الجمعة 18 اكتوبر 2024

كيف ترى دوائر صناعة القرار الأمريكي عملية اغتيال السنوار؟

الإدارة الأمريكية

تحقيقات18-10-2024 | 10:55

محمود غانم

اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية حادث مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيي السنوار "فرصة سانحة"؛ لدفع اتجاه تحقيق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وإبرام صفقة تبادل، زاعمة أنه كان "حجر عثرة" أمام ذاك المسار، الذي لم يثمر عن أي نتائج تذكر رغم جهود الوسطاء التي بذلت على مدى أكثر من11 شهرًا.

 فرصة لوقف إطلاق النار

وعقب اغتيال "السنوار" مباشرة، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، على أن "الفرصة سانحة" الآن لما سماه "اليوم التالي"، في قطاع غزة دون سيطرة حركة حماس على السلطة بعد مقتل زعيم الحركة يحيى السنوار، مشددًا على أنها لم تعد قادرة على تنفيذ هجوم آخر مثل هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وفي ذلك اليوم الذي أشار له "بايدن" هاجمت حركة حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، في إطار الرد على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، حسبما ذكرت.

وقد كبدت العملية إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، ومثلت ضربة قاصمة للجيش، الذي لطالما ادعى بأنه لايقهر، بالإضافة إلى تمريغ وجه الموساد الإسرائيلي بطين، وزحزحة مكانته العالمية، مما دفعها إلى إعلان تصفية "السنوار" الذي يُنظر له على أنه "مهندس" تلك العملية، أحد أهداف حربها المدمرة على قطاع غزة.

وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي الذي يرى أن مقتل "السنوار" يمثل يومًا جيدًا لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم، إنه "سيتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لبحث إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين الإسرائيليين".

من جهتها، قالت كاملا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، والمرشحة لانتخابات الرئاسة المقبلة، إنه حان الوقت لليوم التالي بغزة من دون حكم حماس.

ورأت مثل ما رأى "بايدن"، حيث قالت:"إن مقتل السنوار يمنح الفرصة؛ لإنهاء الحرب في غزة"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن حرب غزة قادت إلى عدم الاستقرار بالمنطقة.

وتزعم الولايات المتحدة الأمريكية أن "السنوار" كان عقبة أمام التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وإبرام صفقة تبادل، وفق تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الذي رأى أن مقتله يمثل فرصة لإيجاد طريق للتوصل لاتفاق.

 وبصفتها أحد الوسطاء، تؤكد مصر على أن الدلائل تواترت بشكل يؤكد غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب، إمعانًا في استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين تحت وطأة كارثة إنسانية دولية يقف العالم عاجزًا عن وضع حد لها.

وفي الأوساط العبرية، يعتقد أن نتنياهو يعرقل بشكل متعمد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، إثر تهديدات من وزير الأمن القومي وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، ووزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اللذين يهددانه بالانسحاب من الحكومة في حال التوصل لاتفاق مع حركة حماس، وفي حال حصول تلك التهديدات فستسقط الحكومة الإسرائيلية، ما يعد تهديد لمستقبل نتنياهو السياسي، الذي يعتبره أولوية.

مساعٍ دبلوماسية

في الأثناء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزير أنتوني بلينكن ناقش في اتصال مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مقتل رئيس حركة حماس يحيى السنوار، والحاجة إلى مضاعفة الجهود؛ لإنهاء الصراع وتأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة.

وأفادت بأن الوزير بلينكن أكد على الحاجة إلى رسم مسار يمكن شعب قطاع غزة من إعادة بناء حياته وتحقيق تطلعاته.

مقتل السنوار

ورسميًا، أعلنت إسرائيل، أمس الخميس، قتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بقطاع غزة، مؤكدة في السياق ذاته على أن الحرب لم تنته بعد.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن القضاء على السنوار، يمثل مرحلة مهمة في الحملة العسكرية ضد حركة حماس، لكن المهمة التي أمامنا لم تكتمل، الحرب لم تنته بعد، وهو أمر صعب، ويفرض علينا أثمانًا باهظة.

من جانبه، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن قتل "السنوار" في قطاع غزة كان بمحض الصدفة، حيث أفاد بأنه لم يكن على علم بوجوده في المنطقة التي اغتيل بها.

وتابع:"في البداية تعرفنا عليه بوصفه مسلحًا داخل أحد المباني، وشوهد وهو ملثم يلقي لوحًا خشبيًا نحو الدرون (الطائرة المسيرة) قبل ثوان من مقتله".

وحول تفاصيل ذلك، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن قوة من وحدة "بيسلاخ" التابعة للجيش كانت تقوم بعملية تمشيط روتينية بإحدى مناطق رفح، حيث شكت في وجود مقاتلين داخل إحدى البنايات، التي تبين لاحقًا أنها مفخخة.

إثر ذلك، أطلقت القوة طلقات مدفعية ونيرانًا كثيفة على المبنى، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص من حماس، دون أن تعرف أن السنوار من ضمنهم، وفق الصحيفة.

واستطردت:"بعد فترة، قامت القوة بتمشيط المبنى عبر طائرات مسيرة خوفًا من حدوث انفجارات لمفخخات، ومن ثم عند الاقتراب من جثث المقاتلين الفلسطينيين، تبين أن أحدهم يشبه إلى حد كبير السنوار".

وأكدت الصحيفة أنه لم تكن هناك أي معلومات استخبارية تفيد بوجود السنوار بالمنطقة التي كانت تعمل بها القوة الإسرائيلية.