تُعد قصيدة «ماذا شجاك بحوارين من طلل»، للشاعر كلثوم العتابي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «كلثوم العتابي» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «ماذا شجاك بحوارين من طلل».
وتعتبر قصيدة «ماذا شجاك بحوارين من طلل»، من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 16 بيتًا، علاوة على تميز شعر كلثوم العتابي، بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
نص قصيدة «ماذا شجاك بحوارين من طلل»:
ماذا شجاك بحوارين من طلل
ودمنة كشفت عنها الأعاصير
شجاك حتى ضمير القلب مشترك
والعين إنسانها بالماء مغمور
لبست ادرية النوار من طلل
وزلت اخضر تعلوك الازاهير
في ناظري انقباض عن جفونهما
وفي الجفون عن الآماق تقصير
لو كنت تدرين ماشوقى اذا جعلت
تنأى بنا ويل الاوطان والدور
علمت ان سرنى ليلى ومطلعى
من بيت نجران والغورين تغوير
اذا الركائب مخسوف نواظرها
كما تضمنت الدهر القوارير
نادتك أرحامنا اللاتى تمت بها
كما تنادى خلاء الجلة الخور
مستنبط عزمات القلب من فكر
مابينهن وبين الله معمور
فت المدائح إلا أن انفسنا
مستنطقات بما تحوى الضمائر
ماذا عسى مادح يثنى عليك وقد
ناداك في الوحى تقديس وتطهير
في عترة لم تقم إلا بطاعتهم
من الكتاب ولم تقض المشاعير
أن كان منا ذوو إفك ومارقة
وعصبة دينها العدوان والزور
فان منا الذى لايستحث اذا
حث الجياد وجازتها المضامير
ومن عرائقه السفاح عندكم
مجرب من بلاء الصدق مخبور
الآن قد بعدت في خطو طاعتكم
خطاهم حيث يحتل العشامير