الأحد 13 اكتوبر 2024

بين هاريس وترامب.. هل يعيد صراع الشرق الأوسط رسم خريطة الانتخابات الأمريكية؟

ترامب وهاريس أثناء المناظرة

تحقيقات11-10-2024 | 16:09

محمود غانم

ألقى الصراع الدائر في الشرق الأوسط، منذ عام، بظلاله على الاستعدادات الجارية للانتخابات الأمريكية، المقرر لها في الخامس من نوفمبر المقبل، لا سيما فيما يتعلق بنائبة الرئيس، والمرشحة الديمقراطية كاملا هاريس، التي مازالت جزءا لا يتجزأ من إدارة الرئيس جو بايدن.

صراع الشرق الأوسط يلقي بظلاله على الانتخابات الأمريكية 

وبشكل واضح لن يؤثر الصراع الدائر في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في قطاع غزة، على معظم الناخبين الأمريكيين، لأن ما يعنيهم هو القضايا التي ستؤثر عليهم مباشرة، أو بمعنى آخر القضايا الأقرب إلى المنزل، وفق مراقبين.

ولا يعني ذلك أن الصراع لن يؤثر على نتائج الانتخابات، بل سيكون له تأثير محوري، بل وربما يعيد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مرة أخرى إلى البيت الأبيض.

ولكي تتضح الصورة، فقد أدى الدعم اللامحدود، الذي قدمته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإسرائيل على مدى عام كامل، إلى انخفاض ثقة الأمريكيين العرب والمسلمين بالمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، التي فشلت حتى في إقناعهم أنها قد تحمل تغييرًا ولو طفيف في سياسة البيت الأبيض نحو إسرائيل.

وهُنا تظهر المعضلة، لأن تلك الأصوات أحد الركائز التي يعتمد عليه الحزب الديمقراطي، أمام منافسه الجمهوري، وبرغم من أن تلك الأصوات ليست بالقوة التي توصل إلي البيت الأبيض، لكنها في الوقت نفسه، قد تؤدي بشكل غير مباشر إلى حرمان المرشح من المكتب البيضاوي.

وحتى تتبين الصورة بشكل أكثر، فإن تفوق هاريس في استطلاعات الرأي، لن يكفل لها تحقيق الفوز على المرشح الجمهوري، وذلك استنادًا إلى النظام الإنتخابي القائم في البلاد، الذي يعتمد على تصويت المجمع الانتخابي.

وهنا يشار إلى أن الناخبين المسلمين يتوزعون في ولايات تحظى بأهمية كبيرة في المجمع الانتخابي، الذي له كلمة الفصل في من سيفوز بالبيت الأبيض، وذلك دفع هاريس إلى بذل محاولات عديدة في سبيل استعادة تأييد هؤلاء الغاضبين من الدعم الأميركي لإسرائيل.

 تراجع الدعم

وبات جليًا في الآونة الأخيرة تراجع الدعم من حول هاريس، حيث أظهرت نتائج استطلاع رأي جديد أجرته رويترز/إبسوس أنها تقدمت على ترامب بفارق 3 نقاط مئوية، بنسبة 46 بالمائة مقابل 43 بالمائة.

وتلك النتائج تعد انتكاسة أخرى لـ هاريس، حيث أظهر استطلاع سابق أصدرته الجهة نفسها في الفترة من 20 إلى 23 سبتمبر، تقدمها بفارق 6 نقاط، أي أنها خسرت دعم بقدر 3 نقاط، في فترة قصيرة.

ومن جهتهم، يحذر بعض الديمقراطيين من أن الناخبين المسلمين والعرب ينأون عن مرشحتهم، وذلك قبل أيام من دخول السباق الإنتخابي محطته الأخيرة، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وفي الوقت نفسه، تؤكد صحيفة "نيويورك تايمز" على وجود مؤشرات قد تحرم هاريس من بعض الأصوات المهمة في أوساط المسلمين، جراء غضبهم من الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل.

وعلى النحو ذاته، يؤكد موقع "المونيتور" الأمريكي، أن هناك انقسامًا كبيرًا بين الناخبين العرب في دعمهم للديمقراطيين والجمهوريين، ولكن السياسات الأمريكية المتعلقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يمكن أن تؤثر في توجهاتهم، استنادًا لاستطلاع جديد من المعهد العربي الأمريكي.

ووفقًا لهذا الاستطلاع، فإن ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس متعادلان تقريبًا بين الناخبين الأمريكيين العرب، بنسبة 42 بالمائة إلى 41 بالمائة على التوالي.

 لكن هذا الانقسام المتقارب بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري قد يكون حاسمًا في الولايات المتأرجحة الرئيسية، مثل: ميشيجان، التي تضم نحو 400 ألف أمريكي عربي وبنسلفانيا، التي تضم نحو 127 ألفًا.

أبعد من ذلك، من الممكن أن يبتعد الناخبون العرب عن الأحزاب الرئيسية لصالح مرشح ثالث، وذلك بالنظر إلى ما أظهره استطلاع لجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية، حيث أشار إلى أن جيل ستاين المرشحة من حزب الخضر قد تحصل على 45 بالمائة من أصوات الأمريكيين العرب، ثم هاريس بنسبة 27.5 بالمائة.