الإثنين 7 اكتوبر 2024

يرجع إلى مليون سنة.. اكتشاف تحف أثرية في موقع سيرينجيتي بتنزانيا

موقع سيرينجيتي بتنزانيا

ثقافة7-10-2024 | 00:22

إسلام علي

استطاع علماء الآثار البولنديون في منتزه سيرينجيتي الوطني بتانزانيا تحديد أكثر من 30 موقعًا أثريًا مهمًا.

لاحظ العلماء رسوم صخرية غير معروفة سابقًا، وقطع فخارية، وأدوات حجرية، ويُعد هذا المشروع البحثي هو الأول من نوعه لبولندا في هذه المنطقة.

 

موقع سيرينجيتي

تعتبر حديقة سيرينجيتي الوطنية أكبر منطقة محمية في العالم، وتقع على هضبة بين بحيرة فيكتوريا والحافة الغربية لوادي ريفت، وهي مهد البشرية.

تبعد الحديقة بضع عشرات من الكيلومترات عن مضيق أولدوفاي الشهير، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز المواقع الأثرية عالميًا، حيث وُجدت آثار لوجود البشر وأشباه البشر تعود إلى فترة تتراوح بين 2.6 و1.7 مليون سنة.

 

أشارت الدراسات الأثرية الأولية التي أُجريت قبل نحو 40 عامًا تحت إشراف الباحث الأمريكي البروفيسور جون باور، وقبل 20 عامًا بقيادة البروفيسور أوداكس مابولا، إلى الإمكانيات العلمية الكبيرة التي تحملها سيرينجيتي، خاصة فيما يتعلق بالعصر الحجري القديم

 

تركزت اهتمامات علماء الآثار في السنوات الأخيرة على مناطق آسيا وأمريكا، مما أدى إلى تراجع الاهتمام العلمي بهذا الجزء من إفريقيا.

 

إحياء التنقيبات الأثرية في القارة السمراء

قررت مجموعة من العلماء البولنديين إحياء البحث في أفريقيا، حيث تقود الدكتورة مارتا أوسيبينسكا من جامعة فروتسواف، والدكتور بيوتر أوسيبينسكي من معهد الآثار والإثنولوجيا في الأكاديمية البولندية للعلوم، أول مشروع بحثي بولندي في سيرينجيتي.

 

يركز الباحثون على العصر الحجري المتأخر والمتوسط، وهو العصر الذي شهد ظهور الإنسان الحديث، وفي أغسطس الماضي، أتموا المرحلة الأولى من دراستهم.

 

وتوضح الدكتورة أوسيبينسكا قائلة: "لم يتطور الإنسان في السافانا الشرقية الإفريقية فحسب، بل كانت دائمًا منطقة غنية بالموارد ومواتية للعيش، لذا فإن سيرينجيتي تعد منطقة تاريخية مهمة لم تُدرس بشكل كافٍ".

 

تتمثل المهمة الأولى للباحثين في إعداد خريطة شاملة للمواقع الأثرية في سيرينجيتي، حيث لم يُعد أي خريطة توثق هذه الآثار حتى الآن، وكان البروفيسور أوداكس مابولا هو الوحيد الذي يملك المعلومات المتعلقة بمواقع الآثار وتسلسلها الزمني.

 

خلال الموسم الأول من البحث، استهدف الباحثون المواقع الأثرية في الجزء الجنوبي من الحديقة، حيث عثروا على لوحات فنية غير معروفة سابقًا، وكمية كبيرة من عظام الحيوانات، مما يشير إلى أنها كانت تستخدم كملاجئ، في أحد المواقع، اكتشف العلماء بقايا هيكل عظمي بشري، مما يدل على إمكانية ارتباط هذا المكان بمقابر الرعاة القدماء.

 

خلال هذا البحث، تم تحديد 30 موقعًا أثريًا ذا إمكانيات علمية، وتم التحقق من أماكن أخرى يُحتمل أن تكون ذات قيمة أثرية، ومن بين هذه المواقع، بعض المعسكرات السياحية الحديثة التي غطت ممراتها بمواد مأخوذة من المواقع الأثرية.

 

على الرغم من القوانين التنزانية التي تتطلب التنقيب الأثري قبل الاستثمارات، فإن هذه القوانين لم تُطبق بشكل فعال، مما أدى إلى تدمير بعض المواقع الأثرية.

 

وبفضل معرفة البروفيسور أوداكس مابولا، تمكن العلماء البولنديون أيضًا من التحقق من موقع لويانجالاني الأثري المعروف، حيث تم تحديد موقعه الحقيقي بعد سنوات من عدم التأكد من مكانه.

 

أجرى الباحثون حفريات عميقة في الموقع واستخدموا تقنيات لتأريخ العينات، ومن المتوقع أن تظهر نتائج الأبحاث بحلول نهاية العام، وفي الموسم المقبل، سيحصل الباحثون على قاعدة دائمة في سيرينجيتي، مما يسهل الوصول إلى جميع المواقع، وذلك طبقا لما ذكره الموقع الرسمي للبحوث العلمية ببولندا Science in Poland.