والبقاع.
وقالت ليلى بكر المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية: "إن العنف المتزايد ونزوح المدنيين في لبنان يعد أمرا مفجعا ، وانقطاع الخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة للنساء والفتيات يعتبر أمرا مقلقا للغاية ، وإن الحاجة إلى توفير الحماية بات مطلبا ملحا ومسألة حياة أو موت بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة".
ودعا صندوق الأمم المتحدة للسكان ، وبشكل عاجل ، جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي لحماية جميع المدنيين والبنية الأساسية المدنية والمستشفيات والمرافق الصحية والعاملين الطبيين والمرضى.
وشدد على أن المدنيين - بما في ذلك عمال الإغاثة والعاملون في مجال الصحة - ليسوا هدفًا ، والوصول الآمن وغير المقيد للإمدادات الإنسانية أمر حيوي ، حيث لاتزال الإمدادات التوليدية التي أرسلها صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى لبنان عالقة في الجمارك ويجب الإفراج عنها على الفور.
وبحسب البيان ، عبر 128،000 شخص منذ 27 سبتمبر الحدود إلى سوريا ووصلوا إلى محافظات ريف دمشق وحمص وطرطوس .. وتشير تقييمات الاحتياجات السريعة إلى الحاجة الملحة إلى مجموعة كاملة من المساعدات الطارئة بما في ذلك خدمات الحماية والصحة وإمدادات الصرف الصحي والمياه والغذاء ، يجب أن تكون احتياجات الصحة والحماية للنساء والفتيات في صميم الاستجابة الإنسانية.