كتب- مروة الشافعى وعلا على عمر
تصوير: مؤمن سمير
تعد صناعة «صباغة الخيوط» إحدى المهن القديمة التي تُكرس لصباغة (الخيوط، الأقمشة، السجاد، المناشف)، وهى أقل تكلفةً من صباغة الخام أو الأشرطة الصوفية أو حبال الألياف.
ففى إحدى شوارع القاهرة الكبرى خاصة «الجمالية» التي تعد من أكبر وأهم المناطق في هذه الصناعة وتعتبر عاصمتها التى كادت على وشك الانقراض، «وجدت مبنًا متهالكًا بداخله معدات بدائية الصنع، يعمل بها رجلٌ ونجله في هذا المجال»، ورصدنا المراحل التي تمر بها تلك الصباغة، خلال الجولة التي أجرتها «الهلال تي في».
- مراحل «صباغة الخيوط» (تعرف عليها)
في البداية؛ روى «عاطف الزعبلاوى» مراحل مهنته التى ورثها أبًا عن جد منذ 50 عامًا، بدايةً من جلب الخيوط (قطن أو حرير) وتمريرهما في ماكينة الصباغة وعصرها جيدًا حتى تعرضها للشمس لتهويتها جيدًا.
- «صباغة الخيوط» على وشك الانقراض.. والسبب مفاجأة
وقال «الزعبلاوى» إنها مهنة كادت أن تنقرض، وذلك لإهمال الحكومة لمصانع الغزل والنسيج لفترات طويلة واعتمادها على الصناعة المستوردة من الخارج بشكل أساسى، قائلًا: «المهنة لو الدولة اهتمت بها ستنعش الاقتصاد المصرى وستكون من أول الدول المصدرة لها».
- «الجمالية» عاصمة صباغة «الخيوط».. الحقيقة المُرة
وأوضح «الزعبلاوى» أن الجمالية كان يوجد فيها 150 مصبغة للخيوط، أما الآن فلا يوجد سوى مصبغتين فقط، وعن الماكينات الحديثة رد قائلا: «لم تتمكن من استخراج المنتج كالماكينة بدائية الصنع»، مشيرًا إلى استخراجهم نفس اللون المطلوب بخلاف المصانع وأى مكان آخر.
- بعد تصديره لدول العالم.. اعرف تصنيف مصر في صباغة «الخيوط» الآن
وعن تاريخ مهنة صباغة الخيوط، أشار «الزعبلاوى» إلى أن هذه المهنة ترجع إلى آلاف السنين (عهد الفراعنة)، موضحًا أنه في عهد «الملك فاروق» كانت مصر الدولة الوحيدة التي تصدر القطن للعالم أجمع، ولكن الآن أصبحنا من أواخر الدول في تصديره.
- عامل بـ«صباغة الخيوط»: «بصرف على الخامات أكثر ما بكسب»
كما أعرب أحد العاملين في مهنة «صباغة الخيوط» من عشرات السنين، عن استياءه وحزنه الشديد لما تحتاجه المهنة الآن من مصاريف باهظة تجعله ينفق عليها أكثر ما يأخذ منها، قائلًا: «الحاجات اللى بجيبها زادت أضعاف الأضعاف وبقيت بصرف على المهنة من جيبى».
- عامل بصباغة «الخيوط» يطالب «الحكومة» بالتدخل لانتعاش المهنة من جديد
وطالب «الزعبلاوى» في نهاية حديثه؛ الحكومة بضرورة الاهتمام بمهنة صباغة الخيوط وعودة تشغيل المصابغ المغلقة وتحريك عجلة الإنتاج وتشجيع الصناعة المصرية لانتعاشها وسط المهن المختلفة وتقدم مصر في شتى المجالات بكافة أنواعها.
شاهد الفيديو..