الأحد 19 يناير 2025

تحقيقات

كيف يرى ترامب وهاريس قضية الحدود الأمريكية؟

  • 31-10-2024 | 14:51

دونالد ترامب وكامالا هاريس

طباعة
  • أماني محمد

قضايا عديدة حسم مرشحا الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري موقفهما بشأنها، ومنها قضية الحدود الأمريكية، والتي كانت ولا تزال محل اهتمام على مدار الإدارات الأمريكية المتعاقبة وخاصة الحدود الأمريكية المكسيكية، في محاولة للسيطرة على تدفق المهاجرين إلى واشنطن، حيث كانت الهجرة قضية رئيسية في حملات الانتخابات، خاصة مع ما أثير بشأن ارتفاع معدلات عبور الحدود غير الشرعي خلال إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.

ويتنافس كلا من نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، مرشحة عن الحزب الديمقراطي، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المرشح عن الحزب الديمقراطي، في الانتخابات المرتقبة يوم الثلاثاء المقبل 5 نوفمبر، وهي الانتخابات التي قد يكون أكثر من 3 ملايين مهاجر منذ عام 2020 مؤثرين فيها، بعد حصولهم على الجنسية الأمريكية.

 

الحدود الأمريكية المكسيكية

وفقًا لمؤسسة جالوب، ذكر الأمريكيون الهجرة باعتبارها القضية الرئيسية التي تواجه البلاد في وقت سابق من هذا العام، وفي يونيو الماضي، لجأت إدارة بايدن لاتخذا قرار بفرض قيود جديدة للحدّ من الأعداد الكبيرة التي تعبر الحدود يومياً، للتصدي لأزمة المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك إلى الولايات المتحدة، وهي واحدة من القضايا التي تشغل العديد من الناخبين الأمريكيين، حيث نص القرار على أنه يمكن للمسؤولين استبعاد أولئك المهاجرين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني دون الرجوع إلى طلبات لجوئهم عندما يصل عددهم إلى 2500 يومياً.

وقال بايدن في خطاب ألقاه بالبيت الأبيض، حينها، أن "الحدود ليست قضية سياسية يمكن استخدامها كسلاح"، موجها اتهامات للرئيس السابق دونالد ترامب والجمهوريين بتقويض تشريعات الحزبين، التي كان من شأنها معالجة هذه القضية بشكل أفضل، مضيفا أن الجمهوريين "لم يتركوا لي أي خيار.. أسعى إلى فعل ما بوسعي بمفردي، لمعالجة مسألة الحدود، لنحل هذه المشكلة ونوقف خلافاتنا حولها".

أدى تنفيذ قاعدة تأمين الحدود في يونيو الماضي إلى تقليل عدد المهاجرين المفرج عنهم إلى البلاد بشكل كبير، حيث تم إطلاق سراح 17% من المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة بعد أن تم التعامل معهم بإشعار بالحضور في محكمة الهجرة، مقارنة بمعدل إطلاق سراح 65% خلال الشهر الأول من السنة المالية 2024، في أكتوبر الماضي.

بالنسبة للسنة المالية الكاملة التي انتهت في 30 سبتمبر الماضي، أبلغت الجمارك وحماية الحدود الأمريكية عن انخفاض 14% من محاولات الدخول عند موانئ الدخول على طول الحدود الجنوبية الغربية، حيث سجلت 2.1 مليون مواجهة مقارنة بما يقرب من 2.5 مليون مواجهة مسجلة في السنة المالية 2023، وكان شهر سبتمبر أدنى عدد شهري للمهاجرين الذين يعبرون الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك دون تصريح خلال إدارة بايدن، مع انخفاض حاد في 54000 مواجهة عن أعلى مستوى شهري على الإطلاق عند 250000 مواجهة مسجلة في ديسمبر 2023، وهو أدنى مستوى للوافدين غير النظاميين منذ سبتمبر 2020، في نهاية إدارة ترامب.

 

موقف هاريس من الحدود

كانت هاريس، باعتبارها جزءا من الإدارة الأمريكية الحالية تتعامل مع قضية أمن الحدود عن قرب، لكنها في حملتها الانتخابية لم تقدم هاريس الكثير من التفاصيل حول كيفية تخطيطها لمعالجة أزمة الحدود، حيث روجت سابقًا لمشروع قانون أمن الحدود الذي تفاوضت عليه مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين في وقت سابق من هذا العام، والذي عارضه المشرعون الجمهوريون في النهاية بشكل جماعي بناءً على طلب المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي، قالت هاريس إنها ستروج لمشروع القانون مرة أخرى، موضحة أنها "كرئيس، سأعيد مشروع قانون أمن الحدود الحزبي الذي قتله، وسأوقعه ليصبح قانونًا"، قائلة: "أعلم أننا نستطيع أن نرقى إلى مستوى تراثنا الفخور كأمة من المهاجرين وإصلاح نظام الهجرة المكسور لدينا. يمكننا إنشاء مسار مستحق للمواطنة وتأمين حدودنا".

يمثل مشروع قانون الحدود أحد أكثر المقترحات تحفظًا في واشنطن، ويسعى إلى الحد من العدد التاريخي للمعابر الحدودية غير القانونية من خلال جعل عملية اللجوء أكثر صعوبة وأسرع، وبموجبه سيتم منح الإدارات الرئاسية سلطة رفض المهاجرين من المطالبة باللجوء على الحدود إذا أصبح عدد المهاجرين الذين يطلبون اللجوء غير قابل للإدارة من قبل السلطات.

وقالت في مقابلة سابقة لها: "نحن واضحون للغاية، وأعتقد أن معظم الأمريكيين واضحون، بأن لدينا نظام هجرة مكسور ونحتاج إلى إصلاحه".

 

موقف ترامب من الحدود

أما ترامب فتعهد بإغلاق الحدود من خلال استكمال بناء الجدار وزيادة تنفيذ، وحث الجمهوريين على التخلي عن مشروع قانون الهجرة المتشدد بين الأحزاب، والذي تدعمه هاريس، كما وعد بأكبر ترحيل جماعي للمهاجرين غير المسجلين في تاريخ الولايات المتحدة.

كذلك عمل ترامب بشكل وثيق مع ستيفن ميلر، وهو مساعد سابق له، من المتوقع أن يتولى دورًا كبيرًا في البيت الأبيض إذا فاز ترامب في الانتخابات المقبلة، حيث يصف ميلر إدارة ترامب بأنها ستعمل "بتصميم تام" لتحقيق هدفين: "إغلاق الحدود. ترحيل جميع المهاجرين غير الشرعيين".

وتعد سياسة ترامب بشأن الهجرة من بين أشهر سياساته، كانت الهجرة في قلب الهوية السياسية له منذ أن أعلن عن حملته الأولى في عام 2015، فيما أعاد التأكيد على ذلك بقوله إنه في اليوم الأول سيغلق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ويشرع في اتخاذ موقف صارم لاعتقال المهاجرين غير الشرعيين وترحيلهم، موضحا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري: "في ظل إدارة ترامب، إذا دخلت بشكل غير قانوني، فسيتم القبض عليك على الفور وترحيلك".

وتابع ترامب: "لهذا السبب، وللحفاظ على سلامة عائلتنا، تعهدت المنصة الجمهورية بإطلاق أكبر عملية ترحيل في تاريخ بلادنا".

في تجمع حاشد في أورورا بولاية كولورادو، في 11 أكتوبر، تعهد بأن أي مهاجر يقتل مواطنين أمريكيين سيواجه عقوبة الإعدام إذا انتُخب، بالإضافة إلى وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية، قال ترامب إنه سيستخدم الشرطة المحلية والحرس الوطني وربما الجيش الأمريكي، وفقا لما أكده في مجلة تايم: "عندما نتحدث عن الجيش، بشكل عام، أتحدث عن الحرس الوطني. لن أجد أي مشكلة في استخدام الجيش في حد ذاته، يجب أن يكون لدينا قانون ونظام في بلدنا".

الاكثر قراءة