تنشر بوابة دار الهلال صورة نادرة لقبة الصحن التي تقع في وسط مدرسة ومسجد السلطان حسن، والتي تنسب إلى باسكال سيباه والذي كان مصورًا فوتوغرافيًا عثمانيًا من أصل سوري، وُلد في عام 1823 في إسطنبول وتوفي في عام 1886.
ويعد سيباه من أوائل المصورين في الإمبراطورية العثمانية، وقد اشتهر بتصوير المعالم الأثرية والمناظر الطبيعية والبورتريهات التي وثقت الحياة اليومية والأزياء التقليدية في الشرق الأوسط خلال القرن التاسع عشر، وبلغت مقاسات هذه الصورة ارتفاع هذه الصورة 26.4 × 20.3 سم.
وتعد هذه الصورة مثل الوثيقة التي يمكننا مقارنتها بالوضع الحالي لقبة المسجد، حيث نرى في الصورة القديمة أن على القبة آثار واضحة للتلف، بحيث يبدو أن السطح الخارجي متآكلاً ومتضررًا، وتبدو التصدعات على سطح القبة مما يدل على تعرضها لعوامل بيئية قديمة مثل الرطوبة أو عوامل الطقس المختلفة.
يبدو أيضًا أن جزءًا من القبة قد تآكل أو تعرض للتلف، ويمكن ملاحظة أن الحواف متآكلة، ما قد يشير إلى نقص في الصيانة خلال الفترات السابقة، فضلا عن تواجد تآكل واضح في الشريط الكتابي الذي يزين القبة.
ويظهر على القبة بعض التشققات، وكذلك يبدو أن القرميد الموجود على الحافة غير منتظم ومتآكل، مما قد يشير إلى عدم الاهتمام الكافي في تلك الفترة بالمحافظة على التفاصيل المعمارية الدقيقة.
وبينت لنا الصورة القديمة أنه كان هناك قبة أخرى على يمين القبة السابقة، هذا وبالإضافة إلى ظهور نوافذ القبة بدون زخارف ، وذلك على عكس ما يظهر من المبنى في الوقت الحالي، وهذه ربما كانت إضافة لم تكن متواجدة في العصور القديمة.
وعلى الجانب الأخر، نرى في الصورة الحديثة أن القبة قد خضعت لعملية ترميم وإصلاحات شاملة، حيث أن السطح الخارجي يبدو مصقولاً وخالياً من التشققات، مما يشير إلى عناية أكبر بالهيكل المعماري للقبة.
تمت إعادة بناء الأجزاء المتهالكة، ويمكن ملاحظة أن القرميد على الحافة قد تم استبداله أو ترميمه ليبدو أكثر انتظاماً وقوة مقارنة بالصورة القديمة.
يبدو أن الزخارف والخطوط قد أعيد إبرازها بشكل دقيق، ما يعكس اهتمامًا بترميم العناصر الزخرفية التي تعرضت للتلف في الماضي.
ويذكر أن مسجد السلطان حسن يعد من بين روائع العمارة الإسلامية سواء في مصر أو في العالم الإسلامي بالكامل، إذ أنه يعتبر متحف مقدس سجل فيه المسلمون علومهم من الهندسة والبناء إلى الزخارف بشتى أنواعها، إذ عكس العديد من المستشرقين في القرن العشرين عند رسم وإعادة بناء بعض من أجزاء واجهه المدخل، ذلك يكشف عن وصول العمارة الإسلامية في العصر المملوكي إلى قمة مجدها الفني والمعماري.