الخميس 3 اكتوبر 2024

توابع التصعيد.. تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط

الهجوم الإيراني على إسرائيل

تحقيقات3-10-2024 | 19:20

أماني محمد

حالة من القلق والترقب لتصاعد الأحداث في الشرق الأوسط، مع تحذيرات من أن الأمر قد ينجرف ليصل إلى حرب إقليمية بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان واليمن، والتصعيد مع إيران والحوثيين.

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن منطقة الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية، مؤكدة أنها أوضحت للإسرائيليين بأنها لا تدعم استهداف البنية التحتية اللبنانية، وذلك في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، حيث أوضحت الخارجية الأمريكية أنها تناقش مع إسرائيل طبيعة ردها على إيران وتصعيد طهران غير مسبوق، مؤكدة أنه لم تستبعد جهود وقف إطلاق النار في غزة بسبب الأحداث في لبنان.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لن يؤيد هجومًا إسرائيليا على المواقع النووية الإيرانية ردا على إطلاق إيران 181 صاروخًا على إسرائيل، موضحًا أنه بعد يوم من الهجوم الضخم وبعد أن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع إيران ثمن الهجوم، وقال إنه وجميع زعماء السبع الكبار، فرنسا وكندا واليابان وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا، في مكالمة هاتفية أمس، اتفقوا على أن إسرائيل لها الحق في الرد بشكل متناسب على الضربة العسكرية الإيرانية، على حد قولهم.

وقال: "سنناقش مع الإسرائيليين ما سيفعلونه، لكننا جميعا دول مجموعة السبع نتفق على أن لديهم الحق في الرد، لكن يجب أن يستجيبوا بشكل متناسب"، موضحًا أنه سيتم فرض المزيد من العقوبات على إيران وأنه سيتحدث مع نتنياهو قريبًا.

 

تداعيات التصعيد في المنطقة

وتوضح الدكتورة نهى بكر، عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات، إن التصعيد الراهن في المنطقة يؤدي لتبعات عديدة على كل الدول بدرجات مختلفة، فهو يعني المزيد من إهدار حقوق الإنسان وحدوث إبادة جماعية، لأن توسيع نطاق الحرب يعني إهدار حقوق الإنسان وأهمها الحق في الحياة، حيث تودي الحرب بحياة المدنيين بأعداد كبيرة بجانب زيادة عدد اللاجئين.

وأوضحت في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن العدوان الإسرائيلي على لبنان له تبعات متعددة من انهيار في الاقتصاد اللبناني، وكذلك يؤثر على كل مناحي حقوق الإنسان سواء في الحق في الغذاء، أو الحق في السكن، ويدمر البنية التحتية، مشيرة إلى أن توسيع رقعة الحرب ممكن أن يؤثر أيضا على سوريا وإيران، واحتمالات نشوب حرب إقليمية ستؤدي بالقطع لزيادة عدد اللاجئين، فهناك حركة كبيرة من النزوح من جنوب لبنان للشمال.

وأشارت نهى بكر إلى النزوح إذا توسعت الحرب قد يتحول إلى لجوء لدول أخرى، وستتأثر الدول المجاورة كلها، والتي هي بالفعل متخمة بلاجئين سابقين، مشيرة إلى إيران تدخلت بهجومها وإطلاق الصواريخ المباشرة على تل أبيب، بالإضافة لاستخدام أذرعها من الحوثيين وهو كله أدى لتأثير على المجاري المائية، مثل مضيق هرمز وقناة السويس، مما يعني أن توسيع رقعة الحرب سيزيد من التأثير على التجارة العالمية وليست الإقليمية فقط، وهو ما سيضر بالاقتصاد العالمي ككل، إلى سعر البترول، فسترتفع أسعار النفط عالميًا.

وحذرت من أن توسيع رقعة الحرب سيؤدي إلى أن إيران قد يكون لها تدخلات متوقعة، مما يعني تشديد العقوبات عليها من الجانب الدول الغربية، وهذا كله سيجعل الحالة الأمنية في المنطقة غير مستقرة، مما يضر باقتصادات الدول العربية، ومنها مصر بالقطع التي تعتمد على السياحة والاستثمار الأجنبي كمصدرين أساسيين للعملة الأجنبية بالإضافة إلى قناة السويس، التي فقدت بالفعل جزء كبير من دخلها.

ولفتت إلى أنه فيما يخص سوريا، فمن المتوقع انه يصيبها جانب من الدمار في حالة توسيع الحرب، بعد أن بدأت في حالة تعافي من سنوات صعبة، موضحة أنه قد يحدث تغييرات حدودية في الإقليم، فبعض الدول قد تتغير حدودها من جراء تلك الحرب، كذلك بعض الدول قد تستخدم أذرع إرهابية أو الجماعات الإرهابية تستعمل ما يحدث كوقود لضم مزيد من الأعضاء لها، وعمل حركات إرهابية في كل العالم أو في الإقليم بالأخص.

