الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

51 عامًا على انتصار أكتوبر| المشير «أبو غزالة».. قائد المدفعية الذي أذل العدو

  • 6-10-2024 | 12:25

المشير أبوغزالة

طباعة
  • محمود غانم

في أوقات المحن تبرز معادن الرجال، وقد ساهمت حرب السادس من أكتوبر 1973، التي نحتفل اليوم بذكراها الـ51، في لمعان نجم العديد من الأبطال، الذي يأتي في مقدمتهم المشير محمد أبوغزالة، وذلك نظرًا لملاحم كثيرة خاضها ضد العدو الإسرائيلي في خضم حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر المجيد، حيث كان قائد المدفعية، الذي أدى دوره على الوجه الأكمل.

ولعل خير ما يشهد لرجل، قول الرئيس محمد أنور السادات:" لقد أدت المدفعية المصرية دورها فى حرب الـ10 من رمضان، وكما أدته فى جميع المعارك التى خاضتها فى ماضيها وحاضرها، على أكمل ما يكون الأداء".

 المشير أبوغزالة

ولد المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة فى الأول من يناير 1930 بقرية زهور الأمراء، مركز الدلنجات، محافظة البحيرة. حصل على المركز الـ13 فى الشهادة الثانوية العامة "التوجيهية وقتها"، في مـصـر متفوقًا على أقرانه في مواد الرياضيات واللغة العربية واللغة الإنجليزية، ليلتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها أول فبراير عام 1949، اختار سلاح المدفعية الذى يناسب قدراته وحبه لمادة الرياضيات وانضم إليه.

شارك فى حرب فلسطين عام 1948، في نهايتها قبل الهدنة بأيام قليلة، ثم سافر في بعثة دراسية عسكرية إلى موسكو عام 1957، وعاد عام 1961 ليعمل فى فرع التعليم بمعهد المدفعية، ثم تولى رئاسة هذا الفرع خلال حرب يونيو 1967، لم يشترك فى حرب يونيو 1967، لكنه شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، وأبلى بلاء حسنًا، وفق ما أوردته الباحثة أميرة فكري، في كتاب "المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة.. مسيرة حياة".

 حرب أكتوبر

في حرب السادس من أكتوبر 1973، كان "أبوغزالة" يحمل رتبة عميد وقائدًا على مدفعية الجيش الثانى الميدانى، وفي ذلك اليوم وتحديدًا حين أشارت الساعة إلى الثانية ظهرًا وخمس دقائق، أصدر الأمر بالضرب فانهالت آلاف المدافع بالضرب على نقاط العدو الحصينة، ونتيجة لذلك جرى إسكات 90 بالمائة من بطاريات مدفعية العدو ولم تتمكن من إنتاج أى نيران مؤثرة على قواتنا، حيث بلغ وزن الدانات التى أطلقت فى التمهيد النيرانى من المدفعية 3 مليون كجم.

وفي هذا الشأن، يقول أبوغزالة فى كتابه "وانطلقت المدافع عند الظهر": "أنشاء العدو عدد كبيرًا من السواتر الترابية أطلقنا عليها مصاطب وصل من 1 إلى 10، وذلك على أعماق مختلفة على جميع المحاور المحتمل أن تعمل عليها قواتنا".

ويتابع أبوغزالة:"السيطرة على هذه المصاطب وحرمان العدو من استخدامها دفعت مجموعات اقتناص دبابات مسلحة بالقواذف الصاروخية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات التى يحملها جنود من المدفعية على الظهر وألغام مضادة للدبابات وقنابل مضادة للدبابات، وكانت مهمة هذه المجموعات اقتحام القناة مع بداية التمهيد النيرانى والوصول إلى السواتر واحتلالها وصد أى هجمات مضادة لاحتياطات العدو".

ويذكر عن يوم الـ19 أكتوبر 1973، الذي شهد ضغط بواسطة العدو على الفرقة 19مشاة؛ لأنها تعرضت لاختراق من جانب إسرائيل:"كان بينى وبين قائد مدفعية هذه الفرقة اللواء عبد العزيز الجوهرى اتصال لاسلكى مفتوح استطاع من خلاله أن يحدد لى وصفًا للإقتحام الإسرائيلي الذى كان يتم بدبابات عددها كبير، وكان على قائد هذه الفرقة أن يحدد لى لحظة إطلاقى النيران على هذه الدبابات... وفجأة انقطع الاتصال بينى وبين قائد الفرقة يمكن دقيقة ولكن مرت كسنة، خيل لى أن الموقع قد سقط وأن من فيه قد ماتوا أو انتهوا ومع مرور ثوانى دون أن أسمع صوت قررت المغامرة وأصدرت الأمر إلى 250 مدفع كانت تحت قيادتى أن توجه طلقاتها إلى موقع لا يتجاوز عرضه 6 كليوامترات وفى لحظة إطلاق النار عاد الاتصال وسمعت صوت الجوهرى يقول لى اضرب يافندم".

 أبوغزالة قائدًا للجيش

وعقب حرب أكتوبر، حصل أبوغزالة على "نجمة الشرف" ورقى إلى رتبة لواء وعين رئيسًا لأركان مدفعية القوات المسلحة، وفى عام 1980صدر قرارًا جمهوريًا بتعين أبوغزالة رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة مع ترقيته إلى رتبة الفريق.

وفى عام 1981، عين أبوغزالة قائدًا عامًا للقوات المسلحة، بعد أن لقى الفريق أحمد بدوى وزير الدفاع آنذاك وعدد من كبار قادة القوات المسلحة حتفهم إثر تحطم الطائرة التى تقلهم.

وفى عام 2008، فاضت روح أبوغزالة إلى بارئها عن عمر يناهز 78 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان.

الاكثر قراءة