الجمعة 18 اكتوبر 2024

خبراء يوضحون مسار المرحلة المقبلة في حركة حماس بعد اغتيال "السنوار"

يحيي السنوار

تحقيقات17-10-2024 | 22:26

محمود غانم

لن يكون نبأ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيي السنوار، بالشيء الهين على فصائل المقاومة الفلسطينية عمومًا، وحركة حماس خصوصًا، حيث يعد الرجل "مهندس عملية طوفان الأقصى"، والتي على إثرها تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة، دخلت عامها الثاني، وسط آمال منعدمة في أي حل سياسي.

إلى ذلك، قال الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي والإستراتيجي، إن رواية الاحتلال المتعلقة باغتيال يحيي السنوار، تؤكد على أن إسرائيل لا تزال مستمرة على نهج استهداف قادة المقاومة.

وأردف "غباشي" في حديثه لـ"دار الهلال"، إن اغتيال "السنوار" يمثل خسارة كبيرة للمقاومة في قطاع غزة، وذلك نظرًا لدوره الذي يشغله، ما يجعله الرجل الأبرز.

وتابع: "المقاومة لديها القدرة تحت أي ظروف على تجديد دمائها، ولم تفلح أي عملية اغتيال نفذتها من قبل في الإجهاز على المقاومة، برغم من السلسة الطويلة التي نفذتها ضدها.

واستدرك الشخصيات المغتالة لها وزنها وتأثيرها المعنوي والأدبي، لكن في الأخير حركات المقاومة لا تقف على شخص، حيث يذهب القائد ويأتي غيره، الذي قد يكون له تأثير أكبر منه.

وفي اعتقاده أن مهمة إسرائيل المتمثلة في القضاء على حركة حماس، مستحلية عليها بدرجة الأولى؛ لأنها حركة تقوم على عقيدة.

 

مرحلة جديدة لـ حماس

من جانبه، يعتقد الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة انتهت بالفعل، بدليل تقليص القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، لصالح التوجه إلى لبنان.

وأضاف: "في الوقت نفسه، جرى تضييق المساحات على يحيي السنوار بغرض اغتياله، الذي كان سيتم بشكل عاجل أو آجل، أو حتى اعتقاله، خاصة بعد اغتيال "الضيف" الخبير في التخفي".

ومضى موضحًا أن اغتيال السنوار سينهي حقبة معينة في حركة حماس، خصوصًا السيطرة الإيرانية، الذي يعتقد أنها ستتأثر بشكل كبير، جراء تلك التطورات، استنادًا إلى أن أغلب القيادة السياسية والعسكرية في حركة حماس تم اغتيالها بشكل كامل، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أن من شأن ذلك أن يحدث تغيير كلي في توجهات "حماس" والشكل القائم.

وأردف المحلل السياسي الفلسطيني، بأن حماس متأثرة بشكل كبير إثر الحرب التي دخلت عامها الثاني، قبل أن يضيف، إن الضربة الحالية هي الأكبر ضد "المحور الإيراني".

وفي شأن من سيخلف "السنوار" في منصبه، يوضح أنه لن يكون هناك تعيين قائد بشكل سريع، لكن سوف تحدث مراجعات كبيرة داخل "الحركة" تركز على إنهاء الحرب، متابعًا:"ربما تكون قيادة موسعة حتى انتهاء الحرب وبدء الشكل السياسي".

 

 اغتيال السنوار

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه "نفذ بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة، التي أدت إلى تقليص منطقة عمل السنوار، ما أسفر أخيرًا عن القضاء عليه".

وأوضح أن قوة تابعة له من اللواء 828 رصدت وقتلت ثلاثة من عناصر حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار "قُتل".

من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس"، إن لم يكن لدى إسرائيل معلومات استخبارية مسبقة عن وجوده بموقع قتله، وأن ما حدث جرى عن طريق الصدفة.

وتسعى دولة الاحتلال من خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج إلى تقديم نصرًا زائفًا إلى شعبها، في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، التي دخلت عامها الثاني، وفرض نظريتها للردع رغم الدعم العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الأميركي الواسع.