وأضافت أن في حالة عدم وجود ضغط من الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر على إسرائيل، واستمرارها في تصرفها كدولة مارقة، خارقة للقانون الدولي ولكل التشريعات الدولية، فمن المتوقع أن يستمر العدوان، قد يتصاعد أو ينخفض لكن الاستمرارية ستظل قائمة على المدى القصير على حالة عدم الضغط عليها من قبل واشنطن.

ولفتت إلى أن العام الحالي يشهد انتخابات أمريكية، والكل يسعى لنيل الصوت الإسرائيلي، أما العامل الثاني الذي قد يؤثر على تحجيم العدوان الإسرائيلي هو حدوث انتفاضة داخل إسرائيل ضد نتنياهو ما قد يؤدي إلى تغيير الحكومة، مشيرة إلى أن هناك بوادر لذلك في الداخل الإسرائيلي، لكن من غير الوارد في المدى القريب حدوث انتفاضة كاملة، مما قد يعني احتمال استمرار التصعيد، لكنه قد لا يتوسع لأكثر من حدود رقعته الحالية، لكن بالتأكيد تظل إسرائيل هي المحرك والفاعل الرئيس للأحداث وما حولها ردود فعل.

 

هل يتحول الصراع لحرب إقليمية؟

قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، إن إسرائيل تحاول صنع سياسة الأرض المحروقة، بتصعيدها المستمر في غزة لتمدد الأراضي الإسرائيلية، لأن ذلك يتم بشكل ممنهج كل ربع قرن، فكل 25 عاما، يحاول الاحتلال التمدد في الأراضي، ولكي يتحقق ذلك التمدد تحاول إسرائيل التخلص من كل العقبات التي تقف أمامها، فكانت أحداث 7 أكتوبر 2023 ذريعة الاحتلال لتنفيذ خطتها للتمدد وتنفيذ سياسة الأرض المحروقة.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن حزب الله، والذي يعد أحد أذرع إيران الإقليمية في المنطقة، يمثل تهديدًا للاحتلال، بسبب الممارسات أو الصواريخ التي يطلقها حزب الله، فضلا عن كونه أحد أدوات تحقيق الطموح الإيراني في المنطقة بحلم "الإمبراطورية الإيرانية"، واصطدمت إسرائيل بمقاومة حزب الله في محاولتها للتمدد، لذلك تحاول تكرار نفس السيناريو في غزة مرة أخرى في لبنان، من خلال الغزو البري والغارات الجوية مدعومة بالدعم الإيراني والبريطاني.

وأضاف أن إيران لن تتخلى عن حزب الله، وخاصة أن قدراته التسليحية أكبر من قدرة حماس بكثير، وإسرائيل تعي جيدا أن الضربات الأولى التي ضربتها في لبنان جعلت حزب الله في زاوية أمام اختيارين، وهما إما أن يرد بهجمات محدودة نوعا ما، لكن إسرائيل ستستغل ذلك وترد بهجمات أكبر وبدعم أمريكي وبريطانيا بشكل أكبر، وستكون المواجهة الحقيقية إذا دخلت إيران في خط المواجهة، وهذا لن يحدث لأن إيران تعي جيدا أن دخولها في مع مواجهة مباشرة سيؤدي لخسائر عديدة لها في ظل الدعم الأمريكي البريطاني لإسرائيل.

وأكد أنه ليس في صالح أي طرف أن تستمر إسرائيل في استخدام نفس السيناريو في لبنان، وضرب العمق اللبناني، والاحتلال يعني أن تكلفة ذلك ستكون كبيرة على الأمن الإسرائيلي والبقاء، مشددًا على أن ذلك كله يهدد بتفجر المنطقة كلها أو تفجر الإقليم، لأن الشرق الأوسط أكبر منطقة في العالم، تشهد بؤر للتوتر وعدم الاستقرار نتيجة وجود أكثر من دولة مصنفة أن فاشلة، وهو ما ينذر بانتشار موجات تهريب السلاح واللاجئين والبؤر الإرهابية.

وشدد على أن استمرار الاقتتال سيؤدي لنتيجة واحدة وهي انتشار عدوى الصراعات المسلحة، ما سيؤدي لحالة التفجر الإقليمي، وهو ما حذرت منه مصر من قبل، ومنذ بدء الأحداث، مشددًا على أن الأمر لن يصل ليكون حرب إقليمية، لكن ستظل هناك بؤر للصراع والتوتر في غزة ولبنان وسوريا واليمن.