توصلت عالمة الآثار نيكوليتا أنتونيلي ميشيل من جامعة دارمشتات التقنية في ألمانيا إلى تفسير جديد ومثير في دراسة الأيقونات الميسينية، حيث تشير أبحاثها إلى أن بعض الشخصيات البشرية التي ظهرت في أواخر الفترة الهلادية على الفخار، والمعروفة باسم "حاملي السيوف"، قد تكون تمثيلات نسائية وليست ذكورية كما كان يعتقد سابقًا.
وتعد الفترة الهِلادية مرحلة من عصور ما قبل التاريخ في اليونان، وخصوصاً في البر الرئيسي لليونان، وتمتد من حوالي 3200 قبل الميلاد إلى 1050 قبل الميلاد.
اشتق الاسم "هلادي" من "هيلاس"، وهو الاسم الإغريقي لليونان، ويمثل هذا المصطلح التطور الثقافي والاجتماعي في المنطقة، ويوازي الفترات المعروفة في حضارات أخرى، مثل الفترة المينوية في جزيرة كريت والفترة السيكلادية في جزر سيكلاديس.
ووفقا لما نقله موقع labrujulaverde، يركز تحليل ميشيل على الأشكال التي تحمل سيوفًا متقاطعة على الصدر وترتدي عباءات طويلة مزخرفة، كما يظهر عليها الشعر الطويل، وهي عناصر ترتبط غالبًا بالتمثيلات النسائية في الأيقونات المينوية والميسينية.
إعادة النظر في الرمزيات السائدة
تفترض ميشيل أن رمزية السيف في هذه التمثيلات قد ترتبط بالسلطة الطقسية والروحانية النسائية بدلًا من العنف والحرب، وتدعم نظريتها أن النساء في ثقافة بحر إيجه شغلن أدوارًا بارزة في الممارسات الدينية، مما يجعل من الممكن أن تكون هذه التمثيلات أكثر ارتباطًا بالطقوس الدينية منها بالمعارك.
مراجعة شاملة لسمات النوع الاجتماعي
تعتمد ميشيل في دراستها على مراجعة العناصر المرتبطة بالجنس "النوع" في الأيقونات، حيث كان من الصعب تحديد الجنس في التمثيلات الميسينية نظرًا لسماتها المنمقة، ولكن بعض التفاصيل مثل الشعر الطويل والملابس المزخرفة تعد، وفقًا لبعض الأبحاث السابقة كأعمال الباحثة لويز ستيل، مؤشرات على النوع الاجتماعي، مما يدعم فرضية أن هذه التمثيلات تعكس شخصيات نسائية.
دعم الأدلة البصرية
تدعم الدراسة فكرة أن الشخصيات "حاملة السيف" تظهر في سياقات خالية من مشاهد العنف، حيث ترتبط بمشاهد السلام والاحتفالات، وتظهر في وضعيات رمزية، وترتدي هذه الشخصيات أيضًا أغطية رأس وأشرطة شعر ومجوهرات مثل القلائد والأساور، وهي عناصر غالبًا ما ترتبط بالأنوثة في أيقونات المنطقة، مما يعزز فرضية أن هذه التمثيلات قد تكون لنساء.
يشير تحليل ميشيل إلى أن هذه الشخصيات قد تحمل دلالات ثقافية عميقة، تمثل رموزًا للسلطة الروحية الأنثوية بدلاً من القوة العسكرية، مما يعيد تشكيل فهمنا للأدوار الاجتماعية والرمزية للنساء في حضارة بحر إيجه.