اكتشف علماء الآثار بقايا كنيسة أرمينية يعود تاريخها إلى ما يقرب من 2000 عام، مما يجعلها أقدم مبنى من نوعه في أرمينيا وواحدة من أقدم الكنائس في العالم.
وطبقا لما ذكره موقع cbsnews، أعلنت جامعة مونستر الألمانية، التي شاركت مع فريق من الأكاديمية الأرمينية للعلوم في الحفريات الأثرية، عن هذا الاكتشاف الهام يوم الجمعة الماضية 11 أكتوبر، واصفةً إياه بأنه "شهادة تاريخية على المسيحية المبكرة في أرمينيا".
التنقيب في أرتاكساتا: مدينة تاريخية عريقة
تم العثور على الكنيسة أثناء أعمال التنقيب في أرتاكساتا، وهي مدينة قديمة كانت في وقت ما مركزًا تجاريًا مزدهرًا وعاصمة للمملكة الأرمنية القديمة لعدة قرون قبل وبعد العصر المشترك، وكانت أعمال التنقيب جزءًا من مشروع أرتاكساتا الأرمني الألماني الذي بدأ في عام 2018 لدراسة المنطقة بشكل أعمق.
بناء الكنيسة وتاريخها
يعتقد الخبراء أن الكنيسة التي تم اكتشافها بُنيت في القرن الرابع الميلادي، وهو توقيت يتزامن مع بناء كاتدرائية إتشميادزين، التي تُعتبر أول كاتدرائية في المملكة الأرمنية وغالباً ما تُعد أقدم كاتدرائية في العالم.
المسيحية المبكرة في أرمينيا
أكد أخيم ليشتنبرجر، أستاذ في جامعة مونستر وأحد الباحثين المشاركين في المشروع، أن هذه الكنيسة تمثل أقدم كنيسة موثقة أثرياً في أرمينيا، قائلاً: يعود تاريخ المبنى إلى القرن الرابع، وهو شهادة مثيرة للمسيحية المبكرة في أرمينيا.
الهندسة المعمارية الفريدة
أشار ميرتش زارداريان، الباحث في الأكاديمية الأرمنية للعلوم وأحد المشاركين في المشروع، إلى أن تصميم الكنيسة على شكل مثمن، مع وجود غرف مستطيلة تمتد من جوانبها الأربعة، يعد الأول من نوعه في أرمينيا، وأوضح أن هذا النوع من التصميمات الهندسية كان يُستخدم عادةً في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في القرن الرابع.
المواد والتصميم الداخلي
تشير الدراسات إلى أن الكنيسة القديمة كانت مبنية بأسلوب مشابه للمباني التذكارية المسيحية المبكرة، ويبلغ عرضها حوالي 100 قدم، وكانت أرضيتها مصنوعة من الملاط، وهو خليط من الرمل والأسمنت، بينما كانت جدرانها مبنية من ألواح طينية سميكة، وهي مواد كانت تُنتج في ذلك الوقت في مناطق مثل اليونان وإيطاليا.
الزخارف والمواد المستوردة
تشير بقايا المواد الأصلية التي تم اكتشافها إلى أن الكنيسة كانت مزخرفة بالطين المستورد من البحر الأبيض المتوسط، مما يعكس الاهتمام بالتفاصيل والزخرفة الفاخرة، كما ساعدت بقايا المنصات الخشبية التي عُثر عليها إلى جانب الطين في تأكيد الأصول القديمة للمبنى عبر تقنيات التأريخ بالكربون.