الجمعة 18 اكتوبر 2024

رجال من ذهب| الروائي جمال الغيطاني.. صانع الأفكار والخيال

جمال الغيطاني

ثقافة18-10-2024 | 11:11

فاطمة الزهراء حمدي

بدأ حياته كصانع سجاد، أثرت مهنته على تشكيل وعيه وإبداعة الفكري، فأنسج أفكارة وخياله بطريقة جديدة ومحكمة، وأسهم في إحياء الكثير من النصوص العربية المَنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة، إنه جمال الدين الغيطاني الذي تُحل اليوم ذكرى وفاته، حيث وصف بأنه «قامة أدبية كبيرة وأحد روَّاد الرواية والسرد في مصر والعالم العربي»، و«أحد أبرز الأصوات الروائية العربية في نصف القرن الأخير».

جمال الغيطاني

ولد جمال الغيطاني يوم الأربعاء 9 مايو 1945م في جهينة، إحدى مراكز محافظة سوهاج بصعيد مصر، تلقى تعليمه الإبتدائي فيها، واستكمل تعليمه حتى التحق بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية.

نشأ الغيطاني في أسرة فقيرة، فكان يعمل بجانب دراسته وهو طفل كصانع سجاد ثم عمل بأحد مصانع خان الخليلي وعمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي.

نشر الغيطاني عام 1963 أول قصة قصيرة له، قبل عمله بالصحافة واستمر إلى عام 1969، وقام بنشر ما يقدر بخمسين قصة قصيرة، إلا أنه من ناحية عملية بدأ الكتابة مبكرا، إذ كتب أول قصة عام 1959، بعنوان نهاية السكير.

عمل الغيطاني في عام 1963، كرسام في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي حيث استمر بالعمل بها إلى عام 1965، ليصبح بعد ذلك مراسلا حربيا في جبهات القتال بمؤسسة أخبار اليوم.

أصدر مجموعته القصصية الأولى «أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، والتي ضمت خمس قصص قصيرة، واعتبره بعض النقاد «بداية مرحلة مختلفة للقصة المصرية القصيرة»، وأشادوا به، ووصفوها بأنها «بروفة أولى على هيئة ماكيت لجميع النصوص السردية التي أتت بعد ذلك».

بدأت الانطلاقة الأدبية الأولى لجمال الغيطانى عام 1965، وظلّ ينشر قصصه في دوريات مصرية وعربية كثيرة، كما انتمى لمجموعة مثقفين وكتّاب كبار، منهم إبراهيم فتحي وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي وغيرهم.

أثرت حرب 1967 على مجموعة من هؤلاء الكتاب ومنهم الغيطاني، فكانوا يعتقدوا أن الجمود هو الذي أدى للهزمية، فأراد البعض منهم ترك ذلك الأرث الثقافي، بينما استمر البعض الأخر.

انتقل الغيطاني في عام 1974 للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عاما في 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبي بأخبار اليوم.

يُعد الغيطانى أحد مؤسسى الجريدة الأدبية «معرض 68»، والتي سرعان ما أصبحت اللسان الناطق باسم جيله من الكتاب، كما أسس صحيفة أخبار الأدب الصادرة عن أخبار اليوم، وشغل الغيطاني منصب رئيس تحرير الجريدة، بعد أن أصبحت من بين أهم الصحف الثقافية في مصر والعالم العربي.

كتب جمال الغيطاني العديد من الروايات وأبرزها: رواية "الزينى بركات" الصادرة عام 1974م، ووصفت الرواية بأنها نموذج من نماذج القهر والاستبداد التي تعرض له المصريين في هذه الفترة، وترجمت الرواية إلى الألمانية والفرنسية عام 1985م.

حققت الرواية صدى واسع في وسط الدوريات الثقافية في العالم، وتحولت إلى مسلسل مصري تاريخي.

كما صدر له رواية «الزويل»، وهي رواية غرائبية عن زمن سحري، وتدور حول قبيلة «الزويل» التي تعيش بين مصر والسودان، والتي تخطط لحكم العالم، وصدر له أيضا رواية «البصائر والمصائر» والتي وصفت بأنها «واحدة من أخصب المحاولات الأدبية التي قام بها»، وصدرت عام 1988، ترجمت الرواية إلى الألمانية عام 2001، ووصفها المفكر السيد يس بأنها «المغامرة الإبداعية الأهم لجمال الغيطاني».

حصل الغيطاني على العديد من الجوائز ومنها، جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن علي العويس، عام 1997، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس، Chevalier de l'Ordre des Arts et des Lettres عام 1987، وجائزة الصداقة العربية 1994، جائزة الدولة التقديرية عام 2007 والتي رشحته لها جامعة سوهاج، جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب للدورة الثالثة 2009 عن رواية "رن"، وجائزة النيل للآداب 2015.