الثلاثاء 1 ابريل 2025

ثقافة

اكتشاف أثر ضخم في مجمع فيلات رومانية جنوب غرب ألمانيا

  • 4-11-2024 | 22:39

جانب من الاكتشاف

طباعة
  • إسلام علي

اكتشف علماء الآثار، الذين واصلوا أعمال التنقيب على مدار عقود في مجمع فيلات رومانية في "هيشينجن شتاين" بجنوب غرب ألمانيا، أكثر من 100 قطعة تعود لنصب تذكاري ضخم.

ورغم أن نوع التكريس الدقيق للآلهة الرومانية لا يزال غير مؤكد، فإن النصب التذكاري كان يتكون في الأصل من عدة كتل حجرية مرتبة فوق بعضها البعض، ويعتقد علماء الآثار أن الكتل المكتشفة تمثل جزءاً صغيراً فقط من النصب، ورغم ذلك فهو أكبر حجماً من النصب المماثلة المكتشفة في رايتيا وألمانيا العليا، وهما منطقتان خضعتا للسيطرة الرومانية من القرن الأول حتى القرن الخامس الميلادي.

وبحسب موقع artnet، ذكر عالم الآثار كلاوس كورتوم، الذي يعمل في فرع شتوتجارت التابع للمكتب الوطني الألماني للحفاظ على الآثار، أن "الكتل مزخرفة بنقوش بارزة على جوانبها كافة، وتصور آلهة قديمة وشخصيات أسطورية"،  وأضاف أنه بعد انتهاء العصر الروماني، تم تقسيم النصب إلى قطع كبيرة وصغيرة وتناثرت بقاياه، بحيث لم يعد من الممكن التعرف على بعض الشخصيات إلا من خلال نماذج محفوظة بشكل أفضل.

يشير هذا النصب النذري، الذي كان له أهمية دينية واجتماعية في المجتمع الروماني، إلى سؤال ظل يشغل بال علماء الآثار منذ اكتشاف الفيلا وأراضيها في أواخر السبعينيات: من كان صاحب هذا المجمع الواسع والمتطور؟، وقد تساعد التحليلات الإضافية للنصب النذري في توفير أدلة، إذ عادة ما تحتوي هذه النصب على تفاصيل منقوشة عن الشخص الذي كرسه، والآلهة المعنية، وأسباب بنائه.

يعد المجمع في "هيشينجن-شتاين" استثنائياً بين أكثر من 1500 مزرعة رومانية تعرف بـ"فيلا روستيكا" في ولاية بادن فورتمبيرج، فهو لم يكن مخصصاً للزراعة نظراً لرداءة التربة المحيطة، كما أن حجمه وتصميمه أكثر تعقيداً من المزارع الريفية الرومانية، ويضم سوراً محيطاً ومبنى رئيسياً مزوداً بفناء وغرف مدفأة ونظام تدفئة أرضي ومعبداً ومنطقتين للاستحمام.

ويُعتقد أن المجمع قد أُهمل كجزء من الانسحاب الروماني المخطط له حوالي عام 260م، وقد ساعد عدم تعرض الموقع للدمار وعدم إعادة البناء عليه في جعله "موقعاً ذا أهمية خاصة لعلم الآثار في الولاية"، حسب ما أفاد به المتحف الروماني المفتوح في هيشينجن شتاين.

استمرت أعمال التنقيب في هيشينجن-شتاين تقريباً كل عام منذ عام 1992، مما أدى إلى الكشف التدريجي عن مباني المجمع وأراضيه وسوره المحيط، التي أصبحت متاحة الآن للزوار، وتخطط إدارة المتحف لإنشاء نماذج مصغرة من الكتل الحجرية للنصب التذكاري باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لعرضها بجانب الكتل الأصلية في المتحف.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة