الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

رجال من ذهب| علي محمود طه.. عاشق الرومانسية الأعزب

  • 7-10-2024 | 11:41

علي محمود طه

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

اتجه في شعره نحو مذهب الرومانسية، فكان مائلًا ومتيمنًا بها، فكان من أعلام مدرسة "أبوللو"، مؤسسه ذلك الاتجاه، وبجانب حبه للشعر الرومانسي، أظهر براعته بكتابة الشعر السياسي، إنه الشاعر علي محمود طه الذي ينشد كان في شعره للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعًا من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا.

علي محمود طه 

ولد علي محمود طه 3 أغسطس عام 1901 بمحافظة المنصورة، كان ينتمي لأسرة من الطبقة الوسطى، التحق بمدرسة الفنون التطبيقية في القاهرة ودرس فيها هندسة المباني وتخرج منها عام 1924م، ثم عمل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة، إلى أن أتيحت له الفرصة للعمل في مجلس النواب.

كان محبًا وشغوفًا بالأدب، رُغم ضعفه في اللغة العربية، ولكنه لم يسمح لتلك المعضلة أن تشكل عائقًا في طريقه، بمدة قياسية، برع في اللغة من خلال الحفظ والمتابعة والدراسة المتأنية لقواعد اللغة العربية، حتى عُين طه وكيلا لدار الكتب ليتفرغ للشعر والإبداع.

استطاع طه أن يسجل اسمه بين كبار شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول "الملاح التائه"، وقد أتيحت له فرصة السفر إلى أوروبا لقضاء الصيف هناك، من خلال رحلته كون ذوقه الفني وحسه الأدبي الفريد الذي تميز به وسط الشعراء.

يُعد طه من أعلام مدرسة "أبولو" التي أسست أسس الرومانسية في الشعر العربي، حيث اعتمد في شعره على التغني بالجمال أكثر من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة، وانسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير.

 يعتبر طه أول من ثار على وحدة القافية والبحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.

قام الموسيقار محمد عبد الوهاب بتلحين عددا من قصائده كما تغني بالبعض منها، مثل الجندول، وكليوباترا، فلسطين، تأثر طه بشعراء الرمزية أمثال بودلير، ألفريد دي فيني، شيللي، وجون مانسفيلد.

و من أشهر أعماله، ميلاد الشاعر، الوحي الخالد، ليالي الملاح التائه، زهر وخمر، أغنية الرياح الأربع، طبع ديوانه كاملاً في بيروت، فلسطين، الوحي الخالد، شرق وغرب، الشوق العائد.

رحل علي محمود طه عن عالمنا في 17 نوفمبر عام 1949، وقد ترك كتب بها جميع الأغراض التي شكلت ميداناً لغيره من الشعراء، كالغزل والرثاء والمدح والفلسفة والحكمة والتأمل، وتنوعت قوافيه وفنونه، كما اعتمد على اللغة والصور الحسية التي يرسمها الشاعر في قصائده، بالإضافة إلى تلك النزعة الرومانسية التي سيطرت على أعماله، على الرغم أنه لم يتزوج فرحل عن الدنيا وهو في الثامنة والأربعين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة