أكد الدكتور حسام فيصل الرئيس الإقليمي لوحدة الصحة والكوارث والأزمات بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تأمين أي ممرات آمنة في جنوب لبنان لإخراج المصابين والضحايا من هذه المناطق التي أصبحت ساحات معارك أصبح معقد جدا، حيث إنه لا يمكن التنبأ بعدد المصابين ولا أماكنهم ما يعجل من سرعة التنسيق لتحريك الفرق للمناطق المتضررة ضرورة لإنقاذ حياة المواطنين.
وقال فيصل - في مداخلة لقناة العربية "الحدث" الإخبارية - "إن ضمان الوصول الآمن لفرق وطواقم الإسعاف هو موضوع شائك ويواجه صعوبة لوجيستية في بعض المناطق"، مشيرا إلى أنه لنضمن إنقاذ الحياة يجب أن نضمن سلامة العاملين ومسعفي الصليب الأحمر اللبناني؛ حيث إن الصليب الأحمر اللبناني نقل ما يزيد عن 450 مهمة إسعاف منقذة للحياة خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط.
وأضاف أن اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر تعمل بالتنسيق مع قوات اليونيفيل من أجل تأمين سلامة العاملين في المجال الإسعافي حتى يتمكنوا من تنفيذ مهامهم بإخلاء المصابين والضحايا، منوها بأن الوضع في بيروت أصبح صعبا جدا وصعوبة الوصول للمناطق المتضررة هو التحدي الأول بالنسبة لنا بالإضافة إلى نقص الموارد المالية واللوجيستية لضمان عمليات الاستجابة.
وأوضح أن عمليات الاستجابة للكوارث متعددة الضحايا يكون ضمن خطط طوارئ مجهزة لتفعيل المستشفيات والمناطق القريبة، ولكن لا يوجد مستشفى واحد قادر على التعامل مع هذا العدد الكبير من المصابين في نفس الوقت ويستدعي ذلك طواقم وموارد إضافية مع الوضع في الاعتبار أن البنية الصحية في لبنان قد تضررت عبر السنوات الماضية بسبب العديد من الأزمات التي واجهتها.
وأشار إلى أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر أسهم بدعم الصليب الأحمر اللبناني لتوفير المواد الطبية الطارئة لتمكين زيادة العمليات الجراحية والخدمات المنقذة للحياة؛ حيث تم إرسال ما يزيد عن 24 سيارة إسعاف إضافية لدعم عمليات الإسعاف والإنقاذ، منوها بأنه حتى الآن كمية التمويل الموجود لا يزيد عن 12% من حجم التمويل المطلوب لذلك هناك حاجة لمساعدة دولية بالحجم المطلوب.
وكان الصليب الأحمر اللبناني قد أعلن أن عمليات إجلاء المصابين والضحايا عند الخط الأزرق جنوب لبنان أصبحت صعبة ودقيقة جدا لصعوبة الدخول إلى بعض النقاط بسبب إغلاق الطرق، كما أن مهمة الإجلاء ازدادت تعقيدا مع خروج غالبية المستشفيات عن الخدمة وتحول هذه المناطق إلى ساحات معارك، فيما تواصل فرق إسعاف الصليب الأحمر إنجاز مهامها بالتنسبق مع قوات اليونيفيل ولكن في ظروف صعبة جدا نظرا إلى القصف العنيف.