تعتبر ظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني واحدة من أبرز الظواهر الفلكية الفريدة في مصر القديمة، والتي تعكس عبقرية المصريين القدماء في علم الفلك والهندسة.
تحدث هذه الظاهرة مرتين سنويًا، حيث تتعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبده الكبير بأبو سمبل، حيث يُعتقد أن هذه الظاهرة ترمز إلى مناسبة خاصة في حياة الملك، سواءً يوم ميلاده أو يوم تتويجه، وهذا غير مثبوت علميا ولا يعتمد على نص أصلي قديم، بحسب الدكتور بسام الشماع، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية والجغرافية.
وأضاف الدكتور بسام الشماع، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية والجغرافية والمرشد السياحي المكرم من قبل الأمم المتحدة، أن هذه الظاهرة تستقطب هتمامًا عالميًا، حيث يتجمع السياح والمختصون من جميع أنحاء العالم لمشاهدة هذا الحدث المذهل الذي يجسد الدقة الهندسية والفلكية في الحضارة المصرية القديمة، لافتا إلى أن هناك اعتقادًا شائعًا بين الجمهور بأن يوم تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني هو يوم 21 أكتوبر، إلا أن هذا المفهوم غير دقيق، فقد كان هذا التاريخ صحيحًا قبل عملية نقل معبد أبو سمبل.
واستكمل أن منظمة اليونسكو، عندما أشرفت على مشروع نقل معابد أبو سمبل في واحدة من أعظم المشاريع الهندسية في التاريخ الحديث، والذي بدأ في عام 1964 واستمر حتى 1968، كانوا على علم بأن عملية النقل قد تؤثر على الظاهرة الفلكية الخاصة بتعامد الشمس على التمثال، ومع ذلك، حرص الفريق على إعادة تشكيل الموقع بما يضمن الحفاظ على الجانب الفلكي للمعبد بأكبر قدر ممكن من الدقة، ونتيجة لذلك، تغير تاريخ التعامد ليصبح يوم 22 أكتوبر بدلاً من 21 أكتوبر.
وأشار الشماع إلى أن الفريق القائم على مشروع نقل المعبد كان مدركًا تمامًا لهذه التغييرات المتوقعة في توقيت التعامد، ولذلك كانوا حريصين بشكل كبير على عدم التسبب في أي تغييرات جوهرية سواء على الجانب الفلكي أو المعماري للمعبد.
وأوضح أن هذا الحرص والتخطيط الدقيق ساهم في الحفاظ على هذا الحدث الفلكي الفريد بعد عملية النقل، مع التأكيد على أن التغيير في موعد التعامد كان نتيجة طبيعية لهذا التحدي الهندسي الكبير، دون التأثير على القيمة الفلكية الأصلية للحدث.