في إطار الاحتفال باليوم العالمي للأغذية، أشار تقرير نشر لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف" أنه هناك نحو 200 مليون طفل حول العالم، دون سن 5 سنوات، يعانون من التقزم والهزال أو كليهما معا، ويعاني ما لا يقل عن 340 مليون طفل من الجوع المستتر الناجم عن نقص الفيتامينات أو المعادن، وفي الوقت نفسه، يعاني أكثر من 40 مليون طفل دون سن5 سنوات من زيادة الوزن، حتى في البلدان المنخفضة الدخل.
وتعكس هذه الأنماط العبء الثلاثي الهائل لسوء التغذية، والذي يهدد بقاء الأطفال والأمم ونموهم وتطورهم، وأشار التقرير أن سوء التغذية لدى الأطفال في القرن الـ 21 ثالثة مكونات رئيسية، الأول هو البلاء المستمر المتمثل في نقص التغذية، وبالرغم من تراجع معدلات نقص التغذية في بعض أجزاء العالم، إلا انه يحرم عدد هائل من الأطفال من الطاقة والمغذيات التي يحتاجونها للنمو السليم.
ويأتي المكون الثاني، وهو الجوع المستتر، الناتج عن النقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية من قبيل فيتامين ألف وفيتامين باء والحديد والزنك. وبما أنه جوع مستتر، وغالبا عرضة للتجاهل، فإنه يسلب الأطفال صحتهم وحيويتهم ويحرمهم حتى من حياتهم.
أما المكون الثالث فهو زيادة الوزن، وشكله الأشد، ألا وهو البدانة، وكانت ظاهرة زيادة الوزن تعتبر في الماضي عالمة على الثراء، إلا أنها باتت تصيب عددا من الأطفال، حتى في بعض أقل بلدان العالم نموا، كما تساهم في مرحلة لاحقة من الحياة في زيادة الأمراض غير السارية المتصلة بأنماط التغذية مثل القلب، والذي يعد السبب الرئيسي للوفيات في جميع أنحاء العالم.
وأوضح التقرير أن لكل مرحلة من مراحل الطفولة احتياجات غذائية وسلوكيات وتأثيرات محددة على النمط الغذائي، ولكن سواء لم تتوفر للطفل الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر القليلة الأولى، أم لم يتبع نمط تغذية متنوعاً، في السنوات الأولى، أم استهلك كثيراً من السكر والملح والدهون خلال سنوات المراهقة، فإن الأطفال في جميع هذه الحالات لا يتناولون الأنماط الغذائية التي يحتاجون إليها من أجل تحقيق النمو الصحي، وقد يكون لذلك عواقب مدى الحياة.