الثلاثاء 10 ديسمبر 2024

تحقيقات

51 عامًا على نصر أكتوبر| المشير الجمسي.. الجنرال «النحيف» الذي أرعب العدو

  • 6-10-2024 | 09:19

المشير محمد عبد الغنى الجمسي

طباعة
  • محمود غانم

لا يمكن أن تحل علينا ذكرى حرب السادس من أكتوبر، دون ذكرى المشير عبد الغني الجمسي، الرجل الذي عكف على تحديد ساعة الصفر بمنتهى الدقة، ذو الوقع المهيب على العدو حتى لقبه بالجنرال "النحيف المخيف".

 المشير الجمسي

ولد محمد عبد الغني الجمسي، في التاسع من سبتمبر عام 1921، بقرية البتانون التابعة لمحافظة المنوفية، ومن بين إخوانه كان هو الوحيد الذي حصل على تعليم نظامي.

تخرج الجمسى في الكلية الحربية فى نوفمبر 1939، وأخذ فى تدرج فى رتب العسكرية حتى رقى إلى رتبة مشير عام 1980، وحصل الجمسى على 34 نوطًا وميدالية ووسامًا من مصر والدول العربية والأجنبية كان آخرها "نجمة الشرف العسكرية".

حرب أكتوبر 

في عام 1972، صدر قرار بتعيين الجمسي "رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة"، وفى هذا العام كان قد استقر رأى القيادة المصرية على القيام بعملية هجومية ضد قوات العدو فى سيناء.

وبحكم منصب الجمسي، أسند إليه مهمة اختيار أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية خلال عام 1973، حتى توضع أمام الرئيس محمد أنور السادات ليكون أمامه حرية الاختيار على ضوء الموقف السياسي المناسب.

يقول الجمسي في مذكراته:"وضعنا فى هيئة العمليات هذه الدراسة على ضوء الموقف العسكري للعدو وقواتنا، وفكرة العملية الهجومية المخططة، والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه، وساعات الإظلام وساعات ضوء القمر، والأحوال الجوية، وحالة البحرين الأحمر والمتوسط، التى تحقق أفضل استخدام لقواتنا للقيام بالعملية الهجومية بنجاح وتحقق أسوأ الظروف لإسرائيل".

عملت "هيئة عمليات القوات المسلحة" برئاسة الجمسي، على دارسة كل شهور السنة لإختيار أفضل الشهور لاقتحام القناة على ضوء حالة المد والجزر، واشتملت الدراسة أيضًا على جميع أيام العطلات الرسمية فى إسرائيل بخلاف يوم السبت وهو يوم أجازتهم المعتاد، وتبين أن لهم ثمانية أعياد فى السنة منهم ثلاثة فى أكتوبر 1973.

وخلصت الدراسة إلى أنسب 3 توقيتات، هي: مايو، أغسطس أو سبتمبر، أكتوبر، وكان أفضل تلك التوقيتات هو أكتوبر 1973، حيث أن الظروف الطقس والأحوال الجوية مناسبة للعبور، وهو ما تقرر.

ومع قيام حرب أكتوبر، عمل الجمسي على متابعة تنفيذ المهام من غرفة العمليات، وكان حريصًا على بعث رسائل الطمأنة للقوات، ومع تصاعد وتيرة الأحداث، وإنزال الخسائر والهزائم بالقوات الإسرائيلية المتواجدة فى سيناء، وإجبار قوات الإحتلال على اتخاذ أوضاع دفاعية، ارتأى الجمسي ضرورة استغلال الموقف لتطوير الهجوم شرقًا حتى يحرم العدو من مواقعه أمام قوات الجيش.

 المفاوضات مع العدو

ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين مصر وإسرائيل، أطلقت أمريكا مبادرة تقترح بأن يتم عقد اجتماع عسكرى بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية؛ لبحث المشاكل العسكرية بمنطقة الكليومتر 101، وقد وافقا الطرفين على ذلك.

تحدد الاجتماع يوم 28 أكتوبر، وقد اختير الجمسي رئيسًا للوفد العسكرى المصرى، وعن ذلك يقول الجمسى:"اعترضت على تعييني للقيام بهذه المهمة، لأنى لا أريدها ولا أرغب فى تنفيذها، فقد أمضيت حياتى العسكرية كلها فى حرب ضد إسرائيل".

ويرجع سبب اختيار الجمسى، للقيام بهذه المهمة حكم منصبه "رئيس هيئة العمليات" فكان على دراية تامة بأوضاع القوات المصرية وأوضاع قوات العدو، وعلى رغم من عقد 10 اجتماعات متتالية بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية إلا أن جميعها لم تحقق أى نجاح يذكر.

في هذه الأثناء، عين الجمسى رئيسا لهيئة أركان القوات المسلحة خلفًا للفريق سعد الدين الشاذلى، وبدوره قام بتوقيع اتفاقية "فك الاشتباك" فى يناير 1974، مع الجنرال اليعازار رئيس أركان القوات الإسرائيلية آنذاك، وخلال المفاوضات أطلقت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل لقب الجنرال "النحيف المخيف" على الجمسى.

وفى نفس العام، عين الجمسى وزيرًا للحربية، ثم عين نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للحربية والإنتاج الحربى والقائد العام للقوات المسلحة فى 1975، كما عين مستشارًا عسكريًا لرئيس الجمهورية فى 1978 ثم رقى إلى رتبة مشير شرفيًا فى 1980.

وفى عام 2003، رحل المشير محمد عبد الغنى الجمسى عن عالمنا، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز  82 عامًا، بعد أن سطر فيها اسمه كواحد من أشهر رجال العسكرية المصرية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة