أكد الدكتور وسيم السيسي، المتخصص في علم المصريات، أن مصر علمت العالم الحضارة والقانون والطب والدين وأن هناك محاولات بالكذب لسرقة الحضارة المصرية ونسبها إلى جماعات مختلفة غير مصرية.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها صالون الحداد الثقافي بعنوان "كيفية التصدي لمحاولات تزييف التاريخ المصري" والتي أدارتها الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب بحضور المستشار عادل عبد الباقي وزير شؤون مجلس الوزراء والتنمية الإدارية الأسبق ورئيس نادي الجزيرة الأسبق.
وقال الدكتور وسيم السيسي - خلال الندوة - إن الحضارة المصرية نشأت قبل سيدنا إبراهيم عليه السلام، بل إن الدراسات أثبتت أن الأهرامات بنيت قبل ظهور سيدنا إبراهيم ومن بعده الأنبياء أصحاب الديانات السماوية الثلاثة.
وجدد التأكيد على أن "فرعون" هو اسم أحد الملوك الذين حكموا مصر، والذي ذكر نصا في القرآن، موضحًا أن البعض حاول تحريف التاريخ المصري حتى يثبتوا أنهم من بنى الأهرامات، فأرادوا أن يجعلوا كل ملوك مصر "فراعنة" حتى يثبتوا أنهم كانوا في مصر وقت بناء الأهرامات.
ورد السيسي، خلال الندوة التي أدارتها الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب، على الأقاويل والمزاعم بشأن التشكيك في الحضارة المصرية الفرعونية القديمة واستعرض الآراء المختلفة بالأدلة على أن الحضارة المصرية القديمة هي أقدم الحضارات في العالم وثبت أنها أقدم من الحضارة البابلية بل هي أصل الحضارات وانبعث منها كافة الحضارات في العالم.
واستعرض من خلال شرح مبسط نشأة الحضارة الفرعونية وعلاقاتها بالأديان، مؤكدًا أن ما يروج حول أن الحضارة المصرية الفرعونية كانت تدعو لعبادة الأوثان مزاعم كاذبة، وقال :"الحضارة المصرية القديمة هي أول من دعت للتوحيد والعبادة للإله الواحد طبقا للرسومات علي المعابد بل أن هناك ربط بين الحضارة الفرعونية والأنبياء وأن الآلهة الفرعونية القديمة ما هي إلا رمز للملائكة وليست إله بمفهوم الألوهية".
وأضاف :"المتعمق في العقيدة عند الفراعنة يجد أنها لا تضاد مع العقائد السماوية، وكلمة "دين" أصلها مصري وتعنى الشعيرة الخماسية، كما أن الفراعنة عرفوا التوحيد والوضوء والسجود للأذقان والصيام ثلاثين يومًا من الفجر حتى الغروب، بل إن كلمة الحج نفسها كلمة مصرية تعنى الاتجاه إلى الحجاز".
وتابع قائلًا: "المصري بنى هرم ميدوم على شكل مكعبات ليماثل الكعبة، وكانوا يطوفون حوله، وإنه لا يليق بأن توصف الحضارة المصرية بأنها حضارة وثنية وكافرة"، مؤكدًا أن الفراعنة هم أول من عرفوا مبادئ سيادة القانون، وأن الجميع أمام القانون سواء، ثم أخذها عنهم اليونانيون والرومانيون، ثم الحضارة الأوروبية الحديثة.
وكشف عالم المصريات، أن مصر بها 108 أهرامات لم نجد في أحدها مومياء واحدة، مما يؤكد أن الحضارة المصرية لم تكن حضارة موت، بل كانت حضارة حياة، وأن الأهرامات كانت تستخدم مرصدًا لتوليد الطاقة، مشيرًا إلى أن الفراعنة هم أول من اكتشفوا السنة الشمسية وحددوا عدد أيامها بـ365 يوما و6 ساعات في عام 4241 قبل الميلاد.
وقال الدكتور وسيم السيسي :"إن الهرم الأكبر كان مغطى بطبقة عرضها 30 سم كانت تحتوي نقوشا تشمل كافة الأسرار العلمية للفراعنة، إلا أن وزير صلاح الدين الأيوبي (قراقوش) نزع هذا الغطاء لبناء سور حول القاهرة، مما أفقدنا تراث هذه الحضارة".