الثلاثاء 15 اكتوبر 2024

استراتيجية توطين المشروعات في سلطنة عُمان تؤتي ثمارها تناغماً مع مستهدفات

بدء الأعمال الإنشائية للمنطقة الحرة بمطار مسقط

عرب وعالم15-10-2024 | 16:42

دار الهلال

منذ انطلاق أعمالها في يناير 2023، تواصل صالة "استثمر في عُمان" الواجهة الرسمية للاستثمار في سلطنة عُمان جهودها، بهدف تعزيز بيئة الاستثمار، إذ تقدم الصالة فرصًا استثمارية متكاملة ومدروسة كما تعرض الصالة الفرص الاستثمارية في جميع القطاعات المرتبطة بالحوافز والتسهيلات المقدمة للمستثمرين، وتسهم صالة استثمر في عُمان في تعزيز مبدأ تكامل الأدوار مع الشركاء والسعي لتقديم خدمات تسهيل الاستثمار بكفاءة وفاعلية.

كما تقوم الصالة بعرض الفرص الاستثمارية وشرح مسارات توطين الفرص، وتعريف المستثمر ببيئة الاستثمار في سلطنة عُمان والتسهيلات والخدمات المقدمة، وإيضاح وشرح رحلة الاستثمار في جميع القطاعات المستهدفة، وكذلك تحديد المدد الزمنية المتوقعة لاكتمال توطين المشاريع، بالإضافة إلى ضمان سير رحلة المستثمر بما يتوافق مع دليل الخدمات الحكومية الموحدة واتفاقية مستوى الخدمة مع الجهات الحكومية، ورفع التحديات التي تواجه المستثمرين واقتراح الحلول المناسبة لها.

29 مشروعاً استثماريًّا بقيمة 1.2 مليار ريال عُماني

بلغ عدد المشاريع الاستثمارية التي وطنتها صالة استثمر في عُمان حتى الآن 29 مشروعًا استثماريًّا بقيمة 1.2 مليار ريال عُماني لتشكل محطة متكاملة لجذب المستثمرين من أصحاب رؤوس الأموال وشركات ومؤسسات تمويل تنموي وصناديق وغيرها؛ من أجل الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية النوعية التي تتجه سلطنة عُمان لتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر فيها، بالتناغم مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040".

وتتوفر في الصالة - التي تعمل تحت مظلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار - الكثير من الممكنات التي تسهل على المستثمر الأجنبي التعرف على حوافز استثمارية نوعية، وكفاءة عالية في البنى الأساسية، ووفرة للمهارات البشرية المؤهلة القادرة على تمكين المشاريع النوعية في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتقنية والابتكار والسياحة والاقتصاد الدائري والتعدين والأمن الغذائي وغيرها.

جلب العديد من الاستثمارات

قالت حفصة بنت سالم الراشدية، مديرة علاقات المستثمرين بصالة استثمر في عمان: "إن الصالة أسهمت في جلب العديد من الاستثمارات، تصدرتها الاستثمارات في القطاع الصناعي يليه قطاعي الطاقة المتجددة والصحة، كما لها دور حيوي في تمكين استثمارات كبرى من شركات عقارية محلية وعالمية مرموقة لتطوير مدينة السلطان هيثم بالتعاون مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني حيث بلغ حجم هذه الاستثمارات 439 مليون ريال عُماني".

وأوضحت أن أبرز المشاريع التي تم توطينها في القطاع الصناعي مشروع مصنع البولي سيليكون في المنطقة الحرة بصحار بمحافظة شمال الباطنة باستثمار يفوق 520 مليون ريال عُماني، الذي يتوقع افتتاحه خلال عام 2025.

وتجمع صالة استثمر في عُمان تحت مظلتها 15 ممثلا من مؤسسات حكومية مختلفة ليكونوا حلقة وصل بين صالة استثمر في عُمان والجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة بالاستثمار، وأوضحت، أن صالة استثمر في عُمان عملت على توفير مناخ متكامل لاستقطاب المشاريع الاستثمارية ورجال الأعمال والشركات عبر فرق عملها المتكاملة والخدمات، وكذلك عبر البرامج والمبادرات التي أطلقتها بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص.ويبلغ عدد المشاريع ذات التعاقدات التجارية المعتمدة 3 مشاريع بقيمة استثمارية تبلغ 2 مليار ريال عُماني.

سلطنة عُمان واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية عالميًّا

من جهتها أوضحت رباب بنت مصطفى اللواتية، مديرة فريق التفاوض الوطني في صالة استثمر في عُمان، أن الصالة ستعمل على مواصلة دورها الاستراتيجي في تطوير خدماتها للمستثمرين، لجعل سلطنة عُمان واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية عالميًّا؛ بهدف مواصلة توسيع نطاق الاستثمار الأجنبي والتركيز على القطاعات ذات الاتجاه الذي يتماشى مع التحولات الاقتصادية العالمية مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والسياحة المستدامة، كما ستقوم فرق العمل الفنية المتخصصة بدراسة وتقييم الاستثمارات الواردة بناء على تأثيرها الاقتصادي والسعي لتحقيق توازن بين قيمتها الاستثمارية وقيمتها المضافة للاقتصاد الوطني.

كما ستواصل الصالة تعزيز علاقات المستثمرين واتباع نهج حديث واستباقي لعرض الفرص الاستثمارية على المستوى الدولي، ونسعى للاستفادة من المنصات الرقمية العالمية في تطوير الخدمات المقدمة لتتناسب مع تلك المعمول بها عالميًّا، وكذلك ستركز على منتديات الاستثمار العالمية لوضع سلطنة عُمان وجهة استثمارية واعدة ومفضلة للمستثمرين، وتسليط الضوء على العروض والمزايا التنافسية والفريدة التي تقدمها سلطنة عُمان لمجتمع الأعمال والاستثمار تماشيا وتحقيقا لـ"رؤية عُمان 2040".

إنشاء مدينة صناعية متكاملة

واستمراراً لذات الاستراتيجية العُمانية نحو توطين المشروعات الاستثمارية والتنموية، بدأت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" العمل على مشروع إنشاء مدينة صناعية متكاملة بكلّ خدمات البنية الأساسية في ولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة، استكمالًا لدورها في الإسهام بتطوير القطاع الصناعي في مختلف محافظات سلطنة عُمان وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة الحقيقية في التنمية الاقتصادية.

أكد حمود بن عبد الله البلوشي مساعد مدير عام مدينة السويق الصناعية، أن إنشاء أي مدينة صناعية في سلطنة عُمان يأتي لتحقيق مجموعة من الأهداف أبرزها تعزيز الاقتصاد والقدرة التنافسية وقطاع الصناعة وتوفير فرص العمل وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية وتوطين الصناعات القائمة على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وزيادة القاعدة الإنتاجية وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

قيمة مضافة للاقتصاد العُماني

وأضاف مساعد مدير عام مدينة السويق الصناعية أن اختيار "مدائن" لإقامة مدينة صناعية جديدة في ولاية السويق يأتي بعد قيامها بدراسة متكاملة تراعي الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، حيث تتوسط ولاية السويق المسافة بين محافظتي مسقط وشمال الباطنة، وتعد أحد المراكز المهمة للنشاط الاقتصادي، ليجعل منها موقعًا استراتيجيًّا وحيويًّا ومطلًّا على سواحل بحر عُمان بما في ذلك ميناء السويق الذي يعمل على تحقيق التكامل مع الموانئ الرئيسة الأخرى في سلطنة عُمان ويشكل قيمة مضافة للمدينة الصناعية من خلال الاستفادة من الإمكانات التي يتمتع بها قطاع النقل البحري اللوجيستي.

منطقة حرة بمطار مسقط

كما بدأت مجموعة أسياد في تنفيذ الأعمال الإنشائية للمنطقة الحرة بمطار مسقط، إيذانًا بانطلاق المرحلة الأولى من المشروع الذي يُعد إضافة نوعية للبنية الأساسية للمنطقة، ويهدف إلى تعزيز مكانتها باعتبارها مركزًا عالميًّا للأعمال والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

يهدف المشروع إلى توفير بيئة عمل حديثة وجاذبة تسهم في استقطاب الشركات العالمية والإقليمية والمؤسسات المالية وشركات التجارة العامة والشركات الناشئة؛ ما يعزّز قدرة المنطقة الحرة بصفتها مركزًا عالميًّا للأعمال يستقطب الاستثمار الأجنبي المباشر ويؤمّن دعمًا لوجستيًّا ومرافق ذات مستوى عالمي.

مركز لوجستي متكامل يحفز النمو الاقتصادي

وتأتي هذه الخطوة تأكيدًا على التزام مجموعة أسياد بتسريع تنفيذ خططها للإسهام في تحفيز النمو الاقتصادي في سلطنة عُمان؛ إذ سيسهم موقع المشروع بجانب مطار مسقط الدولي في تعزيز الأهمية الاقتصادية للمنطقة الحرة وتحقيق تكاملها ضمن منظومة أسياد اللوجستية المتكاملة، وتربط هذه المنظومة مختلف المنافذ البرية والبحرية والميناء البري والمناطق الحرة والاقتصادية الخاصة، لزيادة حجم الصادرات والواردات عبر الشحن الجوي للمنتجات التي تتطلب سلاسل إمداد سريعة مثل المنتجات الدوائية والمواد الغذائية وشحنات التجارة الإلكترونية.

وتُعدّ المنطقة الحرة بمطار مسقط مشروعًا استراتيجيًّا لإنشاء مركز لوجستي متكامل يتميّز بقدرات عالمية في مجال الشحن الجوي، وتعمل مجموعة أسياد -بصفتها الجهة المسؤولة عن تطوير المنطقة وتشغيلها- على إنشاء بيئة تجارية متكاملة تقدم حزمًا من الإعفاءات الضريبية والجمركية والتسهيلات التجارية التي ستجعل المنطقة إحدى أبرز الوجهات الاستثمارية في المنطقة ومركز أعمال دولي في محافظة مسقط.

 

فرص استثمارية للقطاع الخاص

كما تقدّم مجموعة أسياد من خلال هذا المشروع فرصًا استثمارية للقطاع الخاص عبر الدخول في شراكات طويلة الأمد لتطوير عدد من المشروعات التجارية بما يضمن استقرار المؤسسات الشريكة واستدامتها على المدى الطويل، ويعزّز هذا النموذج تطوير أصول استراتيجية ذات قيمة عالية داخل المنطقة الحرة.

تسعى المجموعة - بالتعاون مع شركائها من القطاع الخاص - إلى تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي ما يعكس التزامها بتعزيز شراكتها لبناء مركز لوجستي جويٍّ في سلطنة عُمان ودفع عجلة النمو الاقتصادي وفتح آفاق جديدة أمام الشركات المحلية والعالمية في القطاع اللوجستي.

وتعدّ المنطقة الحرة فرصة للقطاع الخاص العُماني لتحقيق النمو والاستفادة من المزايا التنافسية والفرص الاستثمارية الواعدة التي تقدمها، حيث تركز المجموعة في تنفيذ مشروعاتها على الإسهام في تحقيق مستهدفات "رؤية عُمان 2040" بما فيها تحسين تصنيف سلطنة عُمان ضمن مؤشر التنافسية العالمية.