في حدث فريد تكمل مجلة المصور الغراء عامها المائة "24 أكتوبر 1924 – 24 أكتوبر 2024".. 100 عام من الصحافة الرصينة الجادة مثلت خلالها مدرسة متفردة في التحقيق والصورة والعمق والتحليل.
لـ"دار الهلال" أن تفخر وتباهي بمجلتها السياسية الرائدة درة المجلات في العالم العربي بل في الشرق الأوسط.
أن تصدر مجلة لمائة عام متواصلة دون توقف فهذا حدث لو تعلمون عظيم يتسحق الاحتفاء، وهو ما أولته الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي أهمية كبيرة ودعم متواصل غير مسبوق، ولا ينقطع ليخرج عدد المصور التذكاري كما يليق بالمجلة الغراء ودار الهلال العريقة.
الاحتفال بـ"المصور" ليس لأنها مجرد مجلة ولكنها تاريخ أمة سجلت ورصدت عبر السنين بالكلمة والصورة جميع الأحداث التي مر بها الوطن، على صفحاتها سجل مصور لتاريخ الأمة المصرية.
دور "المصور" مشهود ومقدر ومعتبر عبر العقود والأزمنة، لم تتخلف يوما عن قضايا الوطن.. تتقدم الصفوف منافحة ومدافعة عن الأمن القومي عنوانها دائما "مصر أولا" تعرف رسالتها وتدرك دورها جيدا.
ديدن "المصور" محبة الوطن والحدب على مصالحه، لم تضبط يوما في غير الصف الوطني أو ترقص في منتصف السلم، لا تعرف سوى اللغة الصحفية الجادة والمواقف الواضحة القوية، ولم تكن يوما أداة لإشعال الفتن والأزمات.
كانت "المصور" ولا تزال سباقة في الفكر والتنوير.. مدرسة تنوير قائمة بذاتها، لم تكن منذ صدورها مجرد مجلة مثل غيرها من المجلات التي صدرت ثم توقفت أو حتى استمرت في الصدور، لكن دائما كانت "المصور" ولا تزال لها طبيعة خاصة ومذاق صحفي مختلف شكلًا ومضمونًا.
مثلت "المصور" منذ صدورها حدثا فريدا وثورة هائلة في عالم الصحافة، - تاريخ الصحافة يقسم ما بين قبل صدور المصور وما بعدها -، قبل صدورها لم تكن الصحافة سوى كلمات مرصوصة، وبعد صدورها صارت الصورة بألف كلمة.. عالم جديد اقتحمته المصور وغيرت مفهوم الصحافة وشكلها.
تدخل المصور عامها الأول بعد المائة وتواصل دورها ومسيرتها برئاسة تحرير الزميل عبد اللطيف حامد، وهذه تحية خالصة للزملاء في المصور الذين يكملون المسيرة، لتؤدى "المصور" دورها في ظل الجمهورية الجديدة.