تمثل حرب أكتوبر لحظة فارقة في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تعرضت إسرائيل لمفاجأة استراتيجية وتكتيكية كبرى على جبهتي سيناء والجولان، مما زعزع ثقة الإسرائيليين في جيشهم وجهاز مخابراتهم الذي اعتبروه الأقدر في العالم في شؤون الشرق الأوسط.
نجحت مصر وسوريا في تحقيق هذه المفاجأة أدهش العالم، وكان بمثابة ضربة قوية لإسرائيل، التي اضطرت للانسحاب من مواقعها الأمامية.
مذكرات جمال حماد
في هذا السياق، أصدر اللواء جمال حماد كتابه "المعارك الحربية على الجبهة المصرية"، الذي يُعد مرجعًا مهمًا يوثق تفاصيل المعارك بعيدًا عن التحيز، ويحلل أحداثها بفنية وصدق، يتناول الكتاب، المكون من 14 فصلًا وسبعة ملاحق، تفاصيل مهمة مدعومة بصور نادرة لقادة الحرب وأسلحتها.
أوضح حماد في كتابه أن اقتحام قناة السويس، وهو أعقد مانع مائي في العالم، لم يكن يسيرًا، فقد شاركت خمس فرق مشاة، تضم نحو 80 ألف جندي، في العبور على طول 160 كيلومترًا خلال ساعات قليلة، مستخدمين المعابر التي أعدها سلاح المهندسين لهم.
وكان لضباط وجنود 35 كتيبة من المهندسين الدور الأكبر في تحقيق هذا الإنجاز، رغم تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان التي قللت من قدرة المصريين على عبور القناة.
كما تحدث اللواء جمال علي، مدير سلاح المهندسين خلال الحرب، عن التحديات التي واجهت المصريين، مشيرًا إلى تصريحات كبار الخبراء السوفييت بأن الساتر الترابي على الشاطئ الشرقي للقناة يحتاج إلى قنبلة ذرية لفتحه، لكن عبقرية المهندسين المصريين تغلبت على هذه الصعوبات بفضل المثابرة والابتكار.
تناول اللواء جمال حماد أيضًا تفاصيل المعارك المرتبطة بمحاولات العبور الإسرائيلية للضفة الغربية للقناة والمقاومة المصرية الشرسة، وخصص الفصل العاشر من الكتاب للحديث عن خطة "شامل" الهجومية التي كانت تهدف إلى سحق القوات الإسرائيلية المتواجدة غرب القناة، قبل أن يتم إيقافها بعد اتفاقية فصل القوات بين مصر وإسرائيل في يناير 1974.
مذكرات الجمسي
في سياق آخر، تحدث المشير الجمسي في كتابه "يوميات مقاتل في حرب 1973"، الذي يعد مصدرًا هامًا لتوثيق تلك الحقبة، ويقدم الكتاب السيرة الذاتية للجمسي، قائد العمليات خلال حرب أكتوبر، ويوضح مسيرته العسكرية ومشاركته المباشرة في الأحداث التي شكلت نقطة تحول في تاريخ المنطقة.
من جهة أخرى، عرض الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر، في مذكراته "مذكرات حرب أكتوبر" تفاصيل التخطيط والإعداد العسكري للمعركة.
تناول الشاذلي استراتيجية المفاجأة التي اعتمدت عليها القيادة المصرية لتحقيق النصر، مشيرًا إلى دور التعاون مع القوات السورية وتأثير توقيت الهجوم الذي صادف عيد الغفران الإسرائيلي.
تناولت مذكرات الشاذلي أيضًا التحديات التي واجهت الجيش المصري في ظل التفوق العسكري الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة، وكيف نجحت القيادة المصرية في استخدام عنصر المفاجأة لتجاوز خط بارليف.