الأحد 6 اكتوبر 2024

51 عامًا على انتصار أكتوبر.. الفريق سعد الدين الشاذلي مهندس النصر المجيد

الفريق سعد الدين الشاذلي

تحقيقات6-10-2024 | 09:29

محمود غانم

لم يبرز اسم الفريق سعد الدين الشاذلي، كأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، التي نحتفل اليوم بذكراها الـ51 فقط، بل أحد أبرز رجال العسكرية المصرية في القرن العشرين، إن لم يكن في تاريخها المعاصر، إنه مهندس ذاك النصر العظيم.

الفريق سعد الدين الشاذلي

ولد الفريق سعد محمد الحسيني الشاذلي فى أبريل عام 1922، بقریة شبراتنا مركز بسيون التابع لمحافظة الغربية، سمي "سعد" تيمنًا بالزعيم "سعد زغلول"، وقد اشتهر باسم "سعد الدين".

التحق الشاذلي، بالكلية الحربية عام 1939، ليتخرج منها في العام التالي، تدرج فى الرتب العسكرية حتى عين رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية عام 1971.

كان هناك كثير من العوامل التي جعلته أهل لذاك المنصب، حيث كان مشهودًا له بالكفاءة، التي اكتسبها من دراسته بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في العلوم العسكرية، إلى جانب تاريخه العسكري.

جاء الشاذلي على رأس منصبه في فترة شديد التعقيد، إذ كان العمل يجري على قدم وساق، لكي تنفض مصر عن نفسها آثار نكسة عام 1967، التي تعرضت لها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

بدأ عمله رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، بدارسة إمكانيات القوات المسلحة الفعلية ومقارنتها بالمعلومات المتيسرة عن العدو بهدف الوصول إلى خطة هجومية تتماشى مع إمكانيتنا الفعلية.

 حرب أكتوبر

تحرك الشاذلي، في يوم الجمعة الموافق الخامس من أكتوبر 1973، إلى الجبهة لكى يتأكد بنفسه من التجهيزات وأن كل شيء على ما يرام، يقول فى مذكراته: "دخلت على اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث فوجدته يراجع الكلمة التى سوف يلقيها على جنوده فور بدء القتال فعرضها على وطلب رأيي فيها، فقلت له إن هدير المدافع والرشاشات لن يسمح لأحد بأن يستمع أو ينصت، ثم بعث الله فى ذهني فكرة أن أفضل شيء يمكن أن يبعث الهمم فى نفوس هو نداء الله أكبر، لماذا لا نوزع مكبرات على طول الجبهة وننادى فيها الله أكبر، إن هذه هى أقصر خطبة وأقواها".

ومع بداية حرب السادس من أكتوبر وتمكن قواتنا من العبور، وأصبح لدينا قوات متساوية مع العدو في جبهة القناة، قام الفريق سعد الشاذلي بدوره صباح يوم الثامن من الشهر ذاته، بزيارة الجبهة؛ لمناقشة الموقف على الطبيعة مع القادة الميدانيين.

ويضيف الشاذلي فى مذكراته عن تلك الزيارة:" لقد كان أكثر ما يزعجنى هو موقف الكباري لقد بلغت خسائرنا 3 كباري ثقيلة حوالى 25% مما لدينا، وهذا رقم مقبول لكنى كنت أفكر فيما سيحدث بعد ذلك، ماذا لو ركز العدو مجهود الجوى ومدفعيته على الكباري؟، وهنا برزت فى ذهني فكرة بناء كباري صماء من الرمل والحجارة إن مثل هذه الكباري لا تستطيع الطائرات أن تدمرها بسهولة".

وافق السادات على الفكرة مساء يوم الـ10 أكتوبر، وشرع الشاذلي فى اتخاذ الخطوات التنفيذية، وقد تم الانتهاء من إنشاء تلك الكباري فى ديسمبر 1973.

وفى يوم الـ11من أكتوبر، قرر الشاذلي صرف 10000 لغم مضاد للدبابات فورًا لتعزيز الدفاع فى الجيش الثاني، كما قرر الشاذلي تشكيل قيادة خاصة لتنظيم العبور، وعين اللواء صالح أمين قائدًا للمجموعة التى تعمل فى خدمة الجيش الثاني، بينما عين العميد منير سامى قائدًا للمجموعة التى تعمل فى خدمة الجيش الثالث، ومع كل منهما عدد من الضباط من ذوى الرتب الكبيرة.

ومع اشتداد رحى الحرب، ووصول معلومات باختراق العدو فيما عرف "بالثغرة" صباح يوم الـ16من أكتوبر، عقد مؤتمر بين القيادة؛ لبحث الموقف وعن ذلك يقول الشاذلى:"اتفقت مع الوزير على أن نقوم بتوجيه ضربة قوية ضد العدو صباح يوم الـ17، وبدأنا التشاور على طريقة توجيه هذه الضربة".

 الشاذلي سفيرًا في لندن

وفى ديسمبر 1973، أصدر السادات قرارًا جمهوريًا بتعيين الشاذلي سفيرًا فى وزارة الخارجية، ليكون امتداد لمسؤوليته العسكرية، وبعد ذلك عين الشاذلي سفيرًا بلندن.

وفى عام 2011، وتزامنًا مع أحداث ثورة الـ25 يناير رحل الفريق سعد الدين الشاذلي عن عالمنا عن يناهز 89 عامًا، ومنح وسام "نجمة الشرف العسكرية" بعد رحيله فى نفس العام، وفى العام التالي، منح "قلادة النيل" تقديرًا لدوره التاريخي فى حرب أكتوبر.