الأربعاء 16 اكتوبر 2024

دراسة حديثة توضح أصول الشعب الياباني

صورة لأفراد من الشعب الياباني في أثناء حرب بوشين عام 1868

ثقافة16-10-2024 | 16:45

إسلام علي

حقق فريق من الباحثين خطوة مهمة في فهم أصول الشعب الياباني الحديث وذلك عن طريق دراسة الحمض النووي.

فقد تمكن العلماء من استخراج الحمض النووي من هيكل عظمي يعود إلى عصر يايوي عُثر عليه في الموقع الأثري الشهير في دويغاهاما بمحافظة ياماغوتشي باليابان، وإجراء تحليل كامل لجينومه.

وقد كشفت هذه الدراسة أن السكان اليابانيين الحاليين تشكلوا من اختلاط المهاجرين من شبه الجزيرة الكورية وشعب جومون الأصلي في اليابان، منذ حوالي 2300 عام.

 

اكتشاف جديد عن أصول الشعب الياباني

 

أجريت الدراسة بقيادة فريق بحثي من جامعة طوكيو وجامعة توهو ونشرت في مجلة Journal of Human Genetics وقد سمح البحث بحل جزء من اللغز المتعلق بأصول اليابانيين وتوفير وجهات نظر جديدة حول عملية تشكيل هذا المجتمع.

 

دراسة علمية تكشف عن أسرار التكوين الجيني للشعب الياباني

 

تم تحليل الهيكل العظمي الذي ينتمي إلى فرد من ثقافة يايوي، وهي ثقافة سكانية سكنت اليابان بين عامي 900 قبل الميلاد و300 بعد الميلاد، وكان هؤلاء الشعوب معروفين بتكنولوجيتهم الزراعية والمعدنية المتقدمة، مما يمثل بداية عصر جديد في التاريخ الياباني.

 

اكتشاف بقايا بشرية من عصر يايوي يفتح آفاقًا جديدة لدراسة الأصول اليابانية

 

تشتهر منطقة دويغاهاما في محافظة ياماغوتشي بتوفير حوالي 300 هيكل عظمي من عصر يايوي، مما يسمح لعلماء الآثار والباحثين البيولوجيين بدراسة هذه الحضارة وعلاقتها بالسكان القدماء في اليابان بعمق.

 

موقع دويغاهاما: كنز أثري يكشف عن أسرار الحضارة اليابانية القديمة

 

ومن خلال عملية دقيقة، استخرج العلماء الحمض النووي من الهيكل العظمي، وقاموا بتحليل تسلسله الجيني الكامل، وقارنوه بجينومات السكان القدامى والحديثين من اليابان وكوريا وأجزاء أخرى من شرق وشمال شرق آسيا.

 

تحليل الحمض النووي يكشف عن التكوين الجيني المعقد للشعب الياباني

 

ويعد الاكتشاف الأكثر أهمية هو أن الحمض النووي من يايوي دويغاهاما يحتوي على مكونات وراثية من مجموعتين رئيسيتين: جومون، وهم السكان الأصليون لليابان منذ العصر الحجري القديم، والمهاجرون من شبه الجزيرة الكورية، والمعروفون باسم توراجين .

ووفقًا للتحليلات، بدأ هؤلاء المهاجرون في الوصول إلى اليابان خلال فترة يايوي واختلطوا بسكان جومون، مشكلين مجموعة الأجداد التي أدت إلى ظهور الشعب الياباني الحديث.

 

جذور الشعوب المهاجرة

 

خلال فترة يايوي، تزاوجت مجموعة من الزوار من شبه الجزيرة الكورية مع شعب جومون لتكوين مجموعة أجداد أدت في النهاية إلى ظهور اليابانيين المعاصرين.

ولأن هؤلاء الزوار كانوا يحملون مكونات جينية من شرق آسيا وشمال شرق آسيا، فإن اليابانيين المعاصرين لديهم ثلاثة مكونات جينية: جومون، وشرق آسيا، وشمال شرق آسيا.

 

الهجرة وتزاوج الشعوب: العوامل المؤثرة في تكوين الشعب الياباني

 

يفترض نموذج البنية المزدوجة، الذي اقترحه عالم الأنثروبولوجيا كازورو هانيهارا قبل عقود من الزمان، أن اليابانيين تشكلوا من اختلاط المهاجرين من قبائل جومون ويايوي، وتوفر هذه الدراسة الجينية أساسًا قويًا لدعم هذه الفرضية.

ووفقًا لهانيهارا، جلب المهاجرون تقنيات جديدة وساهموا في تحول ثقافي وجيني كبير في اليابان ، وهو ما أكدته تحليلات الحمض النووي الأخيرة.

 

دعم علمي لنظرية البنية المزدوجة في تكوين الشعب الياباني

 

ولا تدعم هذه النتيجة نموذج البنية الثنائية فحسب، بل تدحض أيضًا نظريات أخرى، مثل نموذج البنية الثلاثية، الذي اقترح أن المهاجرين من قبيلة يايوي جاؤوا من مجموعات مختلفة في أوقات مختلفة.

 وتُظهِر نتائج الدراسة أن معظم المهاجرين وصلوا في نفس الوقت وتشاركوا في أصول مشتركة في شمال شرق وشرق آسيا.

 

دراسة جديدة تدحض نظريات سابقة

 

يوفر هذا الاكتشاف فهمًا أكبر لعملية الهجرة والاختلاط الجيني في شرق آسيا خلال عصور ما قبل التاريخ. ومن خلال تحليل الحمض النووي، أثبت الباحثون أن التورايجين ، عند وصولهم إلى اليابان من شبه الجزيرة الكورية، لم يقدموا تقنيات وممارسات ثقافية جديدة فحسب، بل ساهموا أيضًا بشكل كبير في التراث الجيني للسكان اليابانيين المعاصرين